لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع

في إحدى الأساطير القديمة
يروى أنه كان هناك بيت صغير في القرية تعيش فيه أسره صغيرة سعيدة
مكونه من زوج وزوجة وطفل عمره عشر سنوات
وفى ذات يوم والأب في الحقل يزرع أرضه اصطدم الفأس بشيء صلب
فأخرجه الزوج فوجده المصباح السحري فأخذ ينظف في المصباح
فخرج منه عفريت المصباح وقال له تمنى ثلاث أمنيات

فقال له الرجل الطلب الأول أريدك أن تجعل زوجتي أجمل امرأة في قريتي
فقال له العفريت لك ذلك, زوجتك أصبحت أجمل امرأة في القرية
فدخلت عليه الغرفة زوجته وقد تحولت إلى ملكة جمال ففرح كثيرا
ومع مرور الأيام أصابها الغرور الشديد
وتكبرت عليه وتعالت على رعايته هو وولدها

فأشتد غضب الزوج وأراد أن يلقنها درسا لن تنساه
ودعك المصباح وقال له أريد أن اطلب الطلب الثاني
فقال له العفريت ما هو
قال أريدك أن تجعل زوجتي أقبح امرأة في القرية
فقال له لك ذلك
فأصبحت زوجته امرأة قبيحة دميمة لا تستطيع النظر إليها

وجاء ابنه يبكي بكائا شديدا فقال له والده ماذا بك
فقال له إن كل أصحابي يعايرونني بقبح أمي
أبي إني لا استطيع النظر إلى وجهها واخذ يبكي ودموعه تنهمر

فرق وحن قلب الأب واخذ المصباح ودعكه وقال له
أريد أن اطلب طلبا
فقال له العفريت هذا هو الطلب الأخير
فقال له الطلب الثالث هو أن تعيد زوجتي إلى شكلها القديم
كما كان قبل أن اطلب منك أول طلب
شكلها الذي عرفته طوال عمري أريد شكل زوجتي القديم
فقال له لك ذلك
فجاءته زوجته وأصبحت كما كانت طوال عمرها

"الدرس المستفاد"

على كل إنسان أن يرضى بشكله لأن الله يخلق الإنسان في أحسن تقويم
وأفضل شكل هو الشكل الذي خلقك الله عليه
وعمليات التجميل ما هي إلا عمليات تزييف في الواقع


فجمال الروح هو أساس الجمال
وجمال الدين والأخلاق


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا ..."

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)( سورة البقرة:216)


منقول