المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة ندم والد خديجة على تزويجها من محمد بعد أن صحى من سكره



الصفحات : [1] 2

أبو جاسم
2012-11-17, 07:29 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و على أله و صحبه و من والاه و بعد :

هذا هو الرد على شبهة سخيفة وجدتها في إحدى الزرائب النصرانية الحاقدة حيث تتلخص الشبهة بأن والد خديجة رضي الله عنها لم يكن راضياً بزواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن اتمام أمر الزواج تم في سكره و لما أفاق منه رفض الزواج و ندم على ذلك و استند في هذه الشبهة على الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده و المذكور أدناه


الحديث


حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لِأَبِيهَا إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَعَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالْآبَاءِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ فَقَالَ مَا شَأْنِي مَا هَذَا قَالَتْ زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لَا لَعَمْرِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ قُرَيْشٍ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ .

تخريج الحديث :

أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 5 / 46 ) ( 2849 ) مسند عبد الله بن عباس ( مؤسسة الرسالة ) و الطبراني في المعجم الكبير ( 22 /444 ) ( 1085 ) ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة و سنها و وفاتها و من أخبارها ( مكتبة ابن تيمية ) و البيهقي في السنن الكبرى ( 7 / 209 ) ( 13746 ) باب لا ولاية لأحد مع أب ( دار الكتب العلمية ) .


كلهم من طريق حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس فيما يحسب حماد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر خديجة ..... الحديث .


قلت هذا الحديث لا يصح لشك حماد بن سلمة في وصله فالشك في اتصال السند علة توجب التوقف بالاحتجاج بالحديث و الراوي هنا تردد في وصله عن ابن عباس رضي الله عنه و لم يجزم بذلك .


قال الشيخ طارق بن عوض الله – حفظه الله - في كتابه ( الارشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد و المتابعات ) صفحة 316 ، 317 ( مكتبة ابن تيمية )



((الشك .. والجزم

قد يجيء في الحديث ، شك الراوي وتردده في بعض الإسناد ، فيقول ـ مثلاً ـ : " حدثني فلان أو فلان " أو : " عن الزهري عن فلان أو فلان " ، أو " عن الزهري أحسبه عن فلان " ، أو : " عن أبي هريرة أحسبه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " ، ونحو ذلك .
والشك في تعيين راوي الحديث : هل هو فلان أو فلان ، علة في الحديث ، توجب التوقف عن الاحتجاج به ، إذا كان الرجلان المتردَّدُ أيهما صاحب الحديث ، أحدهما ثقة والآخر ضعيف ؛ لاحتمال أن يكون الضعيف هو صاحب الحديث ، وليس الثقة .وكذا ؛ إذا قال : " عن فلان أو فلان " ، وهو لم يسمع من أحدهما ؛ لاحتمال أن يكون من لم يسمع منه هو صاحب الحديث ، فيكون منقطعاً .وكذا ؛ إذا كان الحديث عن أحدهما يقتضي الاتصال ، وعن الآخر لا يقتضيه ؛ كأن يقول : " حدثني فلان أو فلان ، عن فلان " ، ولا يكون : أحد شيخيه قد سمع من الشيخ الأعلى ، فيكون منقطعاً أيضاً ، ليس بينه وبين شيخه ، ولكن بين الشيخ وشيخه .وكذا ؛ إذا أبهم أحدهما ؛ كأن يقول : " حدثني فلان أو غيره " ؛ إذ لا يُعلم من هذا المبهم ، وقد يكون هو صاحب الحديث ، وحينئذ قد يكون ضعيفاً لا تقوم بروايته حجة .
وقد يكون ثقة ، إلا أنه لم يسمع ممن فوقه في الإسناد ، فترجع للحديث علة الانقطاع .وقد يقع التردد أيضاً في بعض المتن ؛ كأن يتردد الراوي في كلمة معينة ، أو جملة معينة ، هل هي من الحديث أم لا ، أو يتردد بين كلمتين أو جملتين أيتهما التي في الحديث ؛ وهكذا . وإنما تُدفع علة الشك في الرواية بالجزم بأحد الاحتمالين في رواية أخرى ، كأن يروي هذا الراوي نفسه أو غيره ـ الحديث نفسه جازماً بأنه " عن فلان " بعينه ، وليس عن الآخر ، أو جازماً برفعه ، إن كان قد وقع التردد في رفعه ووقفه .وذلك ؛ شريطة أن تكون الرواية الجازمة محفوظة ، وليست مما أخطأ فيه بعض الرواة الثقات أو الضعفاء ، وأن صواب الرواية أنها بالشك وليست بالجزم .فقد يقع الجزم من قِبَل بعض الرواة خطأً منهم ، ويكون الصواب التردد والشك ، فحينئذ لا اعتبار بالرواية الجازمة ، ولا يُدفع الشك بها ؛ لأنها خطأ ، والخطأ لا يعتبر به . ))


بعد أن بان لنا ضعف الحديث دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى ألا و هي ندم والد خديجة رضي الله عنها ففي نص نفس الحديث الذي يزعم صاحب الشبهة أن والد خديجة رضي الله عنها ندم على تزويجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم نجد أن في أخر الأمر قبل و رضي بهذا الزواج (( فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ ))



يتبع إن شاء الله بعض التعقيبات

سيل الحق المتدفق
2012-11-17, 08:27 AM
أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 5 / 46 ) ( 2849 ) مسند عبد الله بن عباس ( مؤسسة الرسالة ) و الطبراني في المعجم الكبير ( 22 /444 ) ( 1085 ) ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة (http://www.albshara.com/showthread.php?t=47104) و سنها و وفاتها و من أخبارها ( مكتبة ابن تيمية ) و البيهقي في السنن الكبرى ( 7 / 209 ) ( 13746 ) باب لا ولاية لأحد مع أب ( دار الكتب العلمية ) .

جزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب على هذا الموضوع الرائع ...


زيادة في التخريج : أخرجه الضياء المقدسي في موضعين ، الأول من طريق أحمد بن حنبل ، والثاني من طريق الطبراني .
وأخرجه كذا أبو بشر الدولابي في "الذرية الطاهرة" .
وكلهم من نفس الطريق ....

مسلم أسود
2012-11-17, 05:56 PM
ما هذا ؟! أتذكر أن أستاذاً في المدرسة رد على هذا الحديث ! فأولاً ، الحديث كما قلت يا أبا جاسم ضعيف . و ثانياً ، والد السيدة خديجة مات قبل زواجها من النبي عليه الصلاة و السلام . و ثالثاً ، الحديث متناقض حسبما ذكرت في آخر المشاركة .

أبو جاسم
2012-11-18, 10:57 AM
بارك الله فيك سيلنا المتدفق على الإضافة

أخي مسلم أسود فعلاً قد أشار بعض أهل العلم أن والد خديجة رضي الله عنها توفي قبل هذه الحادثة فأنا بعد تخريجي للحديث و النظر في اسناده و اعلاله بشك الراوي في وصل الحديث اطلعت على تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط للمسند فتبين لي أنه ضعّف اسناد رواية المسند لنفس العلة التي ذكرتها ألا و هي الشك ثم بين بعد ذلك وجود علة أخرى و هي تدليس حماد بن سلمة معتمداً على الرواية التي أخرجها الإمام البيهقي في دلائل النبوة 2 / 73 من طريق مسلم بن إبراهيم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أن أبا خديجة زوّج النبي صلى الله عليه و سلم و هو -أظنه قال - سكران . فعاد الحديث إلى علي بن زيد بن جدعان و هو ضعيف . ( 1 )

كذلك بين الشيخ شعيب الأرناؤوط وجود رواية في طبقات ابن سعد من طريق محمد بن عمر الواقدي توضح أن عم خديجة عمرو بن أسد هو الذي زوّجها للنبي صلى الله عليه و سلم و أن أباها مات قبل الفجار ثم أورد ابن سعد نحو رواية مسند أحمد عن الواقدي أيضاً حيث قال بعدها الواقدي فهذا كله عندنا غلط ووهل و الثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار و أن عمّها عمرو بن أسد زوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( 2 )

قلت صحيح أن الواقدي متروك الحديث إلا أنه إمام في السير و التاريخ و الله أعلم .

__________________________

( 1 ) مسند الإمام أحمد ( 2 / 47 ) تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط

( 2 ) المصدر نفسه

أبو جاسم
2012-11-18, 03:10 PM
اليوم أيضاً اطلعت على تعليق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - على الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده حيث قال (( اسناده فيه نظر و الأقرب أنه ضعيف لشك حمّاد بن سلمة في وصله إذ قال "عن ابن عباس فيما يحسب حماد " فلم يجزم )) ( 1 )

____________________________

( 1 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل ( 3 / 262 ) ( 2851 ) تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر ( دار الحديث )

أبو جاسم
2013-01-21, 04:34 PM
بعون الله تعالى لي عودة للموضوع لإضافة بعض التعقيبات المهمة

سيل الحق المتدفق
2013-02-12, 03:02 PM
بعون الله تعالى لي عودة للموضوع لإضافة بعض التعقيبات المهمة



جزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب ، نحن بانتظار تعقيباتكم المهمة .

أبو جاسم
2014-05-28, 07:17 AM
عندما قمت بتخريج الحديث اطلعت على رواية في البحر الزخار و كنت أنوي إضافتها هنا إلا أنني نسيت مع مرور الوقت و إغلاق المنتدى المتكرر

حدثنا عبد الله بن شبيب قال : نا عبد الرحمن بن عبد الملك قال : حدثني عمر بن أبي بكر العدوي قال : حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن مقسم أبي القاسم ، مولى عبد الله بن الحارث ، أن عبد الله بن الحارث ، حدثه : أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ، يقول عمار : أنا من أعلم الناس بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، كنت من إخوانه فكنت له خدنا ، وإلفا في الجاهلية ، وإني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى مررنا على أخت خديجة ، وهي جالسة على أدم لها ، فنادتني فانصرفت إليها ، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أما لصاحبك في تزويج خديجة حاجة ، فأخبرته ، فقال : " بلى ، لعمري " ، فرجعت إليها ، فأخبرتها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : اغد إلينا إذا أصبحت غدا ، فغدونا عليهم ، فوجدناهم قد ذبحوا بقرة ، وألبسوا أبا خديجة حلة ، وضربوا عليه قبة ، فكلمت أخاها ، فكلم أباه ، فأخبر برسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانه ، وسأله أن يزوجه ، فزوجه ، فصنعوا من البقرة طعاما فأكلنا منه ، ونام أبوها ثم استيقظ ، فقال : ما هذه الحلة ، وهذه القبة ، وهذا الطعام ؟ قالت له ابنته التي كلمت عمارا : هذه الحلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك ، وبقرة أهداها إليك فذبحناها حين زوجته خديجة ، فأنكر أن يكون زوجه ، وخرج حتى جاء الحجر ، وخرجت بنو هاشم حتى جاءوا ، فقال : أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوجته خديجة ؟ فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليه قال : إن كنت زوجته وإلا فقد زوجته .

وهذا الحديث لا نحفظه عن عمار بن ياسر (http://www.albshara.net/showalam.php?ids=56)إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد . ( 1 )


و قال محقق البحر الزخار دكتور محفوظ الرحمن زين الله

( أورده الهيثمي في كشف الأستار في مناقب خديجة 3/236 -237 2656 و قال في المجمع رواه الطبراني و البزار و فيه عمر بن أبي بكر الموصلي و هو متروك . مجمع الزوائد 9 /221 ) ( 2 )


.................................................

(1 ) البحر الزخار المعروف بمسند البزّار - مسند عمار بن ياسر رضي الله عنه - و مما روى عبد الله بن الحارث عن عمار الجزء 4 صفحة 249 و 250 حديث رقم 1418

( 2 ) المصدر نفسه صفحة 250

أبو جاسم
2014-05-28, 07:39 AM
كذلك أخرج الرواية نفسها البيهقي في دلائل النبوّة من طريق عمر بن أبي بكر الموصلي أيضاً بألفاظ مقاربة ثم قال بعد ذلك (( و المجتمع أن عمها عمرو بن أسد الذي زوجها )) ( 1 )

و قال الدكتور عبد المعطي قلعجي الذي وثّق أصول الدلائل و خرّج حديثه و علّق عليه

(( رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 220-221 و قال فيه عمر بن أبي بكر الموصلي و هو متروك . قلت : له ترجمة في الميزان 3/184 ضعّفه أبو زرعة و قال أبو حاتم متروك ذاهب الحديث )) ( 2 )


.................................................. ...

( 1) دلائل النبوّة و معرفة أحوال صاحب الشريعة الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الجزء الثاني صفحة 71 و 72 - بيروت - دار الكتب العلمية

( 2 ) المصدر نفسه صفحة 72

أبوحمزة السيوطي
2014-05-28, 10:57 AM
زادك الله من فضله يا مولانا