الداعي:



صليب نور, شكرًا على الإجابة.


الحسناء السورية, شكرًا على التعقيب الوافي.


لقد رغبت في مشاركتكما النقاش في الإله المتجسد, ولا بدَّ من سبر غور هذه المسألة.


نبدأ قصَّة التجسد بهذا النص: (عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ), (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس, ح: 3, ع: 16). لقد تمَّ الاتحاد بين الناسوت واللاهوت حسب الإيمان المسيحي, وربُّكم يسوع ثلاثة أقانيم في جوهر واحد, والأقانيم هي: الآب, والابن, وروح القدس. وإزاء ذلك أقول:


· من حيث الواقع, اللاهوت لا محدود والناسوت محدود, ويستحيل عقلاً أن يتحد اللامحدود (اللاهوت) بالمحدود (الناسوت), فهذا لا يرضاه ذو لبٍّ, ولا يقرُّه منطق, بل هو ضرب من القول لا طائل من تحته.


· إن سلَّمنا بهذا الاتحاد المزعوم, فإنَّ اللاهوت يصبح محدودًا؛ لأنه تجسد بمحدود, ولا يجوز أن يكون الإله محدودًا, فكون اللاهوت محدودًا بعد اتحاده يتنافى مع صفات الألوهية الأزلية.


· ثمَّ إن الله أزلي, فكونه قد اتحد اللاهوت بالناسوت, فإنه أصبح حادثًا وليس أزليًّا, والحادث لا يصلح أن يكون إلهًا.


· وورد هذا النص الذي ينفي الاتحاد: (أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَق...لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَق: أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»). فيسوع ليس وحده, بل مع الآب, وهذا لا يكون إلا إن كانا منفصلين؛ لأنهما إن كانا متحدين فهما طبيعة واحدة, أي هو وحده, ولكنه قال: (لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي). ويسوع مرسل, وأرسله الآب, وبما أنه يوجد مرسَل ومرسِل فهما اثنان؛ إذ لا يرسل الشخص نفسه, بل يرسل غيره؛ فدل على أن يسوعًا منفصل عن الآب, وليس متحدًا. والشهادة الحقُّ هي شهادة اثنين حسب الناموس, فيسوع شهد لنفسه, والآب شهد ليسوع؛ فكانت شهادتهما حقًّا؛ لأنهما اثنتان, ولو كان يسوع متحدًا مع الآب لما كانتا شهادتين؛ لأنهما واحد؛ فدل هذا النصُّ أنهما منفصلان وليسا متحدين.


· ولنتأمَّل هذا النص: (وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ), (إنجيل متى, ح: 23, ع: 9). فلو كان المسيح هو الله, لما قال لهم: (وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ)؛ لأن المسيح نفسه على الأرض, فلو كان هو الله لما نهاهم. ثمَّ إنَّ هذا النص ينسف فكرة الاتحاد نسفًا؛ لأن المسيح على الأرض, والآب في السماوات, فلو كانا متحدين, لكنا في الأرض أو في السماء.


· ولنتأمَّل هذا النص: (وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟), (إنجيل مرقس, ح: 15, ع: 43). فهذا نصٌّ يفيد أمرين: ألا وهما: لو كان المسيح هو الله, لَما قال: (إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟), فهل ربُّكم يسوع له إله يستغيثه؟! ولو كانا متحدين, لما قال: (لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)؛ لأن المتحدين لا ينفصلان, ولا يتركان بعضهما بعضًا.


· ولنتأمَّل هذا النص: (قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ»), (إنجيل يوحنا, ح: 20, ع: 17). فلو كان المسيح هو الله, لما قال أنه يصعد إلى إلهه!! ولو كان متحدًا, لما قال: (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي)؛ ذلك أنَّ الصعود يقضي أن يكون كلاهما منفصل عن الآخر, وإلا لما احتاج إلى الصعود لأبيه؛ لأنه متحد معه.


· ولنتأمَّل هذا النَّص معًا: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». بعد التدقيق في النص, ثبت أنَّ السؤال للاستنكار؛ ذلك أنه ينكر عليه أن يدعوه صالحًا, ثمَّ علل ذلك بقوله: (لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ!!) فهو ينفي الصلاح عن الجمع, ثم يستثني الله. فهذا نصٌّ يثبت عدم ألوهية المسيح, فسياق الكلام فيه فصل بين الله والمسيح, والسؤال سابق الذكر لا يحمل غير معنى الإنكار بدلالة النص الذي جاء بعده؛ لتعليل سبب أنه ليس صالحًا من حيث كون الصلاح محصورًا في واحد, ألا وهو الله.




هل هناك تفسير اخر لهاته الايات او يجيدون فقد الهروب للاسلاميات و السب و الشتم
بارك الله فيك اخي على هذا الشرح
اي شخص قرا هاته الايات سيفهم ان يسوع ليس هو الله