، ولكن عنــدما يصــار إلى تركيب عــدة كلمــات ( أي تكــوين جمــلة ) يجب شــغل ذلك المحــل بحــركة وهي حـركة الإعــراب ، لــذا صــار محــل الإعــراب آخــر الكلمــة ،
لا يلزم تحريك الآخر أخي , والدليل على ذلك أنه في بعض الحالات يكون السكون إعرابا وهذا دليل على ما ذكرته من أن الإعراب للفصل بين المعاني .

يقول أبو البقاء محب الدين عبدالله بن الحسين بن عبدالله في كتابه النافع "اللباب في علل البناء والإعراب " :

فصل
وإنَّما كان موضع حركة الإعراب آخر الكلمة لثلاثة أوجه أحدها أنَّ الإعراب جيء به لمعنى طارئ على الكلمة بعد تمام معناها وهو الفاعلية والمفعوليَّة فكان موضع الدالّ عليه بعد استيفاء الصيغة الداَّلة على المعنى اللازم لها وليس كذلك لام التعريف وألف التكسير وياء التصغير لأنَّ التعريف والتكسير والتصغير كالأوصاف اللازمة للكلمة بخلاف مدلول الإعراب .
والثانى أنَّ حركة الإعراب تثبت وصلا وتحذف وقفاً وإنَّما يمكن هذا في آخر الكلمة إذ هو الموقوف عليه والثالث أنَّ أوَّل الكلمة لا يمكن إعرابُه لثلاثة أوجه أحدها أن َّمن الإعراب السكون والابتداُء بالساكن ممتنع والثانى أنَّ أوَّل الكلمة متحرَّك ضرورة وحركة الإعراب تحدث بعامل والحرف الواحد لا يحتمل حركتين والثالث أنَّ تحرُّك الأوَّل بحركة الإعراب فأمَّا يفضي إلى اختلاط الأبنية ولا يمكن أن يجُعل الإعراب في وسط الكلمة لأربعة أوجه أحدها ما تقدَّم من الوجه الأخير في منع تحريك الأول والثاني أنَّه يفضي إلى الجمع بين ساكنين في بعض المواضع والثالث أنه يفضي إلى توالي أربع متحركات في كلمة واحدة ك ( مدحرج ) إذا تحرَّكت الحاء إذ ليس معك ما يمكن تحريكُهُ من الحشو غيره .
والرابع أنَّ حشو الكلمة قد يكون حروفاً كثيرة وتعيين واحد منها بحركة الإعراب لا دليل عليه .
أ . هـــ