شبهات مُغرضة حول القرآن:
الشبهة الرابعة و الأربعون (44):
- كثيراً ما يذكر القرآن أن الله {يُحْيِـي وَيُمِيتُ} مع أن الإماتة سهلة, فلِمَ لم يكتفِ بقول: {يُحْيِـي} فقط؟

الرد:
- يظن السائل أن الموت سهل, وأنه بمقدور الإنسان, فيظن أن إطلاق الرصاص, أو السكِّين, أو السُّم, أو غير ذلك يميت الإنسان, كلا- إن هذا ليس إماتة, ولكنه قتل, ومعناه هدم للبِنية بمؤثر خارج عنها, كما فعل النمرود بن كنعان عندما حاور سيدنا إبراهيم, على نبينا وعليه الصلاة والسلام {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ} [البقرة:258] فماذا فعل النمرود؟ أتى برجل برىء فقتله, وأتى بآخر محكوم عليه بالإعدام فعفا عنه, فهل هذه إماتة؟ إنه قتل, أما الإماتة فهى خروج الروح بدون مؤثر خارج عن الجسد. ونحن نتحدى العالم أجمع أن يأتينا بأكبر عالم متخصص يستطيع أن يميت إنساناً بدون تسليط أى شىء عليه - كالإشعاع مثلاً - ولكن يأمره أن يموت فيموت, أو يوجِّه إرادته له بالموت, أما الله سبحانه وتعالى فيميت بسبب وبغير سبب, فمثلاً: تجد مصاباً بمرض عُضال, يقف الطب أمامه عاجزاً, ويُحكَم عليه بأنه سيموت حتماً, ثم تجده يعيش لسنوات عديدة, ليس به إلا التنفس, والأكل المطحون يعطى له بخرطوم عن طريق الأنف (الرايل) ويصاب بقرح الفراش, حتى يتمنى الناس له الموت, لدرجة أنهم أحدثوا لهذه الظاهرة اسماً, وهو (الموت الإكلي###ى) أو (السكتة الدماغية) كما حدث لشارون هذه الأيام, وتجد آخر يتمتع بصحة وافرة, وشباب وحيوية, ثم يموت فجأة, لا لسبب إلا لأن الله هو الذى {يُحْيِـي وَيُمِيتُ}, والله أعلم.



الشبهة الخامسة و الأربعون (45):
- لماذا تخص الآيات التى تتكلم عن بر الوالدين الأم بالذكر دون الأب؟

الرد:
- إن معظم الآيات التى أمرت ببر الوالدين ذكرتهما معاً, مثل قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا} [الإسراء:23] وقوله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت:8] وقوله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانا} [الأحقاف:15] ثم إن دور الأم فى حياة الإنسان أعظم بكثير من دور الأب, فهى التى تتحمل متاعب الحمل والولادة والرضاعة, كما قال الله عز وجل: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن} [لقمان:14] وقال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} [الأحقاف:15] أما الرجل فحمله خِفّاً (السائل المنوى) ووضعه شهوة. ومعلوم أن أضعف فترة فى حياة الإنسان, والتى يحتاج فيها إلى رعاية ليل نهار, هى السنوات الأولى من عمره, وهذه الفترة لا يتذكرها أحد, فهل أحد منا يتذكر حين كان فى بطن أمه أو حين كانت ترضعه وتسهر على خدمته؟ أما الأب فرعايته لولده - عادة - تكون بعد ثلاث سنوات أو أربع, فالطفل يجد أباه هو الذى يشترى له طعامه وشرابه وملابسه, وهو الذى يأتيه باللعب والحلوى وكل شىء, وهذه الفترة يتذكرها الإنسان جيداً, وينسى دور أمه, وما لاقته من متاعب, فالله عز وجل يذكرنا بدور أمهاتنا, كى نبرّهنَّ, ولا ننسى فضلهنَّ, كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حينما سُئِلَ عن أوْلى الناس بحسن الصُّحبة: ((أمُّكَ ثم أمُّكَ ثم أمُّكَ ثم أبوكَ ثم أدناكَ أدناكَ)) [صحيح مسلم], والله أعلم.


شبهات مُغرضة حول القرآن:
الشبهة السادسة و الأربعون (46):
- كيف تقولون إن القرآن لكل العالم, وهو يقول: {َلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأنعام:92] و{أُمَّ الْقُرَى} عندكم هى مكة, فيكون ما حولها بضع قرى وليس كل العالم؟

الرد:
- لقد ثبت علمياً أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة زماناً ومكاناً (وليس الكرة الأرضية كلها, لأن خمس الأرض يابس والباقى ماء) قال الأستاذ الدكتور زغلول النجار عن صديقه الدكتور حسين كمال الدين - رحمه الله - الذى كان أستاذاً فى هندسة القاهرة, ومن أعظم علماء المساحة: إنه كان يجرى دراسة بواسطة الحاسب الآلى لتحديد اتجاه القِبْلة فى مختلف بقاع الأرض, فأثبت أن مكة المكرمة هى وسط اليابسة, بمعنى أننا لو رسمنا دائرة مركزها مكة المكرمة, فهذه الدائرة تحيط باليابسة كافة, فاقترح أن يعيد إسقاط الخرائط الجغرافية والجيولوجية وغيرها باعتبار أن خط طول مكة هو خط طول الأساس, لماذا؟ لأن خط طول جرينتش الذى فرضه الإنجليز على العالم بحد السيف, بحكم أنهم كانوا القوَّة العُظمى, واعتبروه خط طول الأساس (خط الصفر) فيه انحراف مغناطيسى, فإن كل موقع له شمال حقيقى وشمال مغناطيسى, الشمال الحقيقى هو الاتجاه العمودى على اتجاه شروق الشمس, والشمال المغناطيسى هو الذى تحدده الإبرة الممغنطة, سواء بواسطة بوصلة أو غيرها, ولذلك يضعون على كل خارطة شمالاً حقيقياً وشمالاً مغناطيسياً, والزاوية بينهما تسمى زاوية الانحراف المغناطيسى, وهى عند خط طول جرينتش تزيد على ثلاث وعشرين درجة, وعند خط طول مكة تساوى صفراً, فلو وُضِعَ خط مكة خط طول الأساس ينتظم شكل العالم وينتظم شكل الخرائط. وأضاف الدكتور زغلول النجار أن مكة تتوسط اليابسة زماناً أيضاً, لأن العلماء يتكلمون عن خط طول الصفر الزمنى, فوجدوا أحد عشر خطاً عن يمينها وأحد عشر عن يسارها, والله أعلم.


يتبع