المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورشة عمل حلقة عماد المهدي



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7]

أبوحمزة السيوطي
2010-03-21, 10:06 AM
صدق من قال : كل معطل مشبه ولو ادعى العكس او اراد عكس ذلك لانه ما عطل الصفه الا لانه شبهها بصفة المخلوق . اعتقد ان الامر اتضح لك شيخى الحبيب .

المقصود يا هندسة حكم الشيخ على أصحاب التأويل بالشرك , فهل الذي يتأول الصفات مُشرك عند الشيخ ؟؟

هذا ما أريد معرفته من شيخنا الدكتور راجح حفظه الله لأني لا أعتقد أنه يقصد الشرك الذي يُخرج صاحبه من الملة لأن الإلحاد في الصفة غير الشرك الإعتقادي كذلك الإلحاد في الصفة أو التأويل لا يُحكم بكفر قائله في الجملة ولكن الأمر على التفصيل ..

وشيخنا أعلم منا بذلك لذلك نريد أن يُصحح لنا ما ألتبس علينا فهمه ..

أسد هادئ
2010-03-21, 01:56 PM
بالنسبة لمسألة تناقل الطبيعة إسلاميا ، أنا شايف نقف عندها شوية بمقارنة مفصلة بتوضيح عشان الأمور لا تختلط على المستمعين المسيحيين ، لأن النصارى يقولون بتوارث الطبيعة الفاسدة



إن شاء الله عايز أعرف رأيكم في الكلام ده إن كنتم توافقوا على طريقة العرض أو لأ :-


طبعا توارث الخطيئة في المسيحية لدرجة ان منهم اللي بيعمد الجنين قبل ولادته ده تخريف لا يوجد عندنا

لكن اللي لازم يوضح هو الفرق في فكرة توارث الطبيعة بين الإسلام والمسيحية ، لأنه ممكن يتهيأ وجود تشابه لو موقفناش عندها.

يعني نعمل مقارنة دقيقة بين توارث طبيعة آدم عليه السلام في الإسلام والمسيحية

أولا في الإسلام الإنسان أصلا مخلوق ليكون مخيرا ، يمكنه فعل الخير أو الشر بإرادته الحرة

يعني في الإسلام مفيش حاجة اسمها ان طبيعة الخطأ جاءت بعد الأكل من الشجرة ،وبعدين النسل توارثها..

لا ، الطبيعة اللي النسل توارثها هي أصلا الطبيعة اللي اتخلق بيها آدم عليه السلام

الدليل ..

يقول الله تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور"

سورة الملك الآية الثانية

يعني الإنسان مخلوق للاختبار ، يعني مخلوق بإرادة حرة وطبيعة يمكنها فعل الخير والشر

يعني الطبيعة اللي ورثها النسل من آدم هي الطبيعة الكلية اللي كان مخلوق بيها من الأساس .. الطبيعة التي تختار

يعني بنقول ان البشر ورثوا طبيعة آدم كلها ، لكن سبب وجود هذه الطبيعة مش خطأ آدم ، لكن الله تعالى أصلا خلق آدم عليه السلام بهذه الطبيعة.

طيب ، ازاي نقول بعد كده ان لولا حواء ما خانت امرأة زوجها كما في الحديث الصحيح ؟؟

أو نقول " أخطأ آدم فأخطأت ذريته" ؟

الأحاديث توضح وراثة طبيعة معينة من الأبوين آدم وحواء عليهما السلام ، لكن لازم نرجع للأصل اللي أتاح لحواء انها تخبره عن الشجرة .. هنرجع تاني للنقطة الأولى وهي أن الله تعالى هو من أودع الطبيعة المخيرة.

صحيح نحن ورثنا هذه الطبيعة بنوعيها من آدم وحواء عليهما السلام لكن الفرق الدقيق اللي لازم ندركه هو ان الطبيعة دي _ الموروثة من الأبوين الكريمين_ هي إرادة الله للبشر أصلاً تبعا للآية

" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور"

وليس بسبب خطية الشجرة.

ده أول فرق دقيق جدا بين المسلمين والمسيحيين في النقطة دي

طيب ليه ينسب الموضوع للأبوين في الأحاديث الشريفة ؟؟

نستطيع أن نقول أن آدم حواء عليهما السلام كانا السبب الذي جعله الله ليكون البشر بهذه الطبيعة

بالضبط زي نزول آدم عليه السلام من الجنة هو وحواء

الله يقول " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ..."

قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام من الأساس

لكن مع ذلك يقول الله

" يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة......."

الأعراف

رغم أن الله تعالى قد قدر أن يكون البشر على الأرض ، إلا أنه جعل خطيئة آدم سببا في نزولهم ، أو جعل إبليس سببا في نزولهم..

بالمقارنة بين هذا الكلام والكلام الأصلي نقول

أن الله تعالى قد قدر أن يكون البشر مخيرين أصلا لاختبارهم كما أسلفنا ، وإن كان قد جعل حواء مثلا _عليها السلام_ سببا في توريث صفة معينة ، وهذا لا يعني أن سبب وجود الخطأ هو في الأصل بسبب حواء أو آدم عليهما السلام ، بل بسبب إرادة الله تعالى السابقة كما أوضحنا في الآية الكريمة، وما كان آدم وحواء عليهما السلام إلا سببين أو وسيلتين لنقل ذلك للبشر ، لذلك ينسب ذلك لهما لأنهما السبب القريب ، وإن كان المسبب (بكسر الباء) والمقدر ذلك هو الله تعالى وهو المسبب.

بالضبط تماما مثلما نسب نزول آدم إلى إبليس لأنه السبب القريب وإن كان السبب الأصلي هي تقدير الله تعالى للبشر بالاختبار والمكوث في الأرض ، فالناس أصلا مخلوقون لذلك .. وكان لابد من سبب أو أصل يعتبر كبداية لانتقال هذه الصفات بين الناس، فكل شيء له بداية إلا الله تعالى.، وكان هذا الأصل السبب هو آدم وحواء عليهما السلام.

صحيح أنه لولا حواء لما خانت امرأة زوجها (وليس المقصود الخيانة الزوجية بالطبع) لكن في الإسلام يجب أن تتعرض أصلا لسبب ما فعلته حواء تجد أنهالذي خلقه الله بها

أعني

لولا خلق الله لحواء بطبيعة مخيرة (لأنه قدر اختبار الإنسان) لما أغرت حواء آدم بالأكل من الشجرة

ولولا فعلة حواء (المسببة عن تقدير الله) لما فعلت ذلك النساء لأن الله كما أعطى حواء هذه الطبيعة أعطى أيضا باقي النساء مثلها (عن طريقها)

إذن نحن نرد ذلك إلى حواء لأنها السبب ، لكن يجب أيضا أن نتجاوزها لمعرفة المسبب والمتيح لها ما فعلت. فهو نفسه ما أتاح لباقي النساء ذلك.

هذا فرق دقيق بين المسلمين والمسيحيين في هذه النقطة ، وإن كان يؤثر تأثيرا كبيرا جدا في العقيدة فيما بعد

إذا اختصارا لما سبق

1- توارث الطبيعة الأصل أنه بإرادة الله تعالى وكان الأبوان عليهما السلام مجرد سبب كما أن إبليس كان مجرد سبب لنزول آدم من الجنة.( هذا اختلاف فهم يقولون أن ما حدث كان ما لا يريده الله.)
2- طبيعة آدم وحواء عليهما السلام هي معهما منذ الخلق ، وليس عندنا في الإسلام ما يسمى لحظة الانفصال عن الله ، فهما ورثانا الصفات والطبائع التي نسبت إليهما ، لكن هذه الطبائع هي ما خلقهما الله بها من الأساس.( هذا الآخر فعند النصارى أن الطبيعة جاءت بعد الخطية)



إذن في الإسلام لا يوجد ما يسمى أن سبب وجود الطبيعة الأصلي هو خطأ آدم عليه السلام أو حواء ،مما يستوجب فداء أو ما إلى ذلك مما يقول النصارى ، لكن هذه إرادة الله أصلا كما أوضح في آية سورة الملك.





طبعا الكلام فيه اجتهادات شخصية ، فضروري أعرف الرأي في الكلام حتى وإن لم يكن سيدخل في الحلقة .

أبوحمزة السيوطي
2010-03-21, 04:27 PM
1-توارث الطبيعة الأصل أنه بإرادة الله تعالى وكان الأبوان عليهما السلام مجرد سبب كما أن إبليس كان مجرد سبب لنزول آدم من الجنة.( هذا اختلاف فهم يقولون أن ما حدث كان ما لا يريده الله.)
2-طبيعة آدم وحواء عليهما السلام هي معهما منذ الخلق ، وليس عندنا في الإسلام ما يسمى لحظة الانفصال عن الله ، فهما ورثانا الصفات والطبائع التي نسبت إليهما ، لكن هذه الطبائع هي ما خلقهما الله بها من الأساس.( هذا الآخر فعند النصارى أن الطبيعة جاءت بعد الخطية)

أعتقد أن أول شيء يجب إضافته أخي الحبيب وهو الحد الفاصل بيننا وبينهم ..

أن في الإسلام كل مولوذ يولد على الفطرة ثم أبواه يُفسدان الطبيعة النقية والفطرة السوية التي يولد عليه الانسان .. كما الحديث وهذا الحد الفاصل بيننا وبينهم .

ثانيا واختصاراً للنقطتين السابقتين أكثر أن نقول أن ما ورثه ابن آدم من أبويه هو الطبيعة البشرية خُلقاً وخَلقاً :
1- خُلقاً : مثل النسيان والجحود والعجلة .
2- خَلقاً : مثل الطبيعة الذكورية وألنثوية والنصب والجوع والحيض والنُفاس على بنات آدم ..

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبِهِ قَالَتْ: فَانْسَلَلْتُ، فَقَالَ: " أَنُفِسْتِ ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ، قَالَ: " ذَاكَ مَا كُتِبَ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ " قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ، فَأَصْلَحْتُ مِنْ شَأْنِي، فَاسْتَثْفَرْتُ بِثَوْبٍ، ثُمَّ جِئْتُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ " رواه أحمد

فالذي ورثناه من آدم ما هو إلا الطبيعة البشرية ولكن كل يولد على الفطرة وهذا من تمام رحمة الله ثم كل امرئ بما كسب رهين يُحاسب على أفعاله وهذا من تمام عدل الله بل رحمة الله قريب من المحسنين

أسد هادئ
2010-03-21, 09:49 PM
أعتقد أن أول شيء يجب إضافته أخي الحبيب وهو الحد الفاصل بيننا وبينهم ..


نعم وهذا ما تحدث عنه الأخ خالد في مداخلته ، وإنما أردت توضيح أيضا معنى توريث الطبيعة هذه المرة من آدم عليه السلام ، لتوضيح اختلاف المفهوم بيننا وبينهم لإيمانهم بتوارث الطبيعة الفاسدة التي دخلت بعد خطأ أبيهم.

ساجدة لله
2010-03-22, 08:09 AM
مقالة أعجبتني

الإعجاز العلمي في قوله تعالى : وعلم آدم الأسماء كلها‏[‏ البقرة‏:31].‏

د‏.‏ زغلـول النجـار‏

‏هذا النص القرآني الكريم جاء في الربع الأول من سورة البقرة‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها مائتان وست وثمانون‏(286)‏ بعد البسملة‏,‏ ويدور محورها الرئيسي حول التشريع الإسلامي‏,‏ وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق‏.‏



هذا‏,‏ وقد سبق لنا استعراض هذه السورة المباركة وما جاء فيها من تشريعات‏,‏ وعقائد‏,‏ وأخبار‏,‏ وقصص‏,‏ وقواعد أخلاقية وسلوكية‏,‏ وإشارات كونية‏,‏ ونركز هنا علي ومضتي الإعجاز الإنبائي والعلمي في الإخبار عن ذلك العلم الوهبي الذي علمه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ عند خلقه‏.‏



وحقيقة هذا العلم الوهبي تناقض كل ادعاءات الماديين التي تنادي بأن الإنسان بدأ أبكم جاهلا كافرا‏,‏ ثم تعلم النطق بتقليد ما حوله من حيوانات‏,‏ وعرف ربه من خلال فزعه من الأحداث الطبيعية من حوله كالزلازل وثورات البراكين‏,‏ والعواصف والأعاصير وغيرها‏,‏ وهي ادعاءات انتشرت في ظل الحضارة المادية المعاصرة هروبا من الإيمان بالخلق ومن الخضوع للخالق ـ سبحانه وتعالي ـ‏,‏ ونوجز هنا شيئا عن ومضتي الإعجاز الإنبائي والعلمي في النص القرآني الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال‏..‏



أولا‏:‏ من أوجه الإعجاز الإنبائي في النص الكريم‏:‏



يؤكد هذا النص القرآني الكريم أن الإنسان بدأ عالما‏,‏ عابدا‏,‏ ناطقا‏,‏ متكلما بلغة منطقية مفهومة‏,‏ في الوقت الذي ينادي أغلب علماء الدراسات الإنسية‏(‏ الأنثروبولوجيا‏)‏ بأن الإنسان الأول لم تكن له قدرة علي الكلام‏,‏ ولم تكن له لغة يتكلم بها مع غيره سوي لغة الإشارة باليد الواحدة أو باليدين‏;‏ وأنه لم تكن له أية عقيدة محددة‏,‏ وإن تعرف علي الله ـ تعالي ـ بعد ذلك من خلال فزعه من الظواهر الطبيعية‏.‏ وانطلاقا من هذا الفهم الخاطئ كتب‏(‏ مايكل كورباليس‏)‏ الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية كتابا بعنوان‏:‏ في نشأة اللغة‏:‏ من إشارة اليد إلي نطق الفم‏.‏



‏Corballis,MichaelC.(2002):FromHandToMouth:

heOriginsOfLanguage'PrincetonUniversityPress .‏



وجاء في هذا الكتاب ما ترجمته‏:‏ وأنا أزعم أن اللغة في معظم هذه الفترة كانت إشارية في الدرجة الأولي‏,‏ علي الرغم من أن الأصوات أخذت تتخللها بصورة متزايدة‏...‏ ويضيف‏:..‏ وقد يكون إصدار الأصوات قد خدم جزئيا ـ في نشأة اللغة ـ لكونه إضافة إلي إشارات الوجه والفم واليدين‏,‏ وجعل الإشارات غير المنظورة لكل من اللسان والتجويف الفمي مسموعة‏.‏ واللغة بالطبع ـ حتي لغة اليوم ـ نادرا ما تكون صوتية خالصة‏...‏



وهذا التضارب في تحقيق قضية غيبية غيبة مطلقة كقضية نشأة اللغة عند الإنسان سببه الانخداع بفكرة التطور العضوي التي فندتها الكشوف العلمية أخيرا ودحضتها دحضا كاملا‏,‏ خاصة في مجالات مثل مجالات علوم الوراثة‏,‏ وعلم الخلية الحية‏,‏ وعلم الأحياء الجزيئي‏.‏



وجميع ما وضع من نظريات وفروض لتفسير نشأة اللغة بعيدا عن حقيقة خلق أبينا آدم عليه السلام وتعليم خالقه له الأسماء كلها لحظة خلقه وعن تهيئة جسد الإنسان تشريحيا للنطق بالكلام‏,‏ هي نظريات وفروض باطلة‏,‏ يدحضها التقارب الشديد بين جميع لغات أهل الأرض‏,‏ وشيوع العديد من الألفاظ بينها‏,‏ خاصة بين اللغات القديمة منها‏,‏ مع تسليمنا بأن اللغة تنمو وتتطور كما ينمو ويتطور كل كائن حي‏.‏



وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن أكثر من خمسين في المائة من ألفاظ كل من اللغتين السريانية والعبرية هي ألفاظ عربية الأصل‏.‏ وبالتحليل الدقيق للغات أهل الأرض‏(‏ التي يقدر عددها اليوم بأكثر من خمسة آلاف لغة ولهجة‏)‏ يمكن ردها إلي أصل واحد هو لغة أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ وقد كانت اللغة العربية‏,‏ كما جاء في عدد من الآثار‏.‏



ومن أقوال ربنا ـ تبارك وتعالي ـ المؤيدة لهذا الاستنتاج ما يلي‏:‏



‏1 ‏ ـ وعلم آدم الأسماء كلها‏[‏ البقرة‏:31].‏



‏2 ‏ ـ الرحمن‏*‏ علم القرآن‏*‏ خلق الإنسان‏*‏ علمه البيان‏[‏ الرحمن‏:1‏ ـ‏4].‏



‏3‏ ـ اقرأ باسم ربك الذي خلق‏*‏ خلق الإنسان من علق‏*‏ اقرأ وربك الأكرم‏*‏ الذي علم بالقلم‏*‏ علم الإنسان ما لم يعلم‏*[‏ العلق‏:1‏ ـ‏5].‏



كذلك‏;‏ فإن خلق الإنسان مزودا بأجهزة للسمع والنطق‏,(‏ منها الأذنان‏,‏ واللسان‏,‏ والتجويف الفمي‏,‏ والأحبال الصوتية المرتبطة بجهاز عصبي غاية في دقة البناء‏,‏ وإحكام الأداء‏)‏ ينفي ادعاءات الدهريين بأن الإنسان بدأ وجوده جاهلا‏,‏ كافرا‏,‏ أبكم‏,‏ ثم تعلم النطق بتقليد أصوات الحيوانات من حوله‏.



كما تعرف علي الله من خلال فزعه من الظواهر الطبيعية‏.‏ وهذا هو موقف كثير من الملاحدة والمشركين الذين زادت أعدادهم زيادة مفزعة في ظل الحضارة المادية المعاصرة التي تتنكر لخالقها فتنسب كل شيء إلي الطبيعة‏,‏ دون أن تتمكن من تحديد دقيق لمدلول لفظة الطبيعة‏.‏



أما نحن معشر المسلمين فنؤمن بأن الإنسان خلق عالما‏,‏ عابدا‏,‏ ناطقا‏,‏ مفكرا‏,‏ مزودا بكل صفات التكريم التي كرمه بها خالقه‏,‏ ومزودا كذلك بكل الأدوات اللازمة لتأهيله بالقدرات المطلوبة لحمل أمانة الاستخلاف في الأرض‏,‏ والقيام بكل تكاليفها‏.‏



ونحن معشر المسلمين نؤمن كذلك بأن كلا من أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ خلق بهذا التكريم‏,‏ يتكلمان العربية الفصحي‏(‏ أم اللغات كلها‏)‏ التي علمها لهما ربهما بتقديره ومنه وإحسانه‏,‏ وعلم كلا منهما حقيقة وجوده‏,‏ وفضل موجده عليه وعلي نسله من بعده‏,‏ وتفاصيل رسالته ورسالتهم‏,‏ ومسئولية استخلافه واستخلافهم في الأرض‏,‏ وحمل أمانة التكليف فيها‏.‏



ومن معاني كلمة‏(‏ العربية‏)‏ الإبانة والإيضاح‏,‏ ومن هنا سمي الإعراب‏(‏ إعرابا‏)‏ لتبيينه الأمر وإيضاحه‏.‏ ومن ذلك قول المسلمين في الجزيرة العربية أنهم كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي حين يعرب ـ أي حين ينطلق ويتكلم ـ أن يقول‏:‏ لا إله إلا الله سبع مرات‏.‏



ومنه باب خاص من أحاديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في مناقب فضل العرب جاء فيه ما يلي‏:‏



عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال‏:‏ قال لي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ يا سلمان لا تبغضني فتفارق ديني‏,‏ قلت‏:‏ يا رسول الله‏;‏ كيف أبغضك‏!‏ وبك هدانا الله‏,‏ قال‏:‏ تبغض العرب فتبغضني‏(‏ جامع الترمذي‏).‏



وعن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أنه قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي‏(‏ قال الترمذي‏:‏ هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق‏,‏ وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي‏).‏



من ذلك يتضح فضل اللغة العربية علي جميع لغات أهل الأرض‏,‏ لأنها أصل هذه اللغات جميعا‏,‏ وهي لغة أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ التي علمهما إياها رب العالمين الذي‏(‏ علم آدم الأسماء كلها‏),‏ أي أسماء كل شيء بمسمياته‏,‏ ولذلك فلابد من أن جميع لغات أهل الأرض‏(‏ المقدرة اليوم بأكثر من خمسة آلاف لغة ولهجة‏)‏ قد انبثقت عن اللغة العربية‏,‏ التي أنزل بها ربنا ـ تبارك وتعالي ـ رسالته الخاتمة إلي الثقلين‏(‏ الإنس والجن‏),‏ وتعهد بحفظ هذه الرسالة الخاتمة في نفس لغة الوحي بها‏(‏ اللغة العربية‏),‏ فحفظت في القرآن الكريم وفي سنة خاتم النبيين ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي مدي فاق الأربعة عشر قرنا‏,‏ وتعهد ربنا ـ تبارك اسمه ـ بهذا الحفظ تعهدا مطلقا إلي ما شاءت إرادته‏,‏ حتي يبقي الإسلام ـ الذي اكتمل في كتاب الله وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله ـ حجة لله علي جميع خلقه إلي يوم الدين‏.‏



من هنا كانت الإشارة القرآنية إلي تعليم الله ـ سبحانه وتعالي ـ لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ الأسماء كلها‏(‏ أي أسماء كل شيء بمسمياته‏)‏ لمحة من لمحات الإعجاز الإنبائي الغيبي لو لم يخبرنا بها ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ما كان أمام الإنسان من سبيل للوصول إليها‏,‏ ولذلك تضطرب آراء غير المسلمين في تفسير نشأة اللغة عند الإنسان‏,‏ كما ضربنا مثلا واحدا علي ذلك‏,‏ وغيره كثير إلي درجة أنه أكثر من أن يحصي‏,‏ أو أن يعد في مقال محدود كالذي نكتبه‏.‏



ثانيا‏:‏ من أوجه الإعجاز العلمي في النص الكريم‏:‏



خلق الله ـ سبحانه وتعالي ـ أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ وفي فم كل واحد منهما لسان ينطق به‏,‏ وجعل لكل منهما حنجرة‏,‏ وعددا من الأوتار الصوتية‏,‏ وشفتين‏,‏ وصفين من الأسنان‏,‏ ورئتين‏..‏ وهذه هي المكونات الأساسية للنطق‏,‏ التي يحركها المخ والجهاز العصبي‏,‏ وينظم حركاتها في أثناء الكلام حتي تخرج الحروف والألفاظ جلية واضحة‏.‏ والمنطق السوي يحكم بأن الله ـ تعالي ـ لم يزود أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ بهذا الجهاز المتقن للكلام ثم يدعهما أبكمين لا يعرفان لغة يتكلمان بها‏.‏



وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن اللسان البشري يتألف من سبع عشرة عضلة متشعبة في مساحته بالكامل‏(‏ ثماني عضلات منها مزدوجة‏,‏ وعضلة واحدة مفردة‏),‏ ويتخلل هذه العضلات ويحيط بها أعداد من الخلايا والأنسجة المتخصصة التي من بينها أنسجة دهنية وليمفاوية‏,‏ وأعداد من الغدد اللعابية التي تبقي اللسان رطبا باستمرار‏.‏



ويغلف ذلك كله بغشاء مخاطي رقيق‏.‏ وبناء علي هذا التركيب المرن جدا يستطيع الإنسان تحريك لسانه في كل الاتجاهات بمرونة كبيرة‏,‏ كما يستطيع تغيير شكل هذا اللسان وحجمه ووضعه بمرونة كبيرة كذلك‏.‏ وترتبط عضلات وأنسجة اللسان في الإنسان بفكه الأسفل بواسطة عظمة ذات رأسين تحكم حركته ولا تعوقها‏.‏



أما الشفتان اللتان يستكمل وجه الإنسان بهما جماله‏,‏ وإحساسه‏,‏ وقدرته علي النطق فهما مليئتان‏,‏ بالأوعية الدموية التي تتفرع بكثافة عالية في الأغشية المخاطية المكونة لهما‏,‏ ولذلك يبدوان باللون الأحمر‏.‏ وهناك حزمة متمركزة من العضلات اللافة حول الشفتين لتمثل واحدة من مجموع العضلات المعقدة المعينة علي النطق بالكلام والمحددة لتعبيرات الوجه‏.‏ وتلعب الشفتان في الإنسان دورا مهما في النطق‏,‏ فعند الكلام تجمع الحبال الصوتية في مكان واحد‏,‏ وتهتز جراء حركة تيار الهواء الخارج عند الزفير‏,‏ كما يتحرك كل من اللسان والشفتين والأسنان‏,‏ فيتمكن الإنسان من النطق بالكلام‏.‏



وكذلك صممت القدرة الإلهية المبدعة كلا من الأنف والفم في الإنسان‏,‏ علي أن يعطيا جميع المواصفات الخاصة بإطلاق الصوت‏,‏ وفي الوقت الذي تبدأ فيه الكلمات بالخروج من الفم بسلاسة‏,‏ فإن اللسان يأخذ وضعا بين الاقتراب والابتعاد من سقف الفم بمسافات محددة‏,‏ وتتقلص الشفتان أو تتوسعان‏,‏ ويتحرك في هذه العمليات العديد من العضلات بشكل سريع حتي يتحقق النطق عند الإنسان‏.‏



ولولا هذا البناء المحكم لجهاز النطق ما استطاع الإنسان الكلام‏,‏ علي الإطلاق‏,‏ ومن هنا يمتن الله ـ الخالق البارئ المصور ـ علي الإنسان بقوله العزيز‏:‏ ألم نجعل له عينين‏*‏ ولسانا وشفتين‏*‏ وهديناه النجدين‏*‏

‏[‏البلد‏:8‏ ـ‏10].‏



وهل يمكن لعاقل أن يتصور خلق أجهزة الكلام المعقدة في الإنسان بغير تقدير الله؟ وهل يمكن أن يقدر الله ـ سبحانه وتعالي ـ للإنسان هذا كله ثم لا يعلمه لغة يعرف بها أسماء الأشياء؟ ومن هنا يأتي هذا النص القرآني الكريم معجزة علمية حقيقية‏,‏ كما يأتي معجزة إنبائية غيبية‏,‏ تشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏),‏ وحفظه‏(‏ دون نقص أو زيادة حرف واحد‏)‏ علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد‏,‏ وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا إلي أن يشاء الله‏,‏ حتي يبقي القرآن الكريم حجة الله البالغة علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين‏.‏



فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين ـ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏

عماد المهدي
2010-03-22, 01:25 PM
يعني ايه يا شيخ عماد الجملة دي ؟


يوجد كما يزعم البعض شبهات لغوية فى القران والاحاديث فقلت اي حد عنده سؤال نجاوب عليه فى الحلقة

عماد المهدي
2010-03-22, 01:27 PM
نعم وهذا ما تحدث عنه الأخ خالد في مداخلته ، وإنما أردت توضيح أيضا معنى توريث الطبيعة هذه المرة من آدم عليه السلام ، لتوضيح اختلاف المفهوم بيننا وبينهم لإيمانهم بتوارث الطبيعة الفاسدة التي دخلت بعد خطأ أبيهم.
هذا السؤال اكثر من رائع وهيكون معي الاخ معاذ عليان

ساجدة لله
2010-03-22, 01:42 PM
هذا السؤال اكثر من رائع وهيكون معي الاخ معاذ عليان
ماشاء الله
الأخ معاذ ممتااااااااااااااااز وله أبحاث رائعة وكلمة رائعة قليلة عليها
جزاك الله خير الجزاء يا شيخ عماد ربنا يبارك فيك