السلبية
عادةً يكون التحدي لأمر يصعب إنجازه، ويصعب على كثير من الناس التصدي له
أو لطريق يخشون سلوكه، أو لشخص يخافون مُنازلته.

ما التحدي؟
هو الاستعداد لإنجاز ذلك الأمر الذي يصعُب على الآخرين القيام به، أو إنجازه، وغلبة الظن والثقة بإنجازه، والنجاح فيه.

وما السلبية؟
هي عكس الإيجابية، فهي التراجع والخوف والانكماش، والانزواء والكسل والجمود، والبطء، والغفلة والانحدار، وغيرها من المرادفات التي تجمعها كلمة أو مصطلح (السلبية)، ولا شك أن هذه الصفات المندرجة تحت اسم (السلبية) قيود تمنع الإنسان من الانطلاق إلى عالم القوة، وبالتالي ليس لنا خيار- إذا قررنا الدخول إلى عالم القوة- إلا أن نأخذ على أنفسنا عهدًا بإكمال وسائل الاستعداد كلها لتحطيم هذه القيود، مع الاعتقاد الجازم والثقة بالله ثم بالنفس والقدرات التي منحنا الله بالانتصار عليها والتخلص منها.


تحدي النبي- صلى الله عليه وسلم- للسلبيات
نُقل عن النبي- صلى الله عليه وسلم- عددٌ كبير من الأحاديث التي كان يستعيذ فيها من كل أنواع السلبية، ومن أشمل هذه الأحاديث ما رواه الحاكم في مستدركه عن أنس- رضي الله عنه- قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم والقسوة، والغفلة والعيلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق، والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والجذام، والبرص، وسيئ الأسقام" (رواه الحاكم في المستدرك)، فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلب من الله العون، ويلجأ إليه أن يقيه شرور أعظم السلبيات التي تقيد الإنسان عن الانطلاق إلى عالم القوة،

وهي كما يقول الإمام المناوي:
1- العجز: وهو سلب القوة وتخلف التوفيق.
2- الكسل: وهو التثاقل والتراخي مما ينبغي مع القدرة.
3- الجبن: الخور عن تعاطي الحرب؛ خوفًا على المهجة والضن بالنفس عن إتيان واجب الحق.

4- البخل: منع السائل المحتاج عما يفضل عن الحاجة.
5- الهرم: كبر السن المؤدي إلى تساقط القوى.
6- القسوة: غلظ القلب وصلابته.

7- الغفلة: غيبة الشيء عن البال وعدم تذكره.
8- العيلة والذلة: الهوان على الناس ونظرهم إليه باحتقار واستخفاف.
9- المسكنة: قلة المال وسوء الحال.

10- الفقر: فقر النفس وليس فقر الحاجة الضرورية.
11- الكفر: عنادًا أو جحدًا أو نفاقًا أو ردةً.
12- الفسوق: الخروج عن الاستقامة.

13- الشقاق: مخالفة الحق.
14- النفاق: الحقيقي والمجازي.
15- السمعة: التنويه بالعمل ليسمعه الناس.

16- الرياء: إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوه، فالسمعة أن يعمل لله خفيةً ثم يتحدث بها تنويهًا، والرياء أن يعمل لغير الله.
17- الصمم: بطلان السمع.
18- البكم: الخرس.

19- الجذام: تفتت اللحم.
20- البرص: بياض الجلد.
21- سيئ الأسقام: الأمراض الفاحشة (فيض القدير- بتصرف 2/122 ط. دار المعرفة).كيف نتحدى؟!

هناك نوعان من القيود يحتاجان إلى تحدٍّ:
1- العيوب والسلبيات الذاتية.
2- المشكلات والعوائق الخارجية.
وحتى تستطيع تحدي عيوبنا وسلبياتنا الذاتية لا بد من اتباع الخطوات الآتية:

أولاً- تحديد السلبيات والعيوب:
لا بد من المصارحة الذاتية والجرأة في تحديد وجرد جميع العيوب والسلبيات التي تمنعنا من الانطلاق في عالم القوة والنجاح، ومن غير هذه المصارحة والجرأة فإننا لن نتمكن من تفكيك القيود، وسنظل نرزح بقيودنا، والتحديد يقتضي ترتيب هذه العيوب في قائمة وجدولتها زمنيًّا، مع وضع الوسائل المناسبة للتخلُّص منها، فعلى سبيل المثال (عيب الغضب لغير الله)، أضع له وسائل يمكن قياسها، مثل:

1- قراءة الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الغضب.
2- عمل بحث عن الغضب.
3- قراءة عشرة كتب عن الغضب.
4- الاشتراك بدورة للسيطرة على الغضب.
5- الابتعاد عن الأماكن والأشخاص الذين يسببون الغضب.
ثم ابدأ بالعيب الثاني وهكذا.

بقلم الشيخ / عبد الحميد البلالي -


;dt jjugl hgjp]d