1225 " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 225 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 317 - 318 ) و عنه ابن عساكر في المجلس ( 280 ) من
" الأمالي " ( 3 / 2 ) من طريق زائدة عن منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب عن
# عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " هذا
إسناد صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و قد ذكرا له علة
و هي أن سفيان و إسرائيل روياه عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا . أخرجه الحاكم أيضا و كذا الطبراني في "
الكبير " كما في "المجمع " ( 9 / 290 ) .
قلت : و هذه ليست علة قادحة لأن زائدة و هو ابن قدامة ثقة ثبت كما في " التقريب
" و قد أتى بزيادة فوجب قبولها , لاسيما و أنها عن شيخ آخر لمنصور غير شيخه في
رواية سفيان و إسرائيل عنه , فدل ذلك على أن لمنصور فيه شيخين وصله أحدهما
و أرسله الآخر , فهو مقو للموصول كما هو ظاهر . و قد روى الحديث بزيادة فيه
بلفظ : " و كرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد " . قال في " المجمع " ( 9 / 290
) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " باختصار الكراهة , و رواه في "
الكبير " منقطع الإسناد , و في إسناد البزار محمد بن حميد الرازي و هو ثقة
و فيه خلاف و بقية رجاله وثقوا " . و ذكر له شاهد من حديث أبي الدرداء و فيه
بيان سبب الحديث و هو بلفظ : " رضيت بما رضي الله تعالى لي و لأمتي , ابن أم
عبد " . رواه الطبراني عن أبي الدرداء قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة خفيفة , فلما فرغ من خطبته قال : يا أبا بكر قم فاخطب , فقصر دون رسول
الله صلى الله عليه وسلم , فلما فرغ من خطبته قال : يا عمر قم فاخطب , فقام
فخطب فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم و دون أبي بكر , فلما فرغ من خطبته
قال : يا فلان قم فاخطب , فشقق القول , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اسكت أو اجلس , فإن التشقيق من الشيطان , و إن من البيان لسحرا , و قال " يا
ابن أم عبد قم فاخطب " . فقام ابن أم عبد فحمد الله , و أثنى عليه ثم قال : يا
أيها الناس إن الله عز وجل ربنا و إن الإسلام ديننا و إن القرآن إمامنا و إن
البيت قبلتنا و إن هذا نبينا و أومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
رضينا ما رضي الله تعالى لنا و رسوله و كرهنا ما كره الله تعالى لنا و رسوله ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصاب ابن أم عبد و صدق , رضيت ... الحديث .
و قال الهيثمي : " و رجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من
أبي الدرداء , و الله أعلم " .
1226 " رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 226 :

حديث صحيح جاء من طرق عن # أبي هريرة و ابن عمر و ابن عباس و علي بن أبي طالب
و أبي عامر و البراء # .
1 - رواه الترمذي ( 2 / 305 ) و أبو يعلى ( 4 / 1528 - 1529 ) و الحاكم ( 3 /
209 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 12 / 1 ) و أبو حفص الكتاني في
" حديثه " ( 136 / 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 103 ) و الضياء في " مناقب
جعفر " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة , و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " و تعقبه الذهبي بقوله : " عبد الله بن جعفر والد علي
ابن المديني واه " .
قلت : لكن يشهد له روايات أخرى تأتي :
2 - رواية عامر الشعبي عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا سلم على عبد الله بن
جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين . رواه البخاري ( 7 / 62 - فتح )
و الضياء أيضا في " المختارة " ( 64 / 44 / 2 ) و الطبراني ( 1 / 150 / 2 ) .
3 - عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا نحوه . رواه أبو بكر
الشافعي في " الفوائد " ( 13 / 19 / 1 ) و ابن عدي ( 150 / 2 ) و الحاكم ( 3 /
196 و 209 ) و صححه , و الضياء أيضا , ثم أخرجه هو و ابن عدي ( 1 / 2 و 2 / 1 )
من طريق إبراهيم بن عثمان حدثنا الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا .
و رواه الطبراني ( 1 / 150 / 2 و 3 / 148 / 1 ) عن جبارة بن مغلس قال : حدثنا
أبو شيبة عن الحكم به . ثم رواه من طريق آخر عن سالم بن أبي الجعد مرسلا نحوه .
و سنده حسن . و أبو شيبة هو إبراهيم بن عثمان ضعيف . و لما ذكره الحافظ من
طريقين عن ابن عباس قال في أحدهما : " و إسناد هذه جيد " . و كأنه يعني الأولى
المتقدمة . و رواه ابن عدي ( 258 / 2 ) عن عصمة بن محمد الأنصاري : أخبرنا موسى
ابن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا و قال : " و عصمة هذا كل حديثه غير محفوظ
و هو منكر الحديث " .
4 - و رواه ابن سعد ( 4 / 39 ) من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن
جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا به .
قلت : و الحسين هذا قال أبو حاتم : متروك الحديث كذاب فلا يستشهد به خلافا
لصنيع الحافظ في " الفتح " ( 7 / 62 ) فإنه جعله شاهدا لحديث أبي هريرة و كأنه
لم يستحضر حالة بدقه عند الكتابة . و رواه ( 4 / 38 - 39 ) من طريق إسماعيل بن
أبي خالد عن رجل مرفوعا . و إسناده صحيح إلى الرجل , فإن كان صحابيا فالإسناد
صحيح لأن الجهل بالصحابي لا يضر . ثم روى عن عبد الله بن المختار قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مر بي جعفر بن أبي طالب الليلة في ملأ من
الملائكة له جناحان مضرجان بالدماء , أبيض القوادم " . و إسناده صحيح إلى ابن
المختار و لكنه معضل , فإن ابن المختار من أتباع التابعين , و قد ذكره الحافظ
من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ دون قوله : " أبيض القوادم " و قال : " أخرجه
الترمذي و الحاكم بإسناد على شرط مسلم " . و لم أره عندهما إلا باللفظ المذكور
أعلاه عن أبي هريرة . و الله أعلم . ثم رأيته عند الحاكم ( 3 / 212 ) من طريق
حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " مر جعفر الليلة في ملأ من الملائكة و هو مخضب الجناحين بالدم أبيض
الفؤاد " و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي . و هو كما قالا .
5 - و أخرج ابن سعد ( 2 / 129 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر مرفوعا في حديث . و رجاله ثقات إلا
أن ابن أبي ليلى سيىء الحفظ , فحديثه جيد في الشواهد .
6 - عن البراء بن عازب قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر ,
داخله من ذلك , فأتاه جبريل فقال : " إن الله جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم
يطير بهما مع الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 3 / 40 ) من طريق عمرو بن عبد الغفار
حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء , و قال : " هذا حديث له طرق عن البراء
" . و تعقبه الذهبي فقال : " قلت : كلها ضعيفة عن البراء " .
قلت : فيما تقدم كفاية , و علة هذه عمرو هذا , فإنه متروك الحديث .
1227 " حسين مني و أنا من حسين , أحب الله من أحب حسينا , حسين سبط من الأسباط " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 229 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 415 ) و الترمذي ( 3777 ) و ابن ماجة
( 144 ) و ابن حبان ( 2240 ) و الحاكم ( 3 / 177 ) و أحمد ( 4 / 172 ) من طرق
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن راشد عن # يعلى بن مرة # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن و إنما
نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "
و وافقه الذهبي . و فيه نظر لأن سعيد بن راشد , و يقال ابن أبي راشد لم يرو عنه
غير ابن خثيم هذا و لم يوثقه غير ابن حبان , فأنى لحديثه الصحة ? ! و لهذا قال
الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة
. و ابن خثيم صدوق من رجال مسلم كما في " التقريب " و فيه شيء من قبل حفظه
و لذلك ضعفه بعض الأئمة كما بينه الذهبي في " الميزان " , و قد خولف في اسم
شيخه فقال البخاري في " الأدب المفرد " ( 364 ) : حدثنا عبد الله ابن صالح
حدثنا معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة به . و هكذا رواه في
" التاريخ " أيضا و ساق عقبه رواية ابن خثيم المتقدمة و قال : " و الأول أصح "
. قلت : و عليه فالإسناد جيد لأن راشد بن سعد ثقة اتفاقا , و من دونه من رجال
" الصحيح " , و في عبد الله بن صالح كلام لا يضر هنا إن شاء الله تعالى .
و للحديث شاهد يرويه جعفر بن لاهز بن قريط بن معدي بن رفاعة - و معدي هو أبو
زمعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : سمعت أبي لاهز بن قريط بن معدي
ابن رفاعة عن أبيه عن أبي رمثة مرفوعا به . أخرجه ابن عساكر ( 18 / 6 / 2 ) .
و هذا إسناد مظلم لم أجد لهم ترجمة , سوى أبي رمثة .