بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاليمن ، والصلاة والسلام علي أشرف المُرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه آجمعين .

أما بعد ....

"إلهي إلهي لماذا تركتني؟!" (متى46 : 27)
تُخفي سراً تم كشفه ولله الحمد !

هناك عدة اجابات :

الاجابة الاولي: هناك في الدوائر المسيحية نجدهم يتهامسون فيما بينهم بانّ يسوع عندما حمل خطايا العالم اصبح بحمله هذه الخطايا اصبح خطيّة بعينها(1) فلم ينظر اليه الهه . لان الاله لا يُحب النظر الي المُخطئين من عباده . فترك يسوع لنفسه علي الصليب ليموت ويقاسي مرارة الخطاة ...!!

وتلك اجابة تنقضي بّان ينفصل الآب ثيون عن الابن من فوق الصليب ( ولا يذكرون هنا شيئا عن ثالث الثالوث عندهم أقصد روح القدس ) . وإلي تلك الاجابة تميل أكثر الطوائف المسيحية .
فعاش الآب ومات الابن ..!!

نستنتج أن الابن يسوع اقل مرتبة من الآب ، حيث ضحي به الآب ليموت علي الصليب فداء للبشرية من خطيّة لا يعرفو عنه شيئا ولم يشتركوا في فعلها .
او
ان رحمة الابن الاله أوسع من رحمة الآب الاله ( فهو افضل منه بهذه الحيثية ) حيث نظر الابن الي خطايا البشر جميعا ثم حملها عنهم ومضي ليموت فداء عنهم . فهل حقا صار يسوع صاحب للخطيّة أو كان لعنة كما قال بولس عندما علق علي الصليب ..!!؟؟


فلنقرأ اذا بعين المؤمن الفقرات الثلاث التالية التي تنص علي ان الله لا يترك الابرار والاتقياء عند الشدائد والمحن القاسية اذا ما دعوه . وانما يترك الخطاة وحاملي خطايا الناس :
"لان الرب الهك اله رحيم لا يتركك ولا يُهلكك ولا ينسي عهد آباك الذي اقسم لهم عليه" (تثنية 4 : 31)
"الرب معكم ما كنتم معه وان طلبتموه يُوجد لكم وان تركتموه يترككم" (أخبار الايام الثاني 15 : 2)
"لان الرب يُحب الحق ولا يتخلي عن أتقيائه الي الابد يُحفظون . اما نسل الاشرار فينقطع" (مزمور 27 : 28)

ففي تلك النصوص التوراتية الثلاث نجد ان الجابة الاولي القائلة بان الله قد ترك يسوع البار ليموت بتلك الميتة المهينة علي الصليب ولم يستمع لصراخه وتضرعات دعائه . تعتبر اجابة غير مقبولة عند الاتقياء الابرار الذين بوعد الله وميثاقه.

فمن النص الاول نجد انه إن تحقق قتل يسوع علي الصليب فان الله قد قطع عهده وميثاقه لعبادة الابرار ان لا يتركهم . وهذا مستحيل لان الله لا يخلف وعده.
ومن النص الثاني نفهم انه ان تحقق ايضا قتل يسوع فإنه يكون حينئذ من الذين اعرضوا عن الله فأعرض الله عنهم وتركهم لانفسهم ليذوقوا عذاب الصلب ومهانته .
ومن النص الثالث نفهم منه ان يسوع ليس من الابرار والاتقياء لان الله قد تخلي عنه ، ولم يقف معه ويُخلّصه مما هو فيه من الكرب العظيم .


وحسب العقلية المسيحية المُستنيرة المُتفهمة للنصوص الكتابية . فإنه لم يقع انفصال بين الآب والابن ساعة الصلب ، وأن الآب قد إستمع الي صُراخ الابن وانقذه مما هو فيه من شدّة وعذاب . وأن يسوع لم يكن مذنبا لكونه حامل لخطايا البشر في تلك الآونة فإن الآب ينظر ويستمع إلي جميع عباده المُذنبين ويجيب المضطر اذا دعاه .

فتلك الأجابة الاولي مرفوضة عند كل ذي عقل سليم .
والمستنيرون من كل ملة ودين يرفضونها لتعارضها مع نصوص الكتاب المُقدس السابق ذكرها .

____________________
(1) قال بولس في رسالته كورنتوس الثانية (5 : 21) أن الآب :" جعل الذي لم يعرف خطيّة خطيّة....."

يتبع .........


Ygid >> Ygid >> glh`h jv;jkd !!