واشوقاه رسول الله

وثيقة حبه.. وقعها بالدم


ففي الطائف: وقف المشركون له صفين على طريقه, فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى ادموا رجليه.

ومع بني عامر بن صعصعة: يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الاسلام ويطلب النصرة, فيجيبونه الى طلبه, وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري, فإثناهم عن إجابتهم له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك, فوالله لولا أنك عند قوم لضربت عنقك, فقام النبي صلى الله عليه وسلم الى ناقة فركبها, فغمزها بيحرة فألقت النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهرها.

تصور حالته صلى الله عليه وسلم وقد قرب على الخمسين من عمره, ويقع من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الارض, والارتفاع ليس بسيطا, إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.

بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه, فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: {اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله} (غافر: 28).
وغير ذلك: يوضع سلا الجزور على كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد, وينثر سفيه من سفهاء قريش على رأسه التراب, ويتفل شقي من الاشقياء في وجهه صلى الله عليه وسلم...

صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لانه يحبنا.. أوذي وضرب وعذب.. اتهم بالسحر والكهانة والجنون.. قتلوا أصحابه.. بل وحاولوا قتله.. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار...

وبعد كل هذا البذل والتعب؟! نهجر سنته, ونقتدي بغيره, ونستبدل هدي غيره بهديه!!.


يا ويحنا.. وقد احبنا وضحى من اجلنا لينقذنا, ودعانا الى حبه, لا لننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته؟! بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.


انصر نبيك محمد يا مسلم
الحركة الأسلامية

,edrm pfi>> ,ruih fhg]l