المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة: (عِصْمَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ). بين الداعي و al kharek.



الصفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7 8 9 10 11 12

الداعي
2009-05-21, 08:16 AM
ذا الفقار, لماذا لم تجاوب على السؤال؟

ما رأيك بردِّي على النسيان: أيعتريه نقص وخلل, أم يفِ بالمطلوب؟

الداعي
2009-05-21, 09:39 AM
بارك الله بك ولك أيها الداعي أسلوب رائع وفقك الله
نحسبك على خير ولا نزكي على الله أحدا
ومنكم نتعلم ومتابعين معك بإذن الله

تقبل الله عملك خالصاً لوجهه الكريم إن شاء الله

حفظك الله أخي الكريم, وبارك بك وعليك.

ذو الفقار
2009-05-23, 06:11 PM
ذا الفقار, لماذا لم تجاوب على السؤال؟


ما رأيك بردِّي على النسيان: أيعتريه نقص وخلل, أم يفِ بالمطلوب؟

سامحني يا أخي فلم أنتبه لمداخلتك

ما شاء الله تبارك اللله ولا قوة إلا بالله

أحسنت الرد أخي الحبيب زادك الله علما

هي إضافة بسيطة وجدت لها مجال

في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال : ( يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا " وأخرجه البخاري في الجامع الصحيح

فقد قال النووي قي شرح النووي على صحيح مسلم (6/76).
كنت أُنْسِيتُها": دليل على جواز النسيان عليه ? فيما قد بلَّغه إلى الأمة

ونسيان النبي يكون على النحو التالي:


إما نسيان فيما لا يخص الدعوة وهو جائز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر وقد قال ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون). متفق عليه


وإما نسيان تبليغ قائم على مشيئة الله لرفع حكم آية لقوله تعالى " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا "
أو لبيان تشريع معين كما حدث في نسيان أصلى أربع أم خمس ركعات


أما نسيان الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر في التبليغ دون ما شاء الله ذلك فهو لا يمكن حدوثه لتعهد الله بذلك فقال " لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه و قرآنه"
وكذلك قوله

((انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ))


أكرمك الله ونصرك اخي الحبيب وأشكرك على ثقتك بي

خالد بن الوليد
2009-05-25, 02:53 PM
مقتطف صغير من العجائب التي تمتلئ بها مداخلة النصراني المخروق .

المخروق يقول :


لمن بلَّغه؟ وأصلا لم يكتب القرآن إلا بعد وفاته

ثم بعد عدة أسطر في نفس المداخلة يقول :

كتاب الوحي كتبوا على عظام الحيوانات واللخاف
:p018:
اتكتب ولا ماتكتبش يا مخروق ؟

ركز يا حبيبي ركز .

الخرَف اللي المخروق بيقوله ده ، والتخبط واللخبطة وكثرة الأسئلة القصيرة والساذجة والهزيلة في تعليقه على مداخلات أخونا الداعي وتحاشي تفنيد أدلته أو حتى مناقشتها ، هو خير دليل على صدمة المخروق من الحوار .. وخوفه من المحاور .

ذو الفقار
2009-05-25, 02:56 PM
مقتطف صغير من العجائب التي تمتلئ بها مداخلة النصراني المخروق .

المخروق يقول :

ثم بعد عدة أسطر في نفس المداخلة يقول :

:p018:
اتكتب ولا ماتكتبش يا مخروق ؟

ركز يا حبيبي ركز .

الخرَف اللي المخروق بيقوله ده ، والتخبط واللخبطة وكثرة الأسئلة القصيرة والساذجة والهزيلة في تعليقه على مداخلات أخونا الداعي وتحاشي تفنيد أدلته أو حتى مناقشتها ، هو خير دليل على صدمة المخروق من الحوار .. وخوفه من المحاور .



s11s11s11

لا لا يا خالد مش ممكن كدة

إنت مش هتسيب الواد ده إلا والخرق بقى اكبر منه هههههه

الداعي
2009-05-27, 06:14 PM
مرحبًا أيُّها al kharek,,,
قولك:
أحبُّ أن أنبئك أن فرحتك لن تتم؛ لأن الموضوع يخص نبي الإسلام, وليس أنبياء الله الحقيقيين. فإذا أردت افتح مناظرة عن العصمة في المسيحية.
الجواب:
لم تصب في هذه؛ ذلك أنَّ فرحتى بقيت. فرحتي بقيت كما هي؛ لأنَّك قلت لي: (فإذا أردت افتح مناظرة عن العصمة في المسيحية). ولك رابطها:
http://www.albshara.com/showthread.php?p=71520#post71520 (http://www.albshara.com/showthread.php?p=71520#post71520)
قولك:
معنى ذلك أنه يقول له: اهجر الأوثان والنجاسة وكل شيء, فما معنى ذلك إذا كان لا يفعل ذلك؟! فكيف يقول له: (اهجر). وتعتمد على ذلك بالآية التي تقول: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾.
وقولك:
في رأيك, ما هذا المكتوب؟
أفعلا كان يبغض الأوثان أم كما يقول القرآن والتفاسير؟
الجواب:
بعد تتبع ما جاء فيما نقلتَ من تفاسير ومعاجم يتبين ما يلي:
1. أقصى ما جاءت به التفاسير والمعاجم هو تفسير لفظ (الرجز) بما يلي: (الأوثان, والمأثم, والإثم, وصنما إصاف ونائلة, والعذاب, والذنب, وعبادة الأوثان, والشرك, الشيطان ووسوسته, والقذر).
2. لم يأتِ في التفاسير ما يصرِّح أنَّ النبي e كان يعبد الأوثان ويتودَّد إليها, بل جاء ما ينفي ذلك, وتأمَّل ما أوردتَ أنتَ من تفسير: (وأصل الرجز العذاب، قال الله تعالى: ﴿وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ﴾, فاهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح). فهذا التفسير نفهم منه أنَّ الله يحثُّ النبي e على هجر العذاب وليس عبادة الأوثان, وهجر العذاب يكون بالثبات على ترك ما يؤدِّي إليه. إذن, النبي e كان تاركًا لما يؤدِّي للعذاب قبل النبوة, فجاء الأمر الإلهي له أَنْ يا محمد أثبت على ما أنت عليه من هجرك لما يؤدِّي لعذابي. ومع أنَّ هذا التفسير ينسف فهمك السقيم هذا, إلا أنَّي لن أعتبره موجودًا, وانسَ هذا الكلام؛ لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا.
3. لقد قلت لي: (فما معنى ذلك إذا كان لا يفعل ذلك؟! فكيف يقول له: (اهجر)). فأنت قد اعتبرت النبي e يعبد الأوثان؛ لأنَّ الله يأمره بهجر عبادتها, ولا معنى لهذا الأمر إن لم يكن محمد عابدًا للأوثان. وهنا ظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية من حيث الأمر والنَّهي, وقد قيل: (رُبَّ ضرَّاءَ نافعةٌ)؛ فالجهل مضرَّة, وسيكون لك نافعًا؛ لأنَّه بسبب هذا الجهل سأعلِّمك أساليب العرب في الأمر والنهي, وهذا درسي الأول لك في مبحث من أهمِّ مباحث البلاغة العربية, وهو يبحث تحت قسم (الإنشاء).
4. القرآن الكريم نزل بلسان العرب, يقول الله U: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾, (الشعراء: 195). ويقول: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ﴾, (الأحقاف: 12). إذن, الحَكَمُ بيننا وبينك لسان القرآن, وهو اللسان العربي.
5. من أساليب العرب في الأمر أنَّها تأمر المرء أمرًا وله حالتان: فإمَّا أن يكون تاركًا لهذا الأمر وهو الأصل, وإمَّا أن يكون قائمًا بهذا الأمر, وهذا الأخير من أساليب البلاغة والفصاحة العربية.
6. ومن أساليب العرب في النهي أنَّها تنهى المرء عن أمر وله حالتان: فإمَّا أن يكون متلبسًا بهذا الأمر وهو الأصل, وإمَّا أن يكون تاركًا لهذا الأمر, وهذا كذلك من أساليب البلاغة والفصاحة العربية.
7. القرينة هي التي تبيِّن حال المرء الذي أُمِرَ ونُهِيَ.
8. والله Y أمر نبيَّه محمدًا بأوامر وهو قائم بها, ونهاه عن نواهٍ وهو تارك لها, ومنه قوله U: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾, (الأحزاب: 1). فالله يأمر نبيَّه e بالتقوى وهو قائم بها, وينهاه عن طاعة الكافرين والمنافيقين وهو غير متلبِّس بها.
9. وعليه, ليس بالضرورة أنَّه إذا قال الله لنبيِّه e: ﴿وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ﴾ أن يكون عابدًا للأوثان, بل ينفي النبي e عن نفسه عبادة الأوثان, ويبغضهما بغضًا لم يبغضه لشيء قط. يقول النبي e: لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", رواه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. وقوله في قصة بحير حين استحلف النبي e باللات والعزى؛ إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي، ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك؛ فقال له النبيe :" لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما".
10. ولا توجد أيَّةُ رواية تنبئ أنَّ النبي e سجد يومًا لصنم.
11. إذن, فالقرائن عندنا تبيِّن أنَّ الله Y نهى نبيَّه محمدًا e عن أمر وهو له تارك, وهذه من أساليب البلاغة والفصاحة التي امتازت بها اللغة العربية وانمازت.
12. والآن سأشرع في نقل التفاسير التي تنسف فهمك السقيم نسفًا, وهي:
أ‌- أيسر التفاسير: (والرجز فاهجر: أي أدم هجرانك للأوثان). وقال: (﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, أي: والأصنام التي يعبدها قومك فاهجرها فلا تقربها ودم على هجرانها).
ب‌- تفسير البحر المديد: (﴿والرُّجزَ فاهجرْ﴾, أي: دم على هجرانها، قاله الزهري وغيره).
ت‌- التفسير الميسر: (يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة، وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي).
ث‌- الوسيط لسيد طنطاوي: (ثم أمره- سبحانه -بأمر رابع فقال: ﴿والرجز فاهجر﴾, والأصل فى كلمة الرجز أنها تطلق على العذاب، قال تعالى: ﴿فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرجز إلى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾, والمراد به هنا: الأصنام والأوثان، أو المعاصى والمآثم التى يؤدى اقترافها إلى العذاب. أى: ودوام- أيها الرسول الكريم -على ما أنت عليه من ترك عبادة الأصنام والأوثان، ومن هجر المعاصى والآثام).
ج‌- تفسير ابن كثير: ( ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, أي: اترك المعصية. وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك، كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾. وقوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾).
ح‌- تفسير البحر المحيط: (والرجز فاهجر...، قال الحسن: كل معصية، والمعنى في الأمر: اثبت ودم على هجره؛ لأنه e كان بريئاً منه).
خ‌- تفسير الرازي: (﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾. فيه مسائل: المسألة الثانية: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية ، قال لولا أنه كان مشتغلاً بها وإلا لما زجر عنها بقوله: ﴿والرجز فاهجر﴾, والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران، كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا).
13. هذا هو درسي الأول لك في أساليب التعبير في اللغة العربية.

14. وهنا لي وقفة: : نزولاً عند فهمك السقيم للآية, وهو: (لو أنَّ محمدًا لم يكن يعبد الأوثان لما أمره بهجرها)؛ أقول: ألم تُثِرْ في نفسك هذه الآية سؤالاً يفطن له ذوو الألباب وأصحاب العقول النيرة, ومفاده: إذا كان القرآن من عند محمد, فلماذا يفضح نفسه, ويقول للناس أنا كنت أعبد الأوثان؟
15. لقد قلتَ لي بعدما وصفتُ أنا فهمَك بالمعوج: (لا أعرف: إذا لم تقدر على تحمل الحق تجعله فهمًا أعوجًا), أرأيت أنَّ فهمك نابع عن جهل بلغة القرآن الكريم؟ ولكنِّي قلت لك: (سيأتي ردِّي, وأرجو من الله ان أجدك مذعنًا للحق). أستذعن للحق, أم أنَّ حالك كما قال الله Y: ﴿وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾, (النور: 50)؟
16. أرجو أن أراك مذعنًا للحق, عاملاً بنصيحتي لك, ألا وهي: إيَّاك أن تحاول في هذه مرَّة أخرى, مؤكِّدًا لك أنَّه لو حصل ما ضرَّه ذلك في شيء.

قولك:
كنت أرجو أن تتركوا التقية جانبا, وأن تتحدثوا بعلم.
وقولك:
من هنا, يتضح أن النسيان هو للنسخ والرفع, وليس للنسيان بصفة عامة, فقوله: إن ذاك فكرني بآية كذا وكذا, إذن؛ تلك الآية لم تنسخ ولم ترفع, بدليل أنه قال: يرحمه الله.
الجواب:
1. إنَّ استقراءك الناقص أو الساذج البسيط للتفاسير يزجي بك في المهاوي, ويلقي بك في مآزق قد لا تنجو منها, وهذا ما سأبيِّنه لك.
2. ما نقلتَ من آراء ليست متفقة, بل هي متغايرة, وهي كما يلي:
أ‌- يعني نسخها ورفعها من المصحف, ويظهر في: (ذلك هو ما نسخه الله من القرآن، فرفع حكمه وتلاوته).
ب‌- يعني عدم ترك العمل بالقرآن, ويظهر في: (سنقرئك يا محمد فلا تترك العمل بشيء منه، إلاَّ ما شاء الله أن تترك العمل به، مما ننسخه).
ت‌- هي مجرَّد صيغة بلاغية, ويظهر في: (وكان بعض أهل العربية يقول في ذلك: لم يشأ الله أن تنسى شيئاً، وهو كقوله: ﴿خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّمَوَاتُ والأرْضُ إلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ﴾ ولا يشاء).
ث‌- يعني طلب بدوام العمل بالقرآن, ويظهر في: (لا تنسى ما نقرئك، إلا ما شاء الله رفعه، فلا عليك أن تتركه).
ج‌- يعني النسيان الذي هو ضد التذكر, ويظهر في: (وقال قتادة: كان رسول الله e لا ينسى شيئاً إلا ما شاء الله).
3. فهذه خمسة آراء فقط مما أتيت به؛ فلماذا نسيت أربعة آراء وأخذت منها ما يحلو لك؟ ولماذا لم تعتمد الرأي الذي يعتبر النسيان ضدَّ التذكر؟ ألهذه الدرجة أشرب قلبك بالعمى, واستتحكمت به طبقة الران فلم تبق منه شيئًا إلا كالكوز مجخيا؟! وصدق الله: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾, (الحج: 46).
4. وهنا أنقل لك بعض التفاسير؛ لنعلم من هي حاله: (وأن تتحدثوا بعلم).
أ‌- تفسير البحر المديد: (قال الكواشي: إلاَّ ما شاء اللهُ أن ننسيكه على سبيل النسخ، أو تنساه ثم تذكره بعد. رُوي أنه e أسقط آية في الصلاة، فظنّ أُبي أنها نُسخت، فسأله، فقال: «نسيتها »، قال الشيخ السنوسي: والمحققون على منع النسيان لشيءٍ من الأقوال البلاغية قبل التبليغ، لإجماع السلف، وأما بعد التبليغ، فجائز؛ لأنه من الأعراض البشرية. وفي الحديث: «إنما أنا بشَرٌ، أنسى كما تَنْسَوْن، فإذا نسيتُ فذكِّروني» الحديث. فالسهو في حق الأنبياء جائز، لأنه من قهرية الربوبية، لتتميز به العبودية من الربوبية، فليس بنقصٍ في حقهم، بل كما، ليحصل التشريع والاقتداء).
ب‌- تفسير التحرير والتنوير: (فأما النسيان الذي هو آفة في البشر فالنبي معصوم عنه قبل التبليغ، وأما بعد التبليغ وحفظ المسلمين له فجائز, وقد روي أنه أسقط آية من سورة في الصلاة, فلما فرغ قال لأبيّ: لم لم تذكرني؟ قال حسبت أنها رفعت. قال: لا, ولكني نسيتها. والحق عندي أن النسيان العارض الذي يُتذكر بعده جائز).
ت‌- التسهيل لعلوم التنزيل: (سنقرئك فلا تنسى: هذا خطاب للنبي e وعده الله أن يقرئه القرآن فلا ينساه, وفي ذلك معجزة له عليه_ الصلاة والسلام _؛ لأنه كان أميا لا يكتب وكان مع ذلك لا ينسى ما أقرأه جبريل عليه السلام من القرآن...إلا ما شاء الله: فيه وجهان: أحدهما أن معناه لا تنسى إلا ما شاء الله أن تنساه, كقوله: (أو ننسها). ولآخر أنه لا ينسى شيئا, ولكن قال إلا ما شاء الله تعظيما لله بإسناد الأمر إليه, كقوله: (خالدين فيها إلا ما شاء الله) على بعض الأقوال, وعبر الزمخشري عن هذا بأنه من استعمال التقليل في معنى النفي, والأول أظهر؛ فإن النسيان جائز على النبي e فيما أراد الله أن يرفعه من القرآن, أو فيما قضى الله أن ينساه ثم يذكره, ومن هذا قول النبي e حين سمع قراءة عباد بن بشير: رحمه الله, لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت قد نسيتها).
ث‌- التفسير الميسر: (سنقرئك- أيها الرسول -هذا القرآن قراءة لا تنساها، إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها).
ج‌- الجامع لأحكام القرآن: (وقيل: إلا ما شاء اللّه أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك؛ فاذا قد نسي، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا. وقد روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله, فقال:" إني نسيتها". وقيل: هو من النسيان؛ أي إلا ما شاء اللّه أن ينسيك).
ح‌- تفسير الدر المنثور: (عن ابن عباس: ﴿سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله﴾, يقول: إلا ما شئت أنا فأنسيك... عن قتادة في قوله: ﴿سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله﴾, قال: كان رسول الله e لا ينسى شيئا إلا ما شاء الله).
خ‌- الوسيط لسيد طنطاوي: (أى: سنقرئك- أيها الرسول الكريم -القرآن على لسان أمين وحينا جبريل- عليه السلام -وسنجعلك حافظا وواعيا لما سيقرؤه جبريل عليك، بحيث لا تنساه فى وقت من الأوقات، أو فى حال من الأحوال، إلا فى الوقت أو فى الحال الذى يشاء الله تعالى أن ينسيك شيئا من ذلك. فإنك ستنساه بأمره- تعالى -؛ لأنه وحده U وهو العليم بما كان ظاهرا من الأشياء، وبما كان خافيا منها. فالمقصود من هاتين الآيتين: وعد الله- تعالى -لنبيه e ببيان أنه- سبحانه -كما أنه قادر على أن يقرئ الرسول e قراءة لا ينساها، فهو أيضا قادر على أن يزيل من صدره ما يشاء إزلته، عن طريق النسيان لما حفظه).
5. سبحان الله, أغفلت عن أقوال العلماء هذه؟ لا عليك.
6. ولما سبق نكون قد أجبناك على سؤالك: (ثم مَنْ قال: إنَّ العصمة في التبليغ فقط؟ من أين أتيت بها؟). فهذه كتب التفسير تنطق لك بالحق, وخسر هنا المبطلون.
قولك:
ما تلك الحكمة العجيبة بأن ينسى كلام الله؟
وقولك:
ما هي الحكمة من نسيان كلام الله؟ فكيف يُنسي الله أحدًا كلامًا أعطاه له؟!
الجواب:
1. الحكمة العامة من النسيان هي التشريع. قال النبي:" إنِّي لأَنْسَى أَوْ أَنْسَى لأَسُنَّ", أخرجه مالك. فقوله: (لأَسُنَّ) هو حكمة النسيان. وجاء في المحرر الوجيز والبحر المحيط: (وقال ابن عباس : ﴿إلا ما شاء الله﴾ أن ينسيكه لتسنَّ به على نحو قوله_ عليه السلام _:« إني لأنسى أَو أُنَسَّى لأسنَّ ». وقال بعض المتأولين : ﴿إلا ما شاء الله﴾ أن يغلبك النسيان عليه ثم يذكرك به بعد).
2. ومن حِكَمِ نسيان القرآن تشريع حُكْمِ جواز ردَّ الناسي في الصلاة. جاء في تفسير التحرير والتنوير: (وقد روي أنه أسقط آية من سورة في الصلاة, فلما فرغ قال لأبيّ: لِمَ لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت. قال: لا, ولكني نسيتها). فقد استنبط الفقهاء من هذا الحديث وشبهه حكما شرعيا يتعلق بتذكير الإمام في الصلاة إن نسي.
3. الوسيط لسيد طنطاوي: (فالمقصود من هاتين الآيتين: وعد الله- تعالى -لنبيه e ببيان أنه- سبحانه -كما أنه قادر على أن يقرئ الرسول e قراءة لا ينساها، فهو أيضا قادر على أن يزيل من صدره ما يشاء إزلته، عن طريق النسيان لما حفظه).
4. تفسير البحر المديد: (فالسهو في حق الأنبياء جائز، لأنه من قهرية الربوبية، لتتميز به العبودية من الربوبية، فليس بنقصٍ في حقهم، بل كما، ليحصل التشريع والاقتداء).
5. أكتفي بهذا القدر مما طلبت.
قولك:
ثم يضحك عليكم ويقول: إنَّ الله أنساه له, وهو النبي الوحيد الذي قال هذا.
الجواب:
لا جرم أنَّ جدَّك هرقل كا أرجح عقلاً منك, وأكثر إنصافًا لسيدنا محمد e. لما سأل هرقل أبا سفيان عن النبي e, كان مما سأله عنه الكذب, فأجاب أبو سفيان بنفي الكذب عنه؛ لأنه الصادق الأمين. فقال له هرقل: (وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت: أن لا. فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله). إنَّ في هذا لذكرى لمن كان له قلب, أو ألقى السمع وهو شهيد.
قولك:
كون جبريل لم يره أحد فهو شاهد خيالي لا يعتد به في مسألة مثل تلك.
الجواب:
على منطقك, كون إبليس لم يره أحد فهو وهم. ومع هذا خذ هذه: عمر بن الخطاب قال: بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله e ذات يوم؛ إذ طلع علينا رجلٌ شديدٌ بياض الثياب, شديد سواد الشعر, لا يرى عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحدٌ حتى جلس إلى النبي e, فأسند ركبتيه إلى ركبتيه, ووضع كفيه على فخذيه, وقال: يا محمد, أخبرني عن الإسلام؟ قال رسول الله e:" الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال:" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال:" أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال:" ما المسئول عنها بأعلم من السائل". قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال:" أن تلد الأمة ربتها, وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". قال: ثم انطلق فلبث ملياً, ثم قال:" يا عمر, أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال:" فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم". متفق عليه.
قولك:
ثم مَنْ هذا النبي الذي له واسطة بينه وبين الله, ولا يكلم الله, أو يوحي له مباشرةً من الله؟
الجواب:
الوحي الذي كان ينزل على الرسول e له ثلاث حالات، وهي الحالات التي تكون للوحي الذي ينزل على كل نبي ولا يوجد غيرها، وتدخل فيها جميع الحالات التي تندرج تحتها. وقد بين الله تعالى هذه الحالات في صريح القرآن حصراً، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾, أي ما صح أن يكلم الله أحداً إلا موحياً أو مسمعاً من وراء حجاب أو مرسلاً رسولاً.
والوحي الذي كان ينزل على الرسول e له حالتان أشار إليهما الرسول e حين سئل كيف يأتيه الوحي بقوله:" أَحْيَاناً يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَاناً يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ", أخرجه البخاري وهاتان الحالتان هما ما يلي:
1. ما وقع له عليه السلام بإشارة الملك بالإلقاء من غير بيان بالكلام، وذلك ما ألقاه الملك في روع الرسول e كما قال e:" إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب"، أو ما وقع للرسول e وكان يراه في المنام فإنه وحي من الله يوحي له باليقظة ويوحي له بالمنام، فيلهمه الشيء إلهاماً في حال يقظته، ويريه الشيء رؤياً في حال منامه وهو إلهام، كما قالت عائشة t:" أول ما بُدئ رسول الله e الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح". أو ما وقع للرسول e مما كان يحس به أن الوحي جاءه ولكنه لا يظهر له كما روي عن عائشة t أن الحارث بن هشام e سأل رسول الله e فقال: يا رسول الله, كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله e:" أَحْيَاناً يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ", أخرجه البخاري . فهذه الأنواع: الإلهام والمنام والإعطاء خفية دون كلام وكل ما شاكلها هي حالة واحدة تدخل تحت قوله تعالى: ﴿إِلاَّ وَحْياً﴾؛ لأن اللغة تقول: أوحى إيحاء إلى فلان أشار وأومأ، والله إليه، ألهمه.
2. ما يأتيه بلسان الملك، فيقع في سمعه e بعد علمه بدليل قاطع أن هذا هو الوحي وهو الملك. والملك هو جبريل، قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾. وذلك أن يرسل الله جبريل u فيكلم الرسول e ويسمع كلامه ويحفظه عنه، قال e:" وَأَحْيَاناً يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ", أخرجه البخاري. وفي حديث جبريل السابق جاء في رواية البخاري:" ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ", أخرجه البخاري.
وأما الحالة الثالثة هي: ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾, فقد حصلت مع سيدنا موسى u. والواقع الذي تشير إليه الآية في هذه الحالة من الوحي هو أن يكلم الله النبي من وراء حجاب أي كما يكلم المحتجب بعض خواصه، وهو من وراء الحجاب فيسمع صوته ولا يرى شخصه، وذلك كما كلم الله موسى. ولم يرد أن ذلك حصل مع الرسول e إلا في وضع واحد، هو وضع الإسراء والمعراج الذي جاء في الحديث الصحيح، والذي أشارت إليه آيات سورة النجم، وهي قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾.
وعلى أي حال فإن جميع أنواع الوحي حجة. فإخبار الملك للرسول بالكلام أو الإشارة وحي صريح، والإلهام والرؤيا وحي صريح، وتكليم الله للنبي من أنواع الوحي. وهذا الوحي حجة قطعية لوروده في النصوص القطعية الثبوت القطعية الدلالة.
والآن سأورد لك مقارنتين تخصّان هذا المقام:
1. يقول الله Y: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾, (آل عمران: 38_41). فهنا جاءت البشرى من الملائكة, أي بواسطة. والنص الذي يتحدث عن هذه القصة في الكتاب المقدس هو: ]13فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ، 9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا». 18فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ:«أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا. 20وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ[, (إنجيل لوقا_الإصحاح الأول). فها هو جبريل ليس وهميا, وها هو واسطة بين زكريا وربه.
2. يقول الله Y: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾, (الصافات: 102_111). والنص الذي يتحدث عن هذه القصة في الكتاب المقدس هو: هو: ]9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِوَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». 15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»[, (سفر التكوين_الإصحاح الثاني والعشرون). ها هو الملك واسطة بين إبراهيم وبين الله. فالواسطة ثبتت ﴿فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾. وغالبا هو جبريل عليه السلام.
أنت, أين دليلك على أن النبي يكلم الله مباشرةً أبدًا؟! أرجو التوثيقَ, توثيقَ رأيك الذي ادعيتَ به نَفْيَ الواسطةِ بين الله وأنبيائه, وعدم جواز ذلك.
قولك:
لمن بلَّغه؟ وأصلا لم يكتب القرآن إلا بعد وفاته, ولم يجمع إلا في عهد أبي بكر.
وقولك:
ثم كتاب الوحي كتبوا على عظام الحيوانات واللخاف, وتلك الأشياء ضاعت في وقت وجود نبي الإسلام, وحفظة القرآن ماتوا في إحدى الغزوات, حتى إنه هلع وأمر بتجميع ما بقي.
الجواب:
1. لقد ثبت بالدليل اليقيني الجازم أن النبي e حين التحق بالرفيق الأعلى كان القرآن كله مكتوباً في الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف، وكان كله محفوظاً في صدور الصحابة رضوان الله عليهم. فقد كانت تنزل الآية أو الآيات فيأمر حالاً بكتابتها بين يديه، وكان لا يمنع المسلمين من كتابة القرآن غير ما كان يمليه على كُتّاب الوحي. قال رسول الله e:" لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ", رواه مسلم.
2. كان ما يكتبه كتاب الوحي مجموعاً في صحف, يقول الله: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً﴾, أي: يقرأ قراطيس مطهرة من الباطل فيها مكتوبات مستقيمة قاطعة بالحق والعدل، وقال: ﴿كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ* فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾, أي: أن هذه التذكرة مثبتة في صحف مكرمة عند الله مرفوعة المقدار منزهة عن أيدي الشياطين، قد كتبت بأيدي كتبة أتقياء.
3. قد ترك النبي e جميع ما بين دفتي المصحف مكتوباً قد كُتِبَ بين يديه. عن عبد العزيز بن رفيع قال:" دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس t, فقال له شداد بن معقل: أَترك النبي e من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". وقال:" ودخلت على محمد ابن الحنفية فسألنا, فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". فالإجماع منعقد على أن جميع آيات القرآن في سورها قد كتبت بين يدي الرسول e حين كان ينزل بها الوحي مباشرة، وأنها كتبت في صحف. وتوفي الرسول الأعظم e وهو قرير العين على القرآن معجزته الكبرى التي قامت حجةً على العرب وعلى العالم.
4. ولأن النبي كان قد ثبّت هذه الآيات كتابة بين يديه وحفظاً في صدور الصحابة وأذن للمسلمين أن يكتبوا القرآن. ولذلك لم يشعروا الصحابة بعد وفاة الرسول e أنهم في حاجة لجمع القرآن في كتاب واحد أو في حاجة إلى كتابته. حتى كثر القتل في الحفّاظ في حروب الردة، فخشي عمر من ذلك على ضياع بعض الصحف وموت القراء، فتضيع بعض الآيات، ففكر في جمع الصحف المكتوبة، وعرض الفكرة على أبي بكر وحصل جمع القرآن.
5. قال زيد: قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله e فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كانوا كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله e؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر t. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري, ولم أجدها مع أحد غيره: ﴿لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ﴾ حتى خاتمة براءة.
6.لم يكن جمع زيد للقرآن كتابة له من الحفاظ، وإنما كان جمعه له جمعاً لما كتب بين يدي رسول الله e، وكان لا يضع صحيفة مع صحيفة أخرى ليجمعها إلا بعد أن يشهد لهذه الصحيفة التي تُعرض عليه شاهدان يشهدان أن هذه الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله e. وكان فوق ذلك لا يأخذ الصحيفة إلا إذا توفر فيها أمران، أحدهما أن توجد مكتوبة مع أحد من الصحابة، والثاني أن تكون محفوظة من قبل أحد الصحابة، فإذا طابق المكتوب والمحفوظ للصحيفة التي يراد جمعها أخذها وإلا فلا. ولذلك توقف عن أخذ آخر سورة براءة حتى وجدها مكتوبة عند أبي خزيمة مع أن زيداً كان يستحضرها هو ومن ذكر معه. روي من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قام عمر فقال:" من كان تلقى من رسول الله e شيئاً من القرآن فليأتِ به"، وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب، قال وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان. هذا يدل على أن زيداً كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوباً حتى يشهد من تلقاه سماعاً مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغة بالاحتياط.
7. فالجمع لم يكن إلا جمع الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e في كتاب واحد بين دفتين، فقد كان القرآن مكتوباً في الصحف، لكن كانت مفرقة فجمعها أبو بكر في مكان واحد. وعلى ذلك لم يكن أمر أبي بكر في جمع القرآن أمراً بكتابته في مصحف واحد بل أمراً بجمع الصحف التي كتبت بين يدي الرسول e مع بعضها في مكان واحد والتأكد من أنها هي بذاته بتأييدها بشهادة شاهدين على أنها كتبت بين يدي رسول الله e وأن تكون مكتوبة مع الصحابة ومحفوظة من قبلهم. وهذا ينفي ادعائك الذي تقول فيه: (وتلك الأشياء ضاعت في وقت وجود نبي الإسلام), فهلا وثقت افتراءاتك؟!
8. ومن هذا يتبين أن جمع أبي بكر للقرآن إنما كان جمعاً للصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e وليس جمعاً للقرآن. وأن الحفظ إنما كان لهذه الصحف أي للرقاع التي كتبت بين يدي رسول الله e وليس حفظاً للقرآن. ولم يكن جمع الرقاع والمحافظة عليها إلا من قبيل الاحتياط والمبالغة في تحري الحفظ لعين ما نقل عن رسول الله e. أما القرآن نفسه فإنه كان محفوظاً في صدور الصحابة ومجموعاً في حفظهم، والاعتماد في الحفظ كان على جمهرتهم لأن الذين كانوا يحفظونه كلياً وجزئياً كثيرون. وأنت تقول: (وحفظة القرآن ماتوا في إحدى الغزوات), هل مات سبعون حافظًا؟ أين الآلاف بعده سواء يحفظونه جميعًا أو أجزاءً منه؟ هلا وثقتك افتراءاتك هذه؟!
9. أما بالنسبة لجمع عثمان, فإنه في سنة خمس وعشرين للهجرة قدم حذيفة بن اليمان على عثمان في المدينة وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في قراءة القرآن. فإنه رأى أهل الشام يقرأون بقراءة أبيّ بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، ورأى أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفّر بعضهم بعضاً. وروي عن حذيفة قال: يقول أهل الكوفة قراءة ابن مسعود، ويقول أهل البصرة قراءة أبي موسى، والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرنه أن يجعلها قراءة واحدة، فركب إلى عثمان.
10. وقد حدَّث ابن شهاب أن أنس بن مالك حدّثه:" أن حذيفة ابن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة، إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء ما من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا. حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردها عثمان إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)، وقد كان عدد النسخ التي نسخت سبع نسخ، فقد كتبت سبعة مصاحف إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحد.
11. وعلى هذا لم يكن عمل عثمان جمعاً للقرآن وإنما نسخ ونقل لعين ما نقل عن رسول الله e كما هو. فإنه لم يصنع شيئاً سوى نسخ سبع نسخ عن النسخة المحفوظة عند حفصة أم المؤمنين، وجمع الناس على هذا الخط وحده ومنع أي خط أو إملاء غيرها. واستقر الأمر على هذه النسخة خطاً وإملاءً، وهي عين الخط والإملاء الذي كتبت به الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e حين نزل الوحي بها، وهي عينها النسخة التي كان جمعها أبو بكر. ثم أخذ المسلمون ينسخون عن هذه النسخ ليس غير، ولم يبق إلا مصحف عثمان برسمه. ولما وجدت المطابع صار يطبع المصحف عن هذه النسخة بنفس الخط والإملاء.
12. والفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حَمَلته، لأنه وإن كان مكتوباً في صحف ولكنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد ككتاب واحد، فجمعه في صحائف. وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرأوه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد. فالمصحف الذي بين أيدينا هو عينه الذي نزل على رسول الله e, وهو عينه الذي كان مكتوباً في الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e، وهو عينه الذي جمعه أبو يكر حين جمع الصحف في مكان واحد، وهو عينه الذي نسخ عنه عثمان النسخ السبع وأمر أن يحرق ما عداها.
13. وأما النسخة التي أملاها الرسول e عن الوحي وجمعت صحفها وجرى النسخ عنها، فإنها ظلت محفوظة عند حفصة أم المؤمنين إلى أن كان مروان والياً على المدينة فمزقها، إذ لم يعد لها لزوم بعد أن انتشرت نسخ المصاحف في كل مكان. عن ابن شهاب قال أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر قال:" كان مروان يرسل إلى حفصة - يعني حين كان أمير المدينة من جهة معاوية - يسألها الصحف التي كتبت منها القرآن فتأبى أن تعطيه، قال سالم فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه تلك الصحف فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال إنما فعلت هذا لأني خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب".
14. وعليه, فالصحف لم تضع وقت وجود النبي e, وحفظة القرآن أكثر من أن يموتوا في إحدى الغزوات, وهذا كتاب الله محفوظ بحفظه, ومكلوء بعنايته.
15. أرجو منك توثيق افتراءاتك, وإلا فأنت مجرَّد مدَّعٍ مرتاب, وخسر هنا المبطلون. قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

قولك:
فهناك الكثير من التحريف في القرآن, والمواضيع كثيرة, والأمثلة عديدة: اختلاف المصاحف عند أهل السنة بين بعضها البعض, ومن بلد لآخر. تحريف القرآن من الكتب الإسلامية!
الجواب:
1. بعد ذكر ما ذكرنا من جمع القرآن, فإنَّه ينسف ادعاءات وافتراءاتك هذه.
2. لقد بدت نواجذي من قولك: (اختلاف المصاحف عند أهل السنة بين بعضها البعض, ومن بلد لآخر)؛ ذلك أنَّك لو عندك أدنى معرفة في علوم القرآن وخصوصًا القراءات, لما أتعبت نفسك بهذه الأباطيل التي تنبئنا عن مدى جهلك اللعين في علوم القرآن.
3. هذه مسألة منفصلة عن عصمة النبي محمد e, واعتراضاتك هي أوهى من أن تكون شبهة..

ملحظ:
1. أيها al kharek, اعتراضاتك التي بنيت على فهمك المغلوط دعنا منها, ولا تكتب إعتراضًا لم يُبْنَ على دليل.
2. بسبب ابتداء وقت الامتحانات النهائية في الجامعة, قد لا أرد على مداخلتك القادمة قبل 12\6.
3. تأخرت في كتابة ردي هذا؛ لأنَّه كان لزومًا عليَّ أن أجهز بحثين, وأقدم امتحانين, فلم تسع قدرتي أعباء الدراسة وأعباء المناظرة؛ فقدمت أعباء الدراسة على أعباء المناظرة.
4. أنتظر منك ردًّا علميًّا موثقًا؛ إمَّا في مسألة النسيان, وإما في مسألة أخرى من مسائل العصمة.

الداعي
2009-05-27, 10:26 PM
مقتطف صغير من العجائب التي تمتلئ بها مداخلة النصراني المخروق .

المخروق يقول :

ثم بعد عدة أسطر في نفس المداخلة يقول :

:p018:
اتكتب ولا ماتكتبش يا مخروق ؟

ركز يا حبيبي ركز .

الخرَف اللي المخروق بيقوله ده ، والتخبط واللخبطة وكثرة الأسئلة القصيرة والساذجة والهزيلة في تعليقه على مداخلات أخونا الداعي وتحاشي تفنيد أدلته أو حتى مناقشتها ، هو خير دليل على صدمة المخروق من الحوار .. وخوفه من المحاور .



خالد بن الوليد, تحية طيبة, وبعد:

منَّ الله عليك بإصابة الحجة, ودقة الملاحظة.

هذا المخروق مفترٍ أفاك, هو ممن يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.

بارك الله بك على مقتطفاتك, ونرجو منك المزيد؛ فخزعبلات المخروق أكثر من أن تحصى.

:p018:

الداعي
2009-05-27, 10:30 PM
سامحني يا أخي فلم أنتبه لمداخلتك

ما شاء الله تبارك اللله ولا قوة إلا بالله

أحسنت الرد أخي الحبيب زادك الله علما

هي إضافة بسيطة وجدت لها مجال

في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال : ( يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا " وأخرجه البخاري في الجامع الصحيح

فقد قال النووي قي شرح النووي على صحيح مسلم (6/76).
كنت أُنْسِيتُها": دليل على جواز النسيان عليه ? فيما قد بلَّغه إلى الأمة

ونسيان النبي يكون على النحو التالي:


إما نسيان فيما لا يخص الدعوة وهو جائز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر وقد قال ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون). متفق عليه


وإما نسيان تبليغ قائم على مشيئة الله لرفع حكم آية لقوله تعالى " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا "
أو لبيان تشريع معين كما حدث في نسيان أصلى أربع أم خمس ركعات


أما نسيان الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر في التبليغ دون ما شاء الله ذلك فهو لا يمكن حدوثه لتعهد الله بذلك فقال " لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه و قرآنه"
وكذلك قوله

((انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ))



أكرمك الله ونصرك اخي الحبيب وأشكرك على ثقتك بي



زادك الله علمًا وفقهًا أخي الحبيب.

أرجو أن تكون دائم التذكير لي بمثل ما ذكرت.

الداعي
2009-05-30, 10:43 PM
النصارى حذفوا كلَّ هذا:




قولك:
ثم مَنْ هذا النبي الذي له واسطة بينه وبين الله, ولا يكلم الله, أو يوحي له مباشرةً من الله؟
الجواب:
الوحي الذي كان ينزل على الرسول e له ثلاث حالات، وهي الحالات التي تكون للوحي الذي ينزل على كل نبي ولا يوجد غيرها، وتدخل فيها جميع الحالات التي تندرج تحتها. وقد بين الله تعالى هذه الحالات في صريح القرآن حصراً، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾, أي ما صح أن يكلم الله أحداً إلا موحياً أو مسمعاً من وراء حجاب أو مرسلاً رسولاً.
والوحي الذي كان ينزل على الرسول e له حالتان أشار إليهما الرسول e حين سئل كيف يأتيه الوحي بقوله:" أَحْيَاناً يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَاناً يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ", أخرجه البخاري وهاتان الحالتان هما ما يلي:
1. ما وقع له عليه السلام بإشارة الملك بالإلقاء من غير بيان بالكلام، وذلك ما ألقاه الملك في روع الرسول e كما قال e:" إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب"، أو ما وقع للرسول e وكان يراه في المنام فإنه وحي من الله يوحي له باليقظة ويوحي له بالمنام، فيلهمه الشيء إلهاماً في حال يقظته، ويريه الشيء رؤياً في حال منامه وهو إلهام، كما قالت عائشة t:" أول ما بُدئ رسول الله e الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح". أو ما وقع للرسول e مما كان يحس به أن الوحي جاءه ولكنه لا يظهر له كما روي عن عائشة t أن الحارث بن هشام e سأل رسول الله e فقال: يا رسول الله, كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله e:" أَحْيَاناً يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ", أخرجه البخاري . فهذه الأنواع: الإلهام والمنام والإعطاء خفية دون كلام وكل ما شاكلها هي حالة واحدة تدخل تحت قوله تعالى: ﴿إِلاَّ وَحْياً﴾؛ لأن اللغة تقول: أوحى إيحاء إلى فلان أشار وأومأ، والله إليه، ألهمه.
2. ما يأتيه بلسان الملك، فيقع في سمعه e بعد علمه بدليل قاطع أن هذا هو الوحي وهو الملك. والملك هو جبريل، قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾. وذلك أن يرسل الله جبريل u فيكلم الرسول e ويسمع كلامه ويحفظه عنه، قال e:" وَأَحْيَاناً يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ", أخرجه البخاري. وفي حديث جبريل السابق جاء في رواية البخاري:" ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ", أخرجه البخاري.
وأما الحالة الثالثة هي: ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾, فقد حصلت مع سيدنا موسى u. والواقع الذي تشير إليه الآية في هذه الحالة من الوحي هو أن يكلم الله النبي من وراء حجاب أي كما يكلم المحتجب بعض خواصه، وهو من وراء الحجاب فيسمع صوته ولا يرى شخصه، وذلك كما كلم الله موسى. ولم يرد أن ذلك حصل مع الرسول e إلا في وضع واحد، هو وضع الإسراء والمعراج الذي جاء في الحديث الصحيح، والذي أشارت إليه آيات سورة النجم، وهي قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾.
وعلى أي حال فإن جميع أنواع الوحي حجة. فإخبار الملك للرسول بالكلام أو الإشارة وحي صريح، والإلهام والرؤيا وحي صريح، وتكليم الله للنبي من أنواع الوحي. وهذا الوحي حجة قطعية لوروده في النصوص القطعية الثبوت القطعية الدلالة.
والآن سأورد لك مقارنتين تخصّان هذا المقام:
1. يقول الله Y: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾, (آل عمران: 38_41). فهنا جاءت البشرى من الملائكة, أي بواسطة. والنص الذي يتحدث عن هذه القصة في الكتاب المقدس هو:]13فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ، 9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا». 18فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ:«أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا. 20وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ[, (إنجيل لوقا_الإصحاح الأول). فها هو جبريل ليس وهميا, وها هو واسطة بين زكريا وربه.
2. يقول الله Y: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾, (الصافات: 102_111). والنص الذي يتحدث عن هذه القصة في الكتاب المقدس هو: هو: ]9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِوَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». 15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»[, (سفر التكوين_الإصحاح الثاني والعشرون). ها هو الملك واسطة بين إبراهيم وبين الله. فالواسطة ثبتت ﴿فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾. وغالبا هو جبريل عليه السلام.
أنت, أين دليلك على أن النبي يكلم الله مباشرةً أبدًا؟! أرجو التوثيقَ, توثيقَ رأيك الذي ادعيتَ به نَفْيَ الواسطةِ بين الله وأنبيائه, وعدم جواز ذلك.
قولك:
لمن بلَّغه؟ وأصلا لم يكتب القرآن إلا بعد وفاته, ولم يجمع إلا في عهد أبي بكر.
وقولك:
ثم كتاب الوحي كتبوا على عظام الحيوانات واللخاف, وتلك الأشياء ضاعت في وقت وجود نبي الإسلام, وحفظة القرآن ماتوا في إحدى الغزوات, حتى إنه هلع وأمر بتجميع ما بقي.
الجواب:
1. لقد ثبت بالدليل اليقيني الجازم أن النبي e حين التحق بالرفيق الأعلى كان القرآن كله مكتوباً في الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف، وكان كله محفوظاً في صدور الصحابة رضوان الله عليهم. فقد كانت تنزل الآية أو الآيات فيأمر حالاً بكتابتها بين يديه، وكان لا يمنع المسلمين من كتابة القرآن غير ما كان يمليه على كُتّاب الوحي. قال رسول الله e:" لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ", رواه مسلم.
2. كان ما يكتبه كتاب الوحي مجموعاً في صحف, يقول الله: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً﴾, أي: يقرأ قراطيس مطهرة من الباطل فيها مكتوبات مستقيمة قاطعة بالحق والعدل، وقال: ﴿كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ* فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾, أي: أن هذه التذكرة مثبتة في صحف مكرمة عند الله مرفوعة المقدار منزهة عن أيدي الشياطين، قد كتبت بأيدي كتبة أتقياء.
3. قد ترك النبي e جميع ما بين دفتي المصحف مكتوباً قد كُتِبَ بين يديه. عن عبد العزيز بن رفيع قال:" دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس t, فقال له شداد بن معقل: أَترك النبي e من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". وقال:" ودخلت على محمد ابن الحنفية فسألنا, فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". فالإجماع منعقد على أن جميع آيات القرآن في سورها قد كتبت بين يدي الرسول e حين كان ينزل بها الوحي مباشرة، وأنها كتبت في صحف. وتوفي الرسول الأعظم e وهو قرير العين على القرآن معجزته الكبرى التي قامت حجةً على العرب وعلى العالم.
4. ولأن النبي كان قد ثبّت هذه الآيات كتابة بين يديه وحفظاً في صدور الصحابة وأذن للمسلمين أن يكتبوا القرآن. ولذلك لم يشعروا الصحابة بعد وفاة الرسول e أنهم في حاجة لجمع القرآن في كتاب واحد أو في حاجة إلى كتابته. حتى كثر القتل في الحفّاظ في حروب الردة، فخشي عمر من ذلك على ضياع بعض الصحف وموت القراء، فتضيع بعض الآيات، ففكر في جمع الصحف المكتوبة، وعرض الفكرة على أبي بكر وحصل جمع القرآن.
5. قال زيد: قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله e فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كانوا كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله e؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر t. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري, ولم أجدها مع أحد غيره: ﴿لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ﴾ حتى خاتمة براءة.
6.لم يكن جمع زيد للقرآن كتابة له من الحفاظ، وإنما كان جمعه له جمعاً لما كتب بين يدي رسول الله e، وكان لا يضع صحيفة مع صحيفة أخرى ليجمعها إلا بعد أن يشهد لهذه الصحيفة التي تُعرض عليه شاهدان يشهدان أن هذه الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله e. وكان فوق ذلك لا يأخذ الصحيفة إلا إذا توفر فيها أمران، أحدهما أن توجد مكتوبة مع أحد من الصحابة، والثاني أن تكون محفوظة من قبل أحد الصحابة، فإذا طابق المكتوب والمحفوظ للصحيفة التي يراد جمعها أخذها وإلا فلا. ولذلك توقف عن أخذ آخر سورة براءة حتى وجدها مكتوبة عند أبي خزيمة مع أن زيداً كان يستحضرها هو ومن ذكر معه. روي من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قام عمر فقال:" من كان تلقى من رسول الله e شيئاً من القرآن فليأتِ به"، وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب، قال وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان. هذا يدل على أن زيداً كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوباً حتى يشهد من تلقاه سماعاً مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغة بالاحتياط.
7. فالجمع لم يكن إلا جمع الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e في كتاب واحد بين دفتين، فقد كان القرآن مكتوباً في الصحف، لكن كانت مفرقة فجمعها أبو بكر في مكان واحد. وعلى ذلك لم يكن أمر أبي بكر في جمع القرآن أمراً بكتابته في مصحف واحد بل أمراً بجمع الصحف التي كتبت بين يدي الرسول e مع بعضها في مكان واحد والتأكد من أنها هي بذاته بتأييدها بشهادة شاهدين على أنها كتبت بين يدي رسول الله e وأن تكون مكتوبة مع الصحابة ومحفوظة من قبلهم. وهذا ينفي ادعائك الذي تقول فيه: (وتلك الأشياء ضاعت في وقت وجود نبي الإسلام), فهلا وثقت افتراءاتك؟!
8. ومن هذا يتبين أن جمع أبي بكر للقرآن إنما كان جمعاً للصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e وليس جمعاً للقرآن. وأن الحفظ إنما كان لهذه الصحف أي للرقاع التي كتبت بين يدي رسول الله e وليس حفظاً للقرآن. ولم يكن جمع الرقاع والمحافظة عليها إلا من قبيل الاحتياط والمبالغة في تحري الحفظ لعين ما نقل عن رسول الله e. أما القرآن نفسه فإنه كان محفوظاً في صدور الصحابة ومجموعاً في حفظهم، والاعتماد في الحفظ كان على جمهرتهم لأن الذين كانوا يحفظونه كلياً وجزئياً كثيرون. وأنت تقول: (وحفظة القرآن ماتوا في إحدى الغزوات), هل مات سبعون حافظًا؟ أين الآلاف بعده سواء يحفظونه جميعًا أو أجزاءً منه؟ هلا وثقتك افتراءاتك هذه؟!
9. أما بالنسبة لجمع عثمان, فإنه في سنة خمس وعشرين للهجرة قدم حذيفة بن اليمان على عثمان في المدينة وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في قراءة القرآن. فإنه رأى أهل الشام يقرأون بقراءة أبيّ بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، ورأى أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفّر بعضهم بعضاً. وروي عن حذيفة قال: يقول أهل الكوفة قراءة ابن مسعود، ويقول أهل البصرة قراءة أبي موسى، والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرنه أن يجعلها قراءة واحدة، فركب إلى عثمان.
10. وقد حدَّث ابن شهاب أن أنس بن مالك حدّثه:" أن حذيفة ابن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة، إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء ما من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا. حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردها عثمان إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)، وقد كان عدد النسخ التي نسخت سبع نسخ، فقد كتبت سبعة مصاحف إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحد.
11. وعلى هذا لم يكن عمل عثمان جمعاً للقرآن وإنما نسخ ونقل لعين ما نقل عن رسول الله e كما هو. فإنه لم يصنع شيئاً سوى نسخ سبع نسخ عن النسخة المحفوظة عند حفصة أم المؤمنين، وجمع الناس على هذا الخط وحده ومنع أي خط أو إملاء غيرها. واستقر الأمر على هذه النسخة خطاً وإملاءً، وهي عين الخط والإملاء الذي كتبت به الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e حين نزل الوحي بها، وهي عينها النسخة التي كان جمعها أبو بكر. ثم أخذ المسلمون ينسخون عن هذه النسخ ليس غير، ولم يبق إلا مصحف عثمان برسمه. ولما وجدت المطابع صار يطبع المصحف عن هذه النسخة بنفس الخط والإملاء.
12. والفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حَمَلته، لأنه وإن كان مكتوباً في صحف ولكنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد ككتاب واحد، فجمعه في صحائف. وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرأوه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد. فالمصحف الذي بين أيدينا هو عينه الذي نزل على رسول الله e, وهو عينه الذي كان مكتوباً في الصحف التي كتبت بين يدي رسول الله e، وهو عينه الذي جمعه أبو يكر حين جمع الصحف في مكان واحد، وهو عينه الذي نسخ عنه عثمان النسخ السبع وأمر أن يحرق ما عداها.
13. وأما النسخة التي أملاها الرسول e عن الوحي وجمعت صحفها وجرى النسخ عنها، فإنها ظلت محفوظة عند حفصة أم المؤمنين إلى أن كان مروان والياً على المدينة فمزقها، إذ لم يعد لها لزوم بعد أن انتشرت نسخ المصاحف في كل مكان. عن ابن شهاب قال أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر قال:" كان مروان يرسل إلى حفصة - يعني حين كان أمير المدينة من جهة معاوية - يسألها الصحف التي كتبت منها القرآن فتأبى أن تعطيه، قال سالم فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه تلك الصحف فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال إنما فعلت هذا لأني خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب".
14. وعليه, فالصحف لم تضع وقت وجود النبي e, وحفظة القرآن أكثر من أن يموتوا في إحدى الغزوات, وهذا كتاب الله محفوظ بحفظه, ومكلوء بعنايته.
15. أرجو منك توثيق افتراءاتك, وإلا فأنت مجرَّد مدَّعٍ مرتاب, وخسر هنا المبطلون. قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

قولك:
فهناك الكثير من التحريف في القرآن, والمواضيع كثيرة, والأمثلة عديدة: اختلاف المصاحف عند أهل السنة بين بعضها البعض, ومن بلد لآخر. تحريف القرآن من الكتب الإسلامية!
الجواب:
1. بعد ذكر ما ذكرنا من جمع القرآن, فإنَّه ينسف ادعاءات وافتراءاتك هذه.
2. لقد بدت نواجذي من قولك: (اختلاف المصاحف عند أهل السنة بين بعضها البعض, ومن بلد لآخر)؛ ذلك أنَّك لو عندك أدنى معرفة في علوم القرآن وخصوصًا القراءات, لما أتعبت نفسك بهذه الأباطيل التي تنبئنا عن مدى جهلك اللعين في علوم القرآن.
3. هذه مسألة منفصلة عن عصمة النبي محمد e, واعتراضاتك هي أوهى من أن تكون شبهة..




حسبي الله ونعم الوكيل, والسبب:

حُرّر بواسطة شرطي 22 : منذ 6 ساعة في الساعة 04:12pm. السبب: خروج عن موضوع المناظره

سبحان الله, لما حررت نزل المخروق ردَّه, وكأنَّه لم يرَ رسالتي إلا بعد أن حررت...حسبي الله ونعم الوكيل.

الداعي
2009-06-21, 05:58 AM
سلام المسيح له كل المجد مع الجميع
اهلا بالاخ الداعي و لن اهينك بعد في اي حوار فأخلاقي كمسيحي ارقي من ذلك لان قيمتي في المسيح اعلي ..لا المسيح علمنا لا نرد علي شتيمه بشتميه بل نكون مباركين في كل حين
الله يباركك و ينور حياتك بنوره القدوس لتري و تعرف الحق و الحياه و الله قادر ان ينقذك من الجحيم و من النار المعده لابليس و ملائكته ..فغرض المناظره ان تعرف من تتبع و لمن تسلم حياتك و عن من تدافع

و لنري قولك

مرحبًا أيُّها al kharek,,,
قولك:
أحبُّ أن أنبئك أن فرحتك لن تتم؛ لأن الموضوع يخص نبي الإسلام, وليس أنبياء الله الحقيقيين. فإذا أردت افتح مناظرة عن العصمة في المسيحية.
الجواب:
لم تصب في هذه؛ ذلك أنَّ فرحتى بقيت. فرحتي بقيت كما هي؛ لأنَّك قلت لي: (فإذا أردت افتح مناظرة عن العصمة في المسيحية). ولك رابطها:http://www.**************/forum/showt...435#post141435 (http://www.**************/forum/showt...435#post141435)


شكرا علي فتح المناظره و سوف تجد الرد بقوه الله و نعمته

معنى ذلك أنه يقول له: اهجر الأوثان والنجاسة وكل شيء, فما معنى ذلك إذا كان لا يفعل ذلك؟! فكيف يقول له: (اهجر). وتعتمد على ذلك بالآية التي تقول: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾.
وقولك:
في رأيك, ما هذا المكتوب؟
أفعلا كان يبغض الأوثان أم كما يقول القرآن والتفاسير؟
الجواب:
بعد تتبع ما جاء فيما نقلتَ من تفاسير ومعاجم يتبين ما يلي:

لم تتبع عزيزي شئ بل اضللت نفسك و لم تنظر الي الحق بل اتخذت ما يعجبك و ما هو علي هواك و لم تنظر الي المعاجم بل الي تفاسير حديثه لشيوخ يعيشون اليوم معني ..فتركت اقوال الصحابه و ذهبت الي من يؤلفون علي هوائهم تفاسير لايات كتابك مثل طنطاوي و غيره و اتخذتهم في دفاعك و للنظر ماذا تقول


1. أقصى ما جاءت به التفاسير والمعاجم هو تفسير لفظ (الرجز) بما يلي: (الأوثان, والمأثم, والإثم, وصنما إصاف ونائلة, والعذاب, والذنب, وعبادة الأوثان, والشرك, الشيطان ووسوسته, والقذر).
للتدقيق ..ما جاءت به المعاجم في شرح الايه القرأنيه (الرجز فأهجر ) كالاتي:

1_و- عبادة الأَوثان. وفي التنزيل العزيز: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ

http://lexicons.sakhr.com/openme.asp...l/4091551.html (http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx?fileurl=/html/4091551.html)

2_الرُّجْز: عِبادة الأَوثان، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: "والرُّجْزَ فاهْجُرْ". و ايضا .. قيل: الرُّجْزُ في قوله تعالى: "والرُّجْزَ فاهْجُرْ" الشِّرْكُ ما كانَ،


http://lexicons.sakhr.com/openme.asp...l/7064591.html (http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx?fileurl=/html/7064591.html)

اي في المعاجم الرجز له معاني كثيره لكن في تلك الايه يقصد به شئ معين الا وهو (الشرك و عباده الاوثان) ..هذا بالنسبه للمعاجم العربيه و المقصود بالرجز في تلك الايه و ليس علي عموم الكلمه .


إقتباس:
2. لم يأتِ في التفاسير ما يصرِّح أنَّ النبي e كان يعبد الأوثان ويتودَّد إليها, بل جاء ما ينفي ذلك, وتأمَّل ما أوردتَ أنتَ من تفسير: (وأصل الرجز العذاب، قال الله تعالى: ﴿وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ﴾, فاهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح). فهذا التفسير نفهم منه أنَّ الله يحثُّ النبي e على هجر العذاب وليس عبادة الأوثان, وهجر العذاب يكون بالثبات على ترك ما يؤدِّي إليه. إذن, النبي e كان تاركًا لما يؤدِّي للعذاب قبل النبوة, فجاء الأمر الإلهي له أَنْ يا محمد أثبت على ما أنت عليه من هجرك لما يؤدِّي لعذابي. ومع أنَّ هذا التفسير ينسف فهمك السقيم هذا, إلا أنَّي لن أعتبره موجودًا, وانسَ هذا الكلام؛ لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا.
اولا: شكرا علي هذا الاسلوب في مناداتي ..فأنا لا شئ بل ان قوتي في المسيح و قيمتي في المسيح له كل المجد الذي سوف تجثو له كل ركبه ما في السماء و ما علي الارض و ما تحت الارض و سيسجد له نبي الاسلام نفسه امامك يوم الدينونه فلا تنتظر هذا اليوم و انت تتبعه بل اصحي من غفلتك و اتبع الحي الاله الحقيقي محب البشر الذي ينتظرك.
نعود للموضوع
تقول لم يأتي في التفاسير ما يصرح ان النبي كان يعبد الاوثان و يتودد اليها ..
ولا اعرف هل بعد كل هذا تقول انه لا يتودد الي الاوثان و الاصنام؟؟ انظر الي التفسير مره اخري و انظر الي ماذا تركت و ماذا اخذت من التفسير

الرجز فاهجر { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } قوله تعالى: { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } قال مجاهد وعكرمة: يعني الأوثان؛ دليله قوله تعالى: { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } قاله ٱبن عباس وٱبن زيد. وعن ٱبن عباس أيضاً: والمأثم فاهجر؛ أي فاترك. وكذا روى مُغيرة عن إبراهيم النَّخَعيّ قال: الرُّجز الإثم. وقال قتادة: الرجز: إصاف ونائلة، صنمان كانا عند البيت.

اذن اخذت انت ما بعد كلمه (قيل) من الذي قال؟؟؟ لم نعرف .ولكن تركت قول مجاهد و عكرمه و ابن عباس و ابن زيد و مغيره عن ابراهيم النخعي ..تركتهم كلهم و اخذت قول بعد كلمه (قيل) و اتخذتها مصدر لدفاعك ..للاسف خاب دفاعك في تلك النقطه فالتفسير واضح وضوح الشمس و لكن عمي ابصارهم لكي لا يرجعوا الي المسيح الحق و يتبعون النبي...
وللزياده نرجع لتفسير القرطبي فنري تلك الايه و يقول

{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }
[الأعراف: 162] فسّميت الأوثان رِجزاً؛ لأنها تؤدي إلى العذاب

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1 (http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=5&tSoraNo=74&tAyahNo=5&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1)

حتي اذا قلت انه يقول ما يؤدي الي العذاب ..فأتضح ان هذه الجمله تساوي (الاوثان) اذن في كل الحالات هي الاوثان و الاصنام .



3. لقد قلت لي: (فما معنى ذلك إذا كان لا يفعل ذلك؟! فكيف يقول له: (اهجر)). فأنت قد اعتبرت النبي e يعبد الأوثان؛ لأنَّ الله يأمره بهجر عبادتها, ولا معنى لهذا الأمر إن لم يكن محمد عابدًا للأوثان. وهنا ظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية من حيث الأمر والنَّهي, وقد قيل: (رُبَّ ضرَّاءَ نافعةٌ)؛ فالجهل مضرَّة, وسيكون لك نافعًا؛ لأنَّه بسبب هذا الجهل سأعلِّمك أساليب العرب في الأمر والنهي, وهذا درسي الأول لك في مبحث من أهمِّ مباحث البلاغة العربية, وهو يبحث تحت قسم (الإنشاء).

شكرا لك علي منادتي بالجاهل ...فهذا من كرم اخلاقك ..و لكن هدئ من روعك فثبوت تقرب نبيك من الاوثان شئ ثابت من القرأن و السنه ..فسبك لي لن ينفي هذا بل يزيد منه و من اثباته.
و انا في انتظار الدرس الاول لنري من الجاهل. سامحك الله و باركك

4. القرآن الكريم نزل بلسان العرب, يقول الله U: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾, (الشعراء: 195). ويقول: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ﴾, (الأحقاف: 12). إذن, الحَكَمُ بيننا وبينك لسان القرآن, وهو اللسان العربي
عربي مبين و به كلمات غير مفهومه و كلمات اعجميه ..عجبي علي هذا العربي المبين .

5. من أساليب العرب في الأمر أنَّها تأمر المرء أمرًا وله حالتان: فإمَّا أن يكون تاركًا لهذا الأمر وهو الأصل, وإمَّا أن يكون قائمًا بهذا الأمر, وهذا الأخير من أساليب البلاغة والفصاحة العربية.
6. ومن أساليب العرب في النهي أنَّها تنهى المرء عن أمر وله حالتان: فإمَّا أن يكون متلبسًا بهذا الأمر وهو الأصل, وإمَّا أن يكون تاركًا لهذا الأمر, وهذا كذلك من أساليب البلاغة والفصاحة العربية.

قبل الدخول في اسلوب البلاغه الذي اريد منك ان تعطيني اسم الكتاب الذي به اسلوب الانشاء لمعرفه صحه كلامك اعطيك معني الهجر

الهَجْرُ ضد الوصل . هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً و هِجْراناً صَرَمَه ، وهما يَهْتَجِرانِ و يَتَهاجَرانِ والاسم الهِجْرَةُ وفي الحديث : لا هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ يريد به الهَجْرَ ضدَّ الوصلِ

http://lexicons.sakhr.com/openme.asp...l/2058135.html (http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx?fileurl=/html/2058135.html)


هَجرهُ يهجُرهُ هَجْرًا وهِجْرَانًا صرمهُ وقطعهُ ضدَّ وصلهُ. والشيءَ تركتهُ وأعرض عنهُ. وفي الصوم اعتزل فيهِ عن النكاح. ويقال هجَر الشِرْك هَجْرًا وهِجْرَانًا وهِجْرَةً حسنةً.

http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx? (http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx?)
fileurl=/html/7093883.html

اذن الاسلوب البلاغي يجب ان تفهم معني المكتوب ...فكيف يكون الامر بهجر شئ لم تكن تلمسه من قبل ..
فهل نقول لشخص اهجر بلدك..هل يعني انه لم يدخل بلده قط او لا يعيش في بلده؟؟
شخص نقول له اهجر أمرأتك ؟؟؟ هل يعني انه غير متزوج او لا يعاشرها؟؟؟
فاذا كان لا يعاشرها فلماذا نقول له أهجر؟؟؟

7. القرينة هي التي تبيِّن حال المرء الذي أُمِرَ ونُهِيَ
فلتكن القرينه من نفس جنس الجمله.


8. والله Y أمر نبيَّه محمدًا بأوامر وهو قائم بها, ونهاه عن نواهٍ وهو تارك لها, ومنه قوله U: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾, (الأحزاب: 1). فالله يأمر نبيَّه e بالتقوى وهو قائم بها, وينهاه عن طاعة الكافرين والمنافيقين وهو غير متلبِّس بها.

هل يجوز ان تشبه بين (الرجز فأهجر) و بين فعل تسبقه (لا) ؟؟؟
هل تريد ان تلبس الحق بالباطل ..الرجز فأهجر هل تساوي لا تطع ... انظر الي الجملتين. و انظر دخول الفاء علي فعل امر و بين دخول (لا) علي فعل

ثم من الطبيعي ان نقول لشخص لا تفعل كذا ..فهو لم يفعله ..اما القول بالهجران لفعل فهو من الطبيعي ان يكون بيفعله.

9. وعليه, ليس بالضرورة أنَّه إذا قال الله لنبيِّه e: ﴿وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ﴾أن يكون عابدًا للأوثان, بل ينفي النبي e عن نفسه عبادة الأوثان, ويبغضهما بغضًا لم يبغضه لشيء قط
هل تصدق نفسك؟؟؟ قلت لك انه متقرب للاوثان و عليه قال له القرأن (الرجز فأهجر) ووضحت لك معني كلمه الهجر من المعاجم .


يقول النبي e: لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", رواه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي

وما المشكله في حديث مروي ...المهم الفعل و الافعال ..فهل تتذكر سبب نزول لايه
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

اريد سبب النزول حتي نعرف فيما قيلت تلك الايه ..وحتي لا تتعب و تبحث اعطيك انا (سبب النزول) فلن اذهب الي تفسير و ابحاث كثيره و مطوله ..فقط (سبب نزول تلك الايه)

قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ...} الآية. [52].
قال المفسرون: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولى قومه عنه، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه، وذلك لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله، وأحب يومئذٍ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه، وتمنى ذلك، فأنزل الله تعالى سورة {وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ} ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمناه: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخر السورة، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أُحَيْحَة سعيد بن العاص، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليهما، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا، وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه. فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال: "ماذا صنعت؟ تَلَوْتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه، وقلت ما لم أقل لك". فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه.
أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو بكر [محمد] بن حيان قال: حدثنا أبو يحيى الرّازي، قال: حدثنا سهل العسكري، قال: أخبرنا يحيى، عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جُبير، قال:
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ} فألقى الشيطان على لسانه "تلك الغَرَانِيقُ العُلَى و [إن] شفاعتهن ترتجى" ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال اعرض عليَّ كلام الله. فلما عرض عليه قال: أما هذا فلم آتك به، هذا من الشيطان، فأنزل الله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ}.


http://www.altafsir.com/AsbabAlnuzol...arch=yes&img=A (http://www.altafsir.com/AsbabAlnuzol.asp?SoraName=22&Ayah=52&search=yes&img=A)

اذن ليس فقط سجود للوثن ..ايضا لم يفرق بين كلام الموحي له من اله الاسلام ..وبين الموحي له من الشيطان... فكيف لم يعرف الفرق . ما علينا ..فمن تتبعه قد سجد للوثن ..فلماذا الكذب و القول ببغضه الاوثان منذ الصغر؟؟



10. ولا توجد أيَّةُ رواية تنبئ أنَّ النبي e سجد يومًا لصنم.

راجع ما سبق .

إذن, فالقرائن عندنا تبيِّن أنَّ الله Y نهى نبيَّه محمدًا e عن أمر وهو له تارك, وهذه من أساليب البلاغة والفصاحة التي امتازت بها اللغة العربية وانمازت.

اين البلاغه هنا ..وضد اوضحت لك معني كلمه (فأهجر) فأين البلاغه في أمر كهذا .


12. والآن سأشرع في نقل التفاسير التي تنسف فهمك السقيم نسفًا, وهي:
أ‌- أيسر التفاسير: (والرجز فاهجر: أي أدم هجرانك للأوثان). وقال: (﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, أي: والأصنام التي يعبدها قومك فاهجرها فلا تقربها ودم على هجرانها).
ب‌- تفسير البحر المديد: (﴿والرُّجزَ فاهجرْ﴾, أي: دم على هجرانها، قاله الزهري وغيره).
ت‌- التفسير الميسر: (يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة، وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي).
ث‌- الوسيط لسيد طنطاوي: (ثم أمره- سبحانه -بأمر رابع فقال: ﴿والرجز فاهجر﴾, والأصل فى كلمة الرجز أنها تطلق على العذاب، قال تعالى: ﴿فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرجز إلى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾, والمراد به هنا: الأصنام والأوثان، أو المعاصى والمآثم التى يؤدى اقترافها إلى العذاب. أى: ودوام- أيها الرسول الكريم -على ما أنت عليه من ترك عبادة الأصنام والأوثان، ومن هجر المعاصى والآثام).
كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ ..فهي مجرد رد علي ما يثار من شبهات و من الكتب التراثيه و اقوال الصحابه المقربين لنبي الاسلام في زمنه ..فجاءوا بتفاسير من عقلهم ليردوا علي الشبهات..لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح.

ج‌- تفسير ابن كثير: ( ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, أي: اترك المعصية. وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك، كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾. وقوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾).
الرد ببساطه اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء .فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك؟؟؟

اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا ... سوف اترك الحكم للقارئ .



خ‌- تفسير الرازي: (﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾. فيه مسائل: المسألة الثانية: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية ، قال لولا أنه كان مشتغلاً بها وإلا لما زجر عنها بقوله: ﴿والرجز فاهجر﴾, والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران، كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا)

اخذ مسئله دون الباقي لا يعبر عن أمانه علميه بل يعبر عن تضليل لنفسك و لغيرك

.المسألة الأولى: ذكروا في الرجز وجوهاً الأول: قال العتبي: الرجز العذاب قال الله تعالى:
{ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرّجْزَ }
[الأعراف: 134] أي العذاب ثم سمي كيد الشيطان رجزاً لأنه سبب للعذاب، وسميت الأصنام رجزاً لهذا المعنى أيضاً، فعلى هذا القول تكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي، ثم على هذا القول احتمالان أحدهما: أن قوله: { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } يعني كل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره، والتقدير وذا الزجر فاهجر أي ذا العذاب فيكون المضاف محذوفاً والثاني: أنه سمي إلى ما يؤدي إلى العذاب عذاباً تسمية للشيء، باسم ما يجاوره ويتصل به القول الثاني: أن الرجز اسم للقبيح المستقذر وهو معنى الرجس، فقوله: { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } كلام جامع في مكارم الأخلاق كأنه قيل له: اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز، وهذا يشاكل تأويل من فسر قوله:
{ وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ }
[المدثر: 4] على تحسين الخلق وتطهير النفس عن المعاصي والقبائح

وسبق التوضيح لمعني ما يؤدي الي العذاب تساوي (الاوثان)


13. هذا هو درسي الأول لك في أساليب التعبير في اللغة العربية

:36_11_6:



14. وهنا لي وقفة: نزولاً عند فهمك السقيم للآية, وهو: (لو أنَّ محمدًا لم يكن يعبد الأوثان لما أمره بهجرها)؛ أقول: ألم تُثِرْ في نفسك هذه الآية سؤالاً يفطن له ذوو الألباب وأصحاب العقول النيرة, ومفاده: إذا كان القرآن من عند محمد, فلماذا يفضح نفسه, ويقول للناس أنا كنت أعبد الأوثان؟


سؤال يبدو انه معقول ..لكن الرد عليه بنعمه الله هو الاتي :_
ان نبي الاسلام كان يعيش وسطهم و يرونه و يتعاملون معه ..فكان يتقرب للاوثان وهو شئ كان يحدث أمامهم ..فاذا كذب وقال لا يتقرب الي الاوثان فكان فكانوا سيفتضح كذبه ..لكن في جميع الايات نري انه كان ضالا فوجد ..كانت له ذنوب اثقلت ظهره.. الخ .
فهو اجاب بالحقيقه لانهم يعرفون الحقيقه فلماذا ينفيها عن قريش؟؟؟



لقد قلتَ لي بعدما وصفتُ أنا فهمَك بالمعوج: (لا أعرف: إذا لم تقدر على تحمل الحق تجعله فهمًا أعوجًا), أرأيت أنَّ فهمك نابع عن جهل بلغة القرآن الكريم؟ ولكنِّي قلت لك: (سيأتي ردِّي, وأرجو من الله ان أجدك مذعنًا للحق). أستذعن للحق, أم أنَّ حالك كما قال الله Y: ﴿وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾, (النور: 50)؟
16. أرجو أن أراك مذعنًا للحق, عاملاً بنصيحتي لك, ألا وهي: إيَّاك أن تحاول في هذه مرَّة أخرى, مؤكِّدًا لك أنَّه لو حصل ما ضرَّه ذلك في شيء.

كالعاده الاسلاميه سب و شخصنه ..الله يبارك حياتك فالمسيحيه تعلمنا الرقي بالاخلاق و المحبه الحقيقيه ...و البحث عن الضالين ..الله يهديك الي نوره الحقيقه المشبع للنفس. و تعرف من الذي تتبع و تمشي ورائه

نعود لموضوع النسيان..لا اعرف علاقه كل ما ذكرته بسؤالي فسؤالي كان

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال : ( يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5038
خلاصة الدرجة: [صحيح]

هنا كيف ينسي نبي الاسلام كلام موحي له من اله الاسلام..
فهنا الايه لم تسنخ و لم ترفع بل هي موجوده .ولم اري في ردك الا مجموعه من الايات و التفاسير ليس لها علاقه بهذا الحديث بل اخذت تتكلم و ترد علي نفسك ..سبحان الله .



ولما سبق نكون قد أجبناك على سؤالك: (ثم مَنْ قال: إنَّ العصمة في التبليغ فقط؟ من أين أتيت بها؟). فهذه كتب التفسير تنطق لك بالحق, وخسر هنا المبطلون.

اعطيني هذا الكتاب او اذكر لي بالتحديد اين توجد .

الحكمة العامة من النسيان هي التشريع. قال النبي:" إنِّي لأَنْسَى أَوْ أَنْسَى لأَسُنَّ", أخرجه مالك. فقوله: (لأَسُنَّ) هو حكمة النسيان. وجاء في المحرر الوجيز والبحر المحيط: (وقال ابن عباس : ﴿إلا ما شاء الله﴾ أن ينسيكه لتسنَّ به على نحو قوله_ عليه السلام _:« إني لأنسى أَو أُنَسَّى لأسنَّ ». وقال بعض المتأولين : ﴿إلا ما شاء الله﴾ أن يغلبك النسيان عليه ثم يذكرك به بعد).
اي تشريع ... كلام اله الاسلام له وحي فكيف ينساه. فنبي الاسلام ببساطه كان ينسي و حينما يقول شئ جديد يقول لقد نسخ الله ما قلته سابقا ..اي جعل اله الاسلام يرجع في كلامه حاشا للخالق ان يكون كذلك ..

- أن رجلا كان معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها ، فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : ذهبت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها ، وقال الآخر : ما جئت إلا لذلك ، وقال الآخر : ما جئت إلا لذلك ، وقال الآخر وأنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها نسخت البارحة
الراوي: سهل بن حنيف المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 17/186
خلاصة الدرجة: صحيح


شئ عجيب فعلا لماذا لم يقول لهم ما نسخ و ما هو الجديد ..وما هي تلك السوره التي نسخت بكاملها؟؟؟ انه لامر غريب حقا علي نبي من الله.



2. ومن حِكَمِ نسيان القرآن تشريع حُكْمِ جواز ردَّ الناسي في الصلاة. جاء في تفسير التحرير والتنوير: (وقد روي أنه أسقط آية من سورة في الصلاة, فلما فرغ قال لأبيّ: لِمَ لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت. قال: لا, ولكني نسيتها). فقد استنبط الفقهاء من هذا الحديث وشبهه حكما شرعيا يتعلق بتذكير الإمام في الصلاة إن نسي.
3. الوسيط لسيد طنطاوي: (فالمقصود من هاتين الآيتين: وعد الله- تعالى -لنبيه e ببيان أنه- سبحانه -كما أنه قادر على أن يقرئ الرسول e قراءة لا ينساها، فهو أيضا قادر على أن يزيل من صدره ما يشاء إزلته، عن طريق النسيان لما حفظه).
4. تفسير البحر المديد: (فالسهو في حق الأنبياء جائز، لأنه من قهرية الربوبية، لتتميز به العبودية من الربوبية، فليس بنقصٍ في حقهم، بل كما، ليحصل التشريع والاقتداء).
5. أكتفي بهذا القدر مما طلبت.


لازلت تعتمد علي المحدثين الذين يتحدثون من عقولهم وتركت أمهات الكتب ..غير اني لم أسأل في هذا. فالحديث وضعته لك و اتمني ان اجد رد .


اما موضوع التحريف فليس موضعه هنا فالرد عليه موجود في الموضعين الذين قلت لك عنهما اذا احببت شارك في الموضوعين او احدهما .