بسم الله الرحمن الرحيم




عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما :
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه النبي صلى الله عليه و سلم فغضب فقال :
" أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب ؟! و الذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، و الذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه و سلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني "
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (3/ 387)، و هو حديث صحيح لشواهده. انظر " الإرواء " (6/ 34)




فيه : الحذر من النظر في كتب الضلال و الكتب التي فيها ضلال
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " قال المروذي : قلت لأحمد : استعرت كتابا فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه ؟ قال : نعم، و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلم بيد عمر كتابا اكتببه من التوراة و أعجبه موافقته للقرآن، فتمعَّر وجه النبي صلى الله عليه و سلم حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه
فكيف لو رأى النبي صلى الله عليه و سلم ما صُنِّف بعده من الكتب التي يُعارض بها ما في القرآن و السنة ؟! و الله المستعان " (1)


ثم قال ابن القيم بعد أن ساق نقولا عن ذم كتب الضلال : " و المقصود : أن هذه الكتب المشتملة على الكذب و البدعة يجب إتلافها و إعدامها، و هي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو و المعازف و إتلاف آنية الخمر، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه " (2)

قلت : و قد سألت الإمام ابن باز رحمه الله تعالى " عمن وجد كتبا بدعية و شركية و يعرف أنها مملوكة، فهل له أن يحرقها ؟
فأجاب - أثابه الله تعالى - إذا كان له سلطة فله ذلك، و إن لم يكن له سلطة فليرفع بها إلى من له سلطة " (3)

و مما يدخل في الحذر في كتب الضلال : الحذر من النظر في القنوات التي تورد الشبهات بخاصة و كذا الشهوات و المبادرة إلى التخلص منها، و كذا ترك الإستماع إلى الإذاعات المشبوهة، فأثر تلك القنوات و الإذاعات كالكتب إن لم يكن أشد، بل هي أشد " و ليس الخبر كالمعاينة "
و بكل حال، فتلك الثلاثة - الكتب، القنوات، الإذاعات المشبوهة - من أعظم أبواب الشر، تشكك في العقيدة، و تهدم الفضيلة ، و تبني الرذيلة، توالي الخنا و ماجن الغناء، و تعادي الحشمة و الحياء، فكم أوقعت في شراكها من الصيد، و كم بقي صيدها رهين الحبس و القيد ؟!
فعلى من بلي بها أني يسارع إلى الإقلاع عنها، و الله تعالى لطيف بعباده كما قال " و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى "


و فيه : الاستغناء بالقرآن و السنة عن الكتب السابقة

و فيه : عظيم فتنة الشبهات

و فيه : كمال الشريعة و تمامها

و فيه : موافقة السنة للقرآن في مسألة تفاضل الأنبياء عليهم السلام، كما في قوله تعالى : " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض "

و فيه : فضل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم

و فيه : فضل موسى صلى الله عليه و سلم

و فيه : عموم رسالة نبينا صلى الله عليه و سلم و أن شريعته ناسخة لما قبلها .



عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان


---------------------------------------





(1) " الطرق الحكمية " ( ص 275)


(2) " الطرق الحمية " (ص 277)


(3) " مسائل أبي عمر للإمام ابن باز " ( ص 41)




Hlji,;,k tdih dh hfk hgo'hf ?!