1661 " إن الله عز وجل يخرج قوما من النار بعدما لا يبقى منهم فيها إلا الوجوه ,
فيدخلهم الله الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 221 :

أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 100 / 1 ) من طريق عطية عن # أبي
سعيد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عطية و هو العوفي ضعيف مدلس . لكن الحديث في " صحيح
البخاري " ( 4 / 463 - 464 ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعا , فذكر حديث
الشفاعة بطوله , و فيه : " فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال
دينار من إيمان فأخرجوه , و يحرم الله صورهم على النار ... " . و الصور هنا
الوجوه , فهو شاهد قوي للحديث و لذلك أوردته هنا في " الصحيحة " .
1662 " إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه , و وسعت عليه في المعيشة , تمضي عليه
خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 22 :

ورد من حديث # أبي سعيد و أبي هريرة # .
1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه العلاء بن المسيب عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه
أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 289 - 290 ) و ابن حبان ( 960 ) و أبو بكر
الأنباري في " الأمالي " ( 10 / 2 ) و ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه
" ( 2 / 85 / 2 ) و القاضي الشريف أبو الحسين في " المشيخة " ( 1 / 178 / 1 )
و البيهقي في " السنن " ( 5 / 262 ) و الخطيب في " التاريخ : ( 8 / 318 ) كلهم
من طريق خلف بن خليفة عن العلاء به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن خلفا هذا كان اختلط , لكنه قد
توبع . فقال الخطيب عقبه : " رواه سفيان الثوري عن العلاء مثل رواية خلف بن
خليفة " .
قلت : وصله عبد الرزاق عن سفيان به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 110 /
1 ) و كذا الدبري في " حديثه " عن عبد الرزاق ( 173 / 2 - 174 / 1 ) إلا أنه
قال : " عن أبيه أو عن رجل عن أبي سعيد " . و قال الطبراني : " لم يرفعه عن
سفيان إلا عبد الرزاق " .
قلت : و هو ثقة حجة ما لم يخالف . و خالفهما محمد بن فضيل فقال : عن العلاء بن
المسيب عن يونس بن خباب عن أبي سعيد به . أخرجه أبو بكر الأنباري و الخطيب
البغدادي و علقه البيهقي .
قلت : و محمد بن فضيل بن غزوان ثقة محتج به في " الصحيحين " , فروايته أصح من
رواية خلف بن خليفة , لكن متابعة الثوري لخلف مما يقوي روايته و يرجحها على
رواية ابن فضيل , و بذلك يصير الإسناد صحيحا , لكن لعل الأولى أن يقال بصحة
الروايتين , و أن للعلاء فيه إسنادين عن أبي سعيد , فكان تارة يرويه عن أبيه
عنه , و تارة عن يونس بن خباب عنه . فروى عنه كل من خلف و الثوري و ابن فضيل ما
سمع . و الله أعلم .
2 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان :
الأولى : عن صدقة بن يزيد الخراساني قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عنه مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 188 ) و ابن عدي ( 201 / 2 )
و البيهقي أيضا و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 125 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 142
/ 2 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا صدقة بن يزيد به . و قال العقيلي : " و فيه
رواية عن أبي سعيد الخدري , فيها لين أيضا " . و قال ابن عدي : " و هذا عن
العلاء منكر كما قاله البخاري , و لا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة , و إنما
يروي هذا خلف بن خليفة - و هو مشهور به و روى عن الثوري أيضا - عن العلاء بن
المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلعل صدقة
هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ,
و كان هذا الطريق أسهل عليه و إنما هو العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد "
. قلت : و صدقة هذا ضعفه جمع , فهو بمثل هذا النقد حري , لكن لعل الطريق الآتية
تقويه . و الله أعلم .
الأخرى : عن قيس بن الربيع عن عباد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 152 ) .
قلت : و عباد اسمه عبد الله بن أبي صالح لين الحديث كما في " التقريب " و مثله
قيس بن الربيع , و ضعفهما من قبل حفظهما , فمثلهما يستشهد بحديثه .
و جملة القول : إن الحديث صحيح قطعا بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم .
( فائدة ) قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 134 ) : " رواه ابن حبان في
" صحيحه " و البيهقي و قال : قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال : كان
حسن بن حي يعجبه هذا الحديث , و به يأخذ , و يحب للرجل الموسر الصحيح أن لا
يترك الحج خمس سنين " .
1663 " إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 224 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8115 بترقيمي ) و من طريقه أبو نعيم في
" الحلية " ( 9 / 306 ) عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :
" دخلنا على يزيد بن الأسود فدخل عليه # واثلة # , فلما نظر إليه مد يده , فأخذ
بيده فمسح بها وجهه و صدره لأنه بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال
له : يا يزيد كيف ظنك بربك ? قال : حسن , قال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن يونس إلا عمرو
" .
قلت : و هو متروك كما في " التقريب " . لكن قد جاء من طريق أخرى قوية , أخرجه
الطبراني أيضا رقم ( 396 ) و ابن حبان ( 716 ) من طريق محمد بن المهاجر عن يزيد
ابن عبيدة عن حيان أبي النضر قال : " خرجت عائدا ليزيد بن الأسود , فلقيت واثلة
ابن الأسقع و هو يريد عيادته , فدخلنا عليه ... " فذكره بلفظ : " إن ظن بي خيرا
فله , و إن ظن شرا فله " . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب
" غير حيان أبي النضر و قد وثقه ابن معين , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 245 )
عن أبيه : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 48 ) . و محمد بن
المهاجر هو الأنصاري الشامي الثقة و ليس محمد بن مهاجر القرشي الكوفي الضعيف .
و الحديث أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 909 ) و عنه الدارمي ( 2 / 305 )
و أحمد ( 3 / 491 و 4 / 106 ) و ابن حبان أيضا ( 717 - 718 و 2393 و 2468 )
و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 137 - 138 ) و الحاكم ( 4 / 240 ) من طريق هشام
ابن الغاز عن حيان أبي النضر به إلا أنه قال : " فليظن بي ما شاء " . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي في " تلخيصه " , لكن وقع فيه
" صحيح ( م ) " , و هو خطأ من الناسخ أو الطابع . و للحديث شاهد من حديث أبي
هريرة مرفوعا به مثل لفظ ابن المهاجر . أخرجه أحمد ( 2 / 391 ) و ابن حبان (
2394 ) , و سنده صحيح .