 |
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 14
الشبهة المائتان أربعة و أربعون (244):
- يقول القرآن: {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ} [الأعراف:127] إن هذا معناه أن التذبيح كان بعد مجىء موسى بالرسالة, ثم يقول: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ} [القصص:4] أى أن التذبيح كان قبل رسالة موسى, فما هذا التخبط؟
الرد:
- إن التذبيح كان قبل رسالة سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - وبعدها, بدليل قول الله تعالى: {قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف:129] وقد كان التذبيح قبل رسالته - كما نعلم - لخوف فرعون من الرؤيا التى رآها, والتى أوَّلَها له جلساؤه بأن زوال مُلْكه سيكون على يد أحد أبناء بنى إسرائيل. أمّا التذبيح الثانى فكان استمراراً للأول, بل كان أشد منه, كمن يُحكَم عليه بقضاء عدة سنوات فى السجن, ثم حين يُعرَض على القاضى مرة أخرى عند نهاية المدة التى قضاها فى السجن, يأمر بتمديد حبسه لمدة أطول من الأولى. فالتذبيح الأول كان فرعون يأمر به عاماً ويترك عاماً, أمّا بعد رسالة سيدنا موسى, فقد تكبر فرعون وطغى وتجبر, وأمر جنوده بتذبيح أبنائهم كل عام.
وبمناسبة التذبيح (مع الفارق) فقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض بين أمر الرب بعمل مُحْرَقات وذبائح خَطِيَّة, وعدم الأمر بها, ونحن لا نستطيع ذكر جميع النصوص التى وردت بها المحرقات وذبائح الخطية لكثرتها (وخصوصاً فى سفر اللاويين) ونكتفى بذكر واحد منها, ثم نتبعه بنقيضه:
وفى اليوم الثامن دعا موسى هَرُون وبنيه وشيوخ إسرائيل وقال لِهَرُون خُذ لك عِجْلاً ابن بقر لذبيحة خَطِيَّة وكبشاً لمحرقة صحيحين وقدمهما أمام الرب... وتقدِمَة ملتوتة بزيت. لأن الرب اليوم يتراءى لكم... ثم قال موسى لِهَرُون تقدم إلى المذبح واعمل ذبيحة خطيَّتك ومُحْرَقتك وكفَّر عن نفسك وعن الشعب واعمل قربان الشعب وكفَّر عنهم كما أمر الرب... وغسِّل الأحشاء والأكارع وأوقدها فوق المحرقة على المذبح... وأما الصدران والساق اليمنى فرددها هَرون ترديداً أمام الرب كما أمر موسى... فتراءى مجد الرب لكل الشعب وخرجت نار من عند الرب وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم. فرأى جميع الشعب وهتفوا وسقطوا على وجوههم (لاويين: الإصحاح9)
هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل. ضُمُّوا مُحْرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً. لأنى لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة مُحْرقة وذبيحة. بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً اسمعوا صوتى فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لى شعباً (إرميا7: 21-23), والله أعلم.
الشبهة المائتان خمسة و أربعون (245):
- إن القرآن يعطى معلومات مختلفة عن خلق الإنسان, فمرة يقول إنه خلق من {تُرَابٍ} [الحج:5] ومرة من {حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر:28] ومرة من {طِينٍ لَّازِبٍ} [الصافات:11] ومرة {مِن نُّطْفَةٍ} [يس:77] ومرة {مِّن مَّاء مَّهِينٍ} [المرسلات:20] فما كل هذا التخبط؟
الرد:
- إن هذا ليس من التخبط فى شىء, ولكنه عرض لصور مختلفة من أطوار خلق الإنسان, كما قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [نوح:14] فقد كانت بداية خلق الإنسان من التراب الذى مُزجَ بالماء فصار طيناً {طِينٍ لَّازِبٍ} ثم تجمد هذا الطين, وجُعِلَ فيه تجويف من الداخل, فأصبح كالفخار {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن:14] وكان هذا الفخار متغير الرائحة {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر:26] ثم نفخ الله فيه من روحه فأصبح إنساناً سوياً, وهو سيدنا آدم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) ثم جاء نسله بعد ذلك من {مَّاء مَّهِينٍ} وقد اكتشف العلماء أن عناصر التربة نفسها موجودة فى الإنسان, وهى الحديد, والماغنسيوم, والبوتاسيوم, والصوديوم, والكالسيوم... إلخ, مما يؤيد خلقه منها, حتى إنهم اكتشفوا أن نسبة المواد الصلبة فى الإنسان إلى الماء كنسبة اليابسة إلى الماء على وجه الكرة الأرضية. أما مراحل تكوين خلق الإنسان فى بطن أمه, فقد ذكرت فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:12-14] (وقد تكلمنا عن هذه الآية ومطابقتها للعلم فى الرد على الشبهة رقم (28) وبالله التوفيق) وبعد موت الإنسان يرجع إلى أصل تكوينه, لأن أى بناء يُبنَى من أسفله إلى أعلاه, ولكن عند هدمه يُهدم من أعلاه إلى أسفله, وهذا ما يحدث فى الإنسان, فإن بداية خلقه كانت من التراب, وآخر شىء كان نَفْخ الروح فيه, فعند موته تخرج روحه أولاً, ثم ينتفخ وتتصلب أعضاؤه كالفخار, وتتغير رائحته كالحمأ المسنون, ثم تتفتت أنسجته ويتميَّع كالطين, ثم يصير تراباً, والله أعلم.
الشبهة المائتان ستة و أربعون (246):
- إن القرآن يقر بأن إبراهيم كان مشركاً, فقد ذكر قوله: {هَـذَا رَبِّي} على الكوكب والقمر والشمس, فى الآيات (76-78) من سورة (الأنعام) فى حين أنه يمدحه فى آيات كثيرة, فكيف يثنى عليه والشرك عندكم أعظم الذنوب بنص القرآن؟
الرد:
- كيف نرد على من اتهم سيدنا إبراهيم بالشرك, وهو أبو الأنبياء, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ وهل يُعقل أن يصفه القرآن بالشرك, بعد أن وصفه بقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120]؟ إن ما جاء فى الآيات الكريمات من سورة (الأنعام) هو من باب مجاراة الخصم فى الحجة, فهو يستدرج قومه ليؤمنوا بالله سبحانه وتعالى, ولكن بأسلوب مُشوِّق, يأخذ بأيديهم خطوة خطوة, ليصل بهم إلى التوحيد, بدليل قول الله تعالى بعد سرد قصة محاورته مع قومه: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:83] فهى حجة آتاها الله سيدنا إبراهيم على قومه, فكيف يؤتيه إياها, ثم يصفه بالشرك من أجلها؟ إن هذا الأسلوب الذى أُوتِيَه سيدنا إبراهيم فى الإقناع, لم يأتِ فى هذه الآيات وحدها, بل جاء ما هو مشابه له فى آيات أخرى, كما حدث عندما كسر أصنامهم, وقالوا له: {أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء:62] فأشار بإبهامه إلى أكبر أصنامهم, وقال لهم: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} ليثوبوا إلى رشدهم, وليعلموا أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر, وقد أقنعهم بذلك فعلاً, بدليل قول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} ولكن بعد اقتناعهم, أصروا على كفرهم {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ} وأمروا بحرقه {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} فأنجاه الله سبحانه وتعالى من النار {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}
وجدير بالذكر هاهنا أن نذكر تناقضاً ورد فى الكتاب المقدس بشأن سيدنا إبراهيم, على نبينا وعليه الصلاة والسلام: فدعا إبراهيم ذلك الموضع يهوه يَرأَه. حتى إنه يُقال اليوم فى جبل الرب يُرى (تكوين22: 14) ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحَق ويعقوب بأنى الإله القادر على كل شىء. وأما باسمى يهوه فلم أُعرَف عندهم. (خروج6: 2-3) إن النَّص الأول يثبت لسيدنا إبراهيم أنه عرف ربه باسم (يهوه) وأنه سمى المكان الذى أُمِرَ فيه بذبح ابنه (يهوه يَرأه) أمّا النَّص الثانى فقد نفى عنه معرفة ربه بهذا الاسم, والله أعلم.

|
 |
المفضلات