أقصد بالهدوء اخوتي أي أن نفكر بحكمة و نسحب كل خطواتنا القادمة، لست متأكدة تماماً و لكن انا اعتقد ان معظم الأعضاء هنا من السلفيين و أنا معكم، و هناك حملة إعلامية سواء علمانية أو مسيحية ضد السلفية بهدف التضييق عليها و مطاردتها كما دأب النظام الساقط أن يفعل، و لو حدث فعلاً فهذه انتكاسة كبيرة للثورة، فالانفعال و التصرف السريع الغير محسوب يضر و لا يفيد مثل التظاهر عند الكاتدرائية مثلاً و أنا لا اتحدث عما مضى فقد مضى و فات و لكن علينا أن نتعلم منه

- أولاً لا ترد الإساءة بالإساءة، يكفيك كلمة بسيطة "سلاماً"، قلها في كل وقت و حين و انا ازعم انها سوف تكون الحجة التي يضحد الله بها هذه الفتنة و هذه الحملة المسعورة الشرسة
- ثانياً لا تنشر شائعة مهما كانت قوتها أو وخطورتها، فلنتبين أولاً حتى نتأكد بشكل قاطع أنها صحيحة لأنك مسئول عن كل ما تقول و ما تنقل "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" فقد تقول كلمة أو تنقل خبراً ملفق تُزهق بيه روح
- ثالثاً فلنعمل على تأكيد سيادة القانون و لنُشعر أولي أمرنا أننا نثق بهم و لو بشكل مؤقت حتى يكون هذا دافع لهم للإحسان إلينا و حتى لا نحملهم فوق طاقتهم من انفلات أمني و فوضى، لا أقول أننا من تسبب فيها و لكن دماء أخواننا تسيل فيها و منهجنا القويم يُخاض فيه، فلنهدأ قليلاً شهراً أو يزيد و نعطي الحكومة الفرصة لإعادة الإنضباط، و لا تنسوا أن أمامنا هدف أكبر و هو نصرة الإسلام في فلسطين و في كل مكان مُضطهد فيه و هذا لن يأتي إلا بالبناء و الصبر، أما الصدام مع الآخرين فسوف يُلهينا عن رسالتنا و هدفنا و يهدم و يُعطي الذريعة لغزو نحن لسنا في استعداد له بعد، فلنفوت الفرصة على من أراد أن ينال منا و من منهجنا و لنتركهم يعْوون في وسائل الإعلام كما شائوا فلا نرد إلا بالحسنى
- رابعاً فلنجعل القانون سلاحنا، فلو أعدنا له السيادة فسوف تخضع له الكنيسة و هذا ما نريد، أما هي فتدفعنا للصدام سواء باستفزازنا أو بالإشاعات، و الصدام لا يثمر إلا زيادة نباح أعداء المنهج القويم و زيادة الأخوة غيرة على دين الله ما يدفعهم للقيام بتصرف غير صحيح يهدم ما نبنيه
- خامساً نرجو الرفق بأخوانكم المسيحيين، فقد يكون في قلب أحدهم بعض من الإيمان و لكن الصدام و تبادل السباب قد يرد أحدهم إلى الطاغوت بعد أن يكون قد اقترب من الإيمان، و لا تسنوا قول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً" عندما قال له جبريل عليه السلام "إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - جبلان بمكة - " في رحلته للطائف، فلنرفق بهم و لتكن غلظتنا و قوتنا في إرساء مبادئ الدولة و إعلاء قوة القانون.