تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني !!



العلاء
2010-01-30, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاليمن ، والصلاة والسلام علي أشرف المُرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه آجمعين .
أما بعد ....

"إلهي إلهي لماذا تركتني؟!" (متى46 : 27)
تُخفي سراً تم كشفه ولله الحمد !

هناك عدة اجابات :

الاجابة الاولي: هناك في الدوائر المسيحية نجدهم يتهامسون فيما بينهم بانّ يسوع عندما حمل خطايا العالم اصبح بحمله هذه الخطايا اصبح خطيّة بعينها(1) فلم ينظر اليه الهه . لان الاله لا يُحب النظر الي المُخطئين من عباده . فترك يسوع لنفسه علي الصليب ليموت ويقاسي مرارة الخطاة ...!!

وتلك اجابة تنقضي بّان ينفصل الآب ثيون عن الابن من فوق الصليب ( ولا يذكرون هنا شيئا عن ثالث الثالوث عندهم أقصد روح القدس ) . وإلي تلك الاجابة تميل أكثر الطوائف المسيحية .
فعاش الآب ومات الابن ..!!

نستنتج أن الابن يسوع اقل مرتبة من الآب ، حيث ضحي به الآب ليموت علي الصليب فداء للبشرية من خطيّة لا يعرفو عنه شيئا ولم يشتركوا في فعلها .
او
ان رحمة الابن الاله أوسع من رحمة الآب الاله ( فهو افضل منه بهذه الحيثية ) حيث نظر الابن الي خطايا البشر جميعا ثم حملها عنهم ومضي ليموت فداء عنهم . فهل حقا صار يسوع صاحب للخطيّة أو كان لعنة كما قال بولس عندما علق علي الصليب ..!!؟؟

فلنقرأ اذا بعين المؤمن الفقرات الثلاث التالية التي تنص علي ان الله لا يترك الابرار والاتقياء عند الشدائد والمحن القاسية اذا ما دعوه . وانما يترك الخطاة وحاملي خطايا الناس :
"لان الرب الهك اله رحيم لا يتركك ولا يُهلكك ولا ينسي عهد آباك الذي اقسم لهم عليه" (تثنية 4 : 31)
"الرب معكم ما كنتم معه وان طلبتموه يُوجد لكم وان تركتموه يترككم" (أخبار الايام الثاني 15 : 2)
"لان الرب يُحب الحق ولا يتخلي عن أتقيائه الي الابد يُحفظون . اما نسل الاشرار فينقطع" (مزمور 27 : 28)

ففي تلك النصوص التوراتية الثلاث نجد ان الجابة الاولي القائلة بان الله قد ترك يسوع البار ليموت بتلك الميتة المهينة علي الصليب ولم يستمع لصراخه وتضرعات دعائه . تعتبر اجابة غير مقبولة عند الاتقياء الابرار الذين بوعد الله وميثاقه.

فمن النص الاول نجد انه إن تحقق قتل يسوع علي الصليب فان الله قد قطع عهده وميثاقه لعبادة الابرار ان لا يتركهم . وهذا مستحيل لان الله لا يخلف وعده.
ومن النص الثاني نفهم انه ان تحقق ايضا قتل يسوع فإنه يكون حينئذ من الذين اعرضوا عن الله فأعرض الله عنهم وتركهم لانفسهم ليذوقوا عذاب الصلب ومهانته .
ومن النص الثالث نفهم منه ان يسوع ليس من الابرار والاتقياء لان الله قد تخلي عنه ، ولم يقف معه ويُخلّصه مما هو فيه من الكرب العظيم .

وحسب العقلية المسيحية المُستنيرة المُتفهمة للنصوص الكتابية . فإنه لم يقع انفصال بين الآب والابن ساعة الصلب ، وأن الآب قد إستمع الي صُراخ الابن وانقذه مما هو فيه من شدّة وعذاب . وأن يسوع لم يكن مذنبا لكونه حامل لخطايا البشر في تلك الآونة فإن الآب ينظر ويستمع إلي جميع عباده المُذنبين ويجيب المضطر اذا دعاه .

فتلك الأجابة الاولي مرفوضة عند كل ذي عقل سليم .
والمستنيرون من كل ملة ودين يرفضونها لتعارضها مع نصوص الكتاب المُقدس السابق ذكرها .
____________________
(1) قال بولس في رسالته كورنتوس الثانية (5 : 21) أن الآب :" جعل الذي لم يعرف خطيّة خطيّة....."

يتبع .........

سمير صيام
2010-01-30, 01:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابع باءذن الله اخى العلاء
ومرحبا بعودتك
افتقدك كثيرا

الصارم الصقيل
2010-01-30, 02:06 AM
أخي العلاء بارك الله فيك

ملاحظات ثاقبة و في الصميم

تسجيل متابعة

العلاء
2010-01-30, 02:27 PM
الاجابة الثانية : قالوا بإن يسوع عندما صرخ الي الهه مستنجدا " الهي الهي لماذا تركتني " كان يشير للناس أن يقروأ المزمور (22) كله وليس الفقرة الاولي منه فحسب . ليعلموا أن الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) سيستجيب إلي صراخه وينقذه مما هو فيه كما حدث لصاحب المزمور وانّ ذلك الأمر كان مُتنبأ به من قبل . فليقرأ الناس المزمور كله ليعلموا فراسة يسوع وعمق فهمه للنصوص . وسأختار هنا فقرتين من المزمور كمثال للقارئ :

" لانه قد أحاطت ب كلاب جماعة من الاشرا اكتنفتني . ثقبوا يدي ورجلي أحصي كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيّ . يقسمون ثيابي بينهم وعلي لباسي يقترعون " (مزمور 22 : 16 - 19 ) .
" لانه - أي الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) - لم يحتقر ولم يُرذل مسكنة المسكين ، ولم يحجب وجهه عنه بل عند صُراخه إليه استمع " ( مزمور 22: 24 ) .

وتلك الاجابة تفيد بأن يسوع كان يعرف أن الناس من حوله لم يفهموا ما يحدث أمامهم ، فطلب منهم أن يقرءوا المزمور كله كاملا . ليفهموا أن الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) لن يترك عباده الأبرار في شدّتهم . وأن الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) مُخلّصه دائما مما هو فيه .
وتلك الاجابة لها نصوص تُدعّمها مثل ما جاء في الرسالة إلي العبرانيين ( 5 : 7 ) أن يسوع " في أيام جسده اذا قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلصه من الموت وسُُمع له من اجل تقواه " .
فقال صاحب الرسالة " وسُمع له " أي أن الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) قد إستجاب له وخلصه من الموت فوق الصليب . والنص يتكلم عن حادثة الصليب وليس عن حادثة أخري . وقد سبقت مُحاولات أخري للنيل منه وقتله ولكن اليهود لم يتمكنوا من قتله أو حتي إلحاق الأذي به .

وفي انجيل متي ( 26 : 38 - 39 ) نجد أنّ المسيح ليلة القبض عليه قال لتلاميذه " نفسي حزينه جدا حتي الموت ، إمكثوا ههنا وأسهروا معي ، ثم تقدم قليلا وخر علي وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت " . بمعني أنه كان يدعو الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/index.php) أن ينقذه من كأس مرارة تلك الميتة وسُمع له كما سبق بيانه .

وفي التراث المسيحي القديم نجد صدي تلك الأجابة في كتابات آباء الكنيسة الأولي فعلي سبيل المثال نجد أن إريناوس قد ذكر في كتاب له يُعتبر من الكتب الهامة في تأسيس المسيحية الأرثوذكسية وهو كتاب ضد هيرسيس( Against heresie ) " أن المسيح عاش من العمر خمسون سنة " وأيضا في كتابي أعمال توما نجد أن المسيح كان حيا حتي سنة 47 م .

وهناك إشارات أخري كانت تقول إنا المسيح كان موجودا في دمشق بعد حادثة الصلب وانه أخذ يُعلم الناس فيها لمدة عاميين وأثناء تلك الفترة أرسل إليه ملك اديسا ( نصيبين حاليا) رسالة يدعوه فيها لزيارته والعمل علي شفائه . فأرسل إليه المسيح تلميذه توما ليعتني به ، وقيل أنّه زاره بنفسه بعد ذلك .

يُتبع .....

ذو الفقار
2010-01-30, 04:06 PM
فمن النص الاول نجد انه إن تحقق قتل يسوع علي الصليب فان الله قد قطع عهده وميثاقه لعبادة الابرار ان لا يتركهم


هذا بالنسبة لشخص عادي فماذا عن رجل ليس هناك بار إلا هو !!

موضوع رائع ورؤيا جديدة أخي الكريم أكمل لا فض فوك

العلاء
2010-01-30, 07:26 PM
الاجابة الثالثة : وهي اجابة عصرية قال بها نقّاد الكتاب ومترجميه في الغرب المسيحي . فقالوا بانّ كاتبا انجيل متي ومرقس قد أخطئوا في اقتباسهم من نص المزمور 22 . وانّه خطأ مغتفر لتعدد الترجمات وإختلاف اللغات .
فأصل النص في الفقرة الاولي من المزمور كان يجب أن تكون هكذا :
" الهي الهي لماذا تركتني ( أعيش ) بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري " .
فأضافوا كلمة ( أعيش ) حتي يتحقق الموت علي الصليب ان استجاب الله لصراخة فتاه يسوع ..!! ولابد من استجابة الاله لصراخة المصلوب فيوت وليس العكس ..!!

انها اجابة تلفيقية مُضحكة لادليل عليها من النصوص ، وإنما هي تنفيث للمحفوظ في الصدور من شك قاتل ..!!

ربما استندوا الي اختلاف الاناجيل وتناقضها في تلك القضية فها هو لوقا لم يثبت هذا النص وإنما قال
ونادي يسوع بصوت عظيم وقال : " يا أبتاه في يديك أستودع روحي " ( لوقا 23 : 46 )
وقال يوحنا في إنجيله : "ونكس رأسه وأسلم روحه - أي يسوع - " ( يوحنا 19 : 30 ) .
فلم يستنجد يسوع بالهه أو يصرخ طالبا النصرة من إلهه كما قال كاتبا انجيل متي وإنجيل مرقس ، وهما اقدم في زمن تدوينهم من إنجيلي لوقا ويوحنا . وهناك قال إلهي إلهي ولم يقل يا أبتاه كما زعم لوقا تلميذ بولس ..!!

والأمر يحتاج إلي زيادة بحث عن شروح تلك الفقرة الأنجليزية التي وقف عندها الواقفون .

ويمكنني هنا الأشارة بشئ من الأيجاز الشديد الي أنّ هناك رؤي أخري لاهوتية التركيب مُحكمة التعقيد . كقول بعضهم أن الاله قد إنفصل عن جسد يسوع فوق الصليب ، وأن الذي صرخ والذي مات هو الناسوت فقط .
بمعني أن يسوع الروح قد ترك جسده علي الصليب ليذوق يسوع الأنسان الموت فداء للبشر لان الاله لا يمكن أن يموت . وفي هذه الحالة لا يمكن القول بأنّ يسوع هو الاله الانسان في آن واحد . كما أن قول يسوع علي الصليب حسب إنجيل لوقا " يا أبتاه في يديك أستودع روحي " يفيد بأنّ يسوع له روحا مستقلة غير الآب والا كان قوله روحك بدلا من روحي أو روحنا بدلا من روحي . فتأمله جيدا فإنه مُشكل عند القائلين بالتثليث . فهناك شخصان في النص الانجيلي ( الآب والأبن ) وهناك روحان (روح الآب وروح الأبن ) وهم ليسا شيئا واحدا كما زعموا . فلن يُضحي الاله بنفسه لنفسه عند العقلاء ..!!

أو كما يقول البعض بإن الاله الكامل قد تواجد بالكلية - أي الثالوث – في جسد يسوع علي الصليب ، ومات يسوع حاملا خطايا العالم معه . فالأمر هنا غاية في التعقيد وعدم الفهم . فإن مات الاله الكامل - أقصد الآب والأبن والروح القدس - فمن الذي يحييه من بعد موته ..!!؟؟

والأمر فيه مسائل كثيرة لا تعقل لانه من وضع البشر في مجامعهم التي عقدوها لتقرير قوانين تلك الديانة الوضعية ذات الأصل الالهي ، وليس هنا مجال الحديث عنها وانما يجدها القارئ في كتب اللاهوت المختلفة .

والخلاصة :::

انه ان كان هناك الها واحد للكون سواء كان الها احدا ( أي لا يتكون من أبعاض وأجزاء وأقانيم ) او كان الها واحدا غير أحدا ( أي يتكون من أبعاض وأجزاء وأقانيم ) ، وأن يسوع قد صرخ إليه طالبا منه الخلاص والإنقاذ من ميتة الصّليب ولم يستجب إليه ذلك الاله وتركه ليموت .
فإن يسوع هنا لابد وأن يكون إنسانا عاديا غير جدير بالعناية الالهية له وبالتالي فلن يكون مُمثلا للبشرية نائبا عنها ليحمل خطاياها ويموت فداء لها .
وإن سمع الاله لصراخه واستجاب له فأنجاه مما هو فيه فإن يسوع حيئنذ من الأبرار الصالحين الجديرين بالرعاية الالهية .

وكلا الأمرين متعارضان مع العقيدة المسيحية الوضيعة . فإن كان يسوع هو الإله نفسه كما يعتقد المسيحيون ، ثم مات ذلك الإله علي الصليب فداء للبشرية ، فهذا مما يصعب فهمه ومما يحيل العقل بعدم حدوثه ..!!

إنتهي قصة الصلب والفداء إلي الأبد ....

ذو الفقار
2010-01-30, 08:09 PM
فإن يسوع هنا لابد وأن يكون إنسانا عاديا غير جدير بالعناية الالهية له وبالتالي فلن يكون مُمثلا للبشرية نائبا عنها ليحمل خطاياها ويموت فداء لها .
:p015::p015:

مرحى بهذه الأبحاث القيمة ، والجديرة بالمطالعة .

جزاك الله خيراً أخي الحبيب وزادك من فضله .



:p01sdsed22:

أسد هادئ
2010-01-30, 08:22 PM
جزيت خيرا أخي العلاء ، يكفي هذا لنسف الألوهية

لذلك هم لجأوا إلى الرأي الآخر ، الخاص بأنه كان فقط يذكرهم بالمزمور ، كأنه نبوءة

وطبعا هذه القصة الملفقة لإثبات تنبؤ العهد القديم عن صلبه