...ولإيضاح ما سبق نتعرض للأتي :
أولا انواع التحريف الموجودة بالنص :
1. تحريف بالزيادة :
وهو ما نجده في قول المسيح :
" فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال ".
والكلمات الزائدة التي وضعها محرف الإنجيل بفرض صحة الباقي هي :
" التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ "
وهي تتضح من جملة ليفهم القارئ والتي وضعها ناسخ الإنجيل ولم تكن موجود في النص الأصلي ومن هنا يتبين أن النص الأصلي كالتالي :
" فمتى نظرتم رجسة الخراب فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال ".
يقول النصاري الحرف يقتل ونجد هنا أحدي عشر كلمة وليس حرف زائدة علي النص ومضافة له
2. تحريف معنوي :
وهو في تفسير الآباء للنص ولإيهامهم أتباعهم بأشياء لم تقال في النص ولم يقصدها النص وكمثال لهذا للنظر تفسير تادرس يعقوب ملطي لهذه الأعداد السابقة من إنجيل مرقس حيث يقول مفسر للنص تحت عنوان علامات المنتهي :
تم هذا التساؤل فيما كان السيد "يخرج" من الهيكل، أما سرّه فغالبًا أن هذا التلميذ أراد أن يسمع من فم معلمه ما جال في خواطر التلاميذ أن السيد جاء ليطهر الهيكل حتى يجعله مركز مملكته وقصره الملوكي، من خلاله يملك على العالم. فجاءت إجابة السيد المسيح تحطم خواطرهم المادية تمامًا، على نقيض ما كانوا يتوقعون، فقد استغل السيد المسيح هذا السؤال ليعُلن لتلاميذه عن إزالة الهيكل تمامًا، وخراب أورشليم، بل ونهاية العالم المادي كله حتى يسحب قلوبهم إلى الملكوت الروحي والمجد السماوي الأخروي.
يقول القديس كيرلس الكبير: [توقع (التلاميذ) أن يُعجب بالمنظر حين يراه، لكنه هو الله، عرشه السماء. أقول في لطفه لم يعطِ اهتمامًا للأبنية الأرضية بكونها تافهة بل وتُحسب كلاشيء تمامًا، إن قورنت بالمواضع العلوية. لقد أوقف الحوار الخاص بهذه الأبنية ووجهه إلى ما هو لازم لنفعهم. إن كان الهيكل بالنسبة لهم يستحق أن ينال كل الإعجاب، لكنه في الوقت المناسب يُخرب من أساساته حين يهدمه الرومان وتُحرق أورشليم بالنار، فينال إسرائيل جزاءه لقتله الرب، فقد حلت بهم هذه الأمور بعد صلب المخلص.].
يأول المفسر هنا هذا النص بخراب هيكل اليهود ويستشهد بأحد الآباء وهو القديس كيرلس لكبير الذي يؤيده في تفسيره هذا ونحن نقول وأي إنسان له عقل يقول أن هذا النص لا علاقة له بموضوع خراب هيكل اليهود لأن هذا عكس ما يقوله النص نفسه . ولو فرضنا جدلا حتي صحة كلام المفسرين بأن هذا النص يتحدث عن خراب هيكل اليهود فسيصبح النص مكذوب لأن هناك شواهد من النص لم ولن تكتمل مثل قول المسيح :
" و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد . فيرسل حينئذ ملائكته و يجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء " .
فهل ابصر الناس أبن الإنسان (المقصود به هنا المسيح ) أتيا سواء في سحاب او في غيره ؟؟؟ وهل أرسل ملائكته ليجمع مختاريه ؟؟؟ ولنري المزيد من التحريف المعنوي حول هذه النقطة من المفسر حيث يقول :
(( تحقق قول السيد حرفيًا إذ شاهد بعض السامعين إن لم يكن جميعهم الأحداث الخاصة بخراب الهيكل وتحطيم أورشليم. أما بقية الأحداث فقد تحققت فعلاً بقبول الأمم للسيد المسيح في حياتهم وأنه قد جاء يعلن مجده في داخلهم )).
وياله من أستخفاف بالعقول يحول الكلام عن الشواهد التي ستحدث والتي قال عنها المسيح في النص :
" فاجابهم يسوع و ابتدا يقول انظروا لا يضلكم احد " .
فإن لم يكن ما قاله المفسر تضليل فما هو التضليل إذا يحول أمارات وعلامات يصفها المسيح بتفاصيلها إلي كلام يستغفل به الناس ممن سفهوا أنفسهم ولغوا عقولهم ونقصد هنا قوله :
" أما بقية الأحداث فقد تحققت فعلاً بقبول الأمم للسيد المسيح في حياتهم وأنه قد جاء يعلن مجده في داخلهم " .
ما علاقة إعلان مجده بداخلهم بما يقوله النص من أمارات وإشارات قيام الساعة .
وهناك المزيد والمزيد فتابعوا ....
المفضلات