إذا كانت الهداية خير و أفضل و هي كذلك بالتأكيد ! فلماذا لا يريدها الله لكل الناس و يرحمهم من عذاب النار و هوله !

الله عز وجل خلق الإنسان وخيره بين الهدى والضلال ... فمن الناس من إختار الهدى فعلم الله ذلك منه فهداه ... ومنهم من إختار الضلالة فعلم الله ذلك منه فأضله
وأما عن عذاب النار ... فالله عز وجل لم يترك الناس هملاً ... بل أرسل إليهم الرسل بالآيات البينات والمعجزات النيّرات والدلائل الباهرات ... ففريق من الناس آمن بالرسل فكتبت له النجاة ... ومنهم من تيقن بصدقهم لكنه جحد وكفر فحقت عليه كلمة العذاب ... ولعل الآية التي ذكرتها حضرتك سابقا في هذا الحوار الشيق هي أبلغ ما يمكن أن يقال في هذا الصدد ... ذلك قول الله عز وجل حكاية على لسان ملأ فرعون (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)

و لماذا وضعهم في تحد و صراع مع عدو خفي متفوق عليهم آلاف المرات يوسوس لهم و لا يعرفون أنه يفعل !


ومن قال أنه كذلك؟؟؟

يقول الله عز وجل (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)

كما أن الله عز وجل حذرنا من الشيطان ... فليس الشيطان عدوا مجهولا ... (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)

و (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)

وقال أيضا (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)

ليس ذلك فحسب ... بل ومنحنا الله عز وجل سلاحا نواجه به الشيطان ... وهو التحصن بالله والإستعاذة به
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)


فكيد الشيطان المخلوق الضعيف لا يقارن بقوة الله عز وجل وقدرته ... فإن المرء إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم فالله - بلا شك - كافيه إياه

ومن هذه النقطة ندخل إلى السؤال الثالث فيتبع إن شاء الله تعالى