نموذج ( 6 )







مخطوط يعود للقرن الخامس الهجري تحتوي على جزء من الآية 87 من سورة مريم حتى الآية 9 من سورة طه .
والمخطوط لا يوجد فرق بينه وبين المطبوع سوى في الآية 88 :

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا

فقد جاءت في المخطوط :

وقالوا اتخذ الرحمن عهداً ولداً

والعهد في اللغة هو الأمان ، واليمين ، والموثق ، والذمة ، والحفاظ ، والوصية .
وهو أيضاً المنزل الذي لا يزال القوم إذا انتأوا عنه رجعوا إليه .
وهو المطر الذي يكون بعد المطر . [1]

وقد أتت كلمة " عهد " ويقصد بها أكثر من معنى مثل الإمامة ، والمواثيق ، والأمر ، والحلف ، والتوحيد ، والوفاء بالأمانة . [2]

فلو افترضنا أن ما جاء في المخطوط " عهداً ولداً " صحيحاً ، فما معنى هذا الكلام في ضوء المعاني السابقة ؟
بالتأكيد لا شيء فلا معنى لـ " عهداً ولداً " كما جاء في هذا المخطوط .
والأرجح أن سبب ما جاء في هذا المخطوط هو نتيجة خطأ عند كتابتها ، نتيجة إختلاط الآيات عليه ، خصوصاً وأن نهاية الآية السابقة شبيهه ومرتبطة بتلك الآية :

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ( 87 ) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( 88 ) مريم

علاوة على الأهم في الموضوع ، وما يكفي لرد أي تساؤل هو أن القراءة المطبوعه التي بين أيدينا الآن متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بأسانيد متصلة ، وهذه نقطة دفاع قوية ضد مثل هذه الإدعاءات التي لا تقوم إلا على مخطوطات مثل لا نعرف سندها ولا من كتبها .

الشبهة الثانية التي أثارها المستشرقون حول هذه المخطوطة هو عدم وجود الآية 92 من سورة مريم فيها :

وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ( 92 ) مريم

وكما قلنا من قبل ما موجود في المخطوط ليس بحجة ، لأن هذه الآية تلقيناها بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كحال باقي آيات القرآن الكريم ، ومعارض المتواتر ساقط لا حجة ولا وزن له .

ولا يوجد خلاف بين ما جاء في المخطوطة وبين المطبوع اليوم ويمكن المقارنة من خلال نسخة من المطبوع حالياً


__________________________________________________ ___
[1] الصحاح ج 2 ص 515 .

[2] الوجوه والنظائر ص 341 .