بعض آراء العلماء في أمية محمد

هذا هو الفصل الأخير في كتابه الفاشل ..
تناول فيه بعض مقتطفات من هنا ومن هناك
وما موجود بهذا الفصل إلا تكراراً لما اورده سابقاً ، ولعل ابرز ما فيه هو أستشهاده بالرازي لإثبات عدم أميته عليه الصلاة والسلام .

قال المقدسي :

" قال الفخر الرازي ج3 ص138 ط. دار الكتب العلمية اعلم أن المراد بقوله (ومنهم أميون) اليهود ثمّ بيّن فرقة رابعة من اليهود المعاندين للحق ووصفهم بالأمية لأنهم كانوا يقلدون في المعارف ويمتنعون من قبول الحق. "
وعندما ذهبت الي تفسير مفاتيح الغيب للرازي في ذلك الموضع
وجدته يقع في الجزء الثاني في صفحة 127 ابتداءاً من السطر الأول
فيقول الرازي رحمه الله :
اعلم أن المراد بقوله: {ومنهم أميون} اليهود لأنه تعالى لما وصفهم بالعناد وأزال الطمع عن إيمانهم بين فرقهم، فالفرقة الأولى هي الفرقة الضالة المضلة، وهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
والفرقة الثانية: المنافقون، والفرقة الثالثة: الذين يجادلون المنافقين، والفرقة الرابعة: هم المذكورون في هذه الآية وهم العامة الأميون الذين لا معرفة عندهم بقراءة ولا كتابة وطريقتهم التقليد وقبول ما يقال لهم، فبين الله تعالى أن الذين يمتنعون عن قبول الإيمان ليس سبب ذلك الامتناع واحدا بل لكل قسم منهم سبب آخر ومن تأمل ما ذكره الله تعالى في هذه الآية من شرح فرق اليهود وجد ذلك بعينه في فرق هذه الأمة، فإن فيهم من يعاند الحق ويسعى في إضلال الغير وفيهم من يكون متوسطا، وفيهم من يكون عاميا محضا مقلدا، وههنا مسائل:

ثم يبدأ في نقاش أولى مسائله فيقول :
المسألة الأولى: اختلفوا في الأمي فقال بعضهم هو من لا يقر بكتاب ولا برسول.
وقال آخرون: من لا يحسن الكتابة والقراءة وهذا الثاني أصوب لأن الآية في اليهود وكانوا مقرين بالكتاب والرسول ولأنه عليه الصلاة والسلام قال: "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وذلك يدل على هذا القول، ولأن قوله: {لا يعلمون الكتاب} لا يليق إلا بذلك.

خسئت أيها المدلس ..

الرازي يؤكد أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ويدافع عنها :قال رحمه الله في تفسيره لآية الأعراف
أن الله جل وعلا وصف سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع صفات
لنري ماذا قال الرازي عن الثالثة :

الصفة الثالثة: كونه أميا.
قال الزجاج: معنى {الامى} الذي هو على صفة أمة العرب.
قال عليه الصلاة والسلام: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرؤون والنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك، فلهذا السبب وصفه بكونه أميا.
قال أهل التحقيق وكونه أميا بهذا التفسير كان من جملة معجزاته وبيانه من وجوه: الأول: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوما مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم
أعادها فإنه لا بد وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ثم إنه عليه الصلاة والسلام مع أنه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير.
فكان ذلك من المعجزات وإليه الإشارة بقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} (الأعلى: 6) والثاني: أنه لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهما في أنه ربما طالع كتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات وهذا هو المراد من قوله: {وما كنت * تتلوا منه * قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون} (العنكبوت: 48) الثالث: أن تعلم الخط شيء سهل فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلمون الخط بأدنى سعى، فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم، ثم إنه تعالى آتاه علوم الأولين والآخرين وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر
ومع تلك القوة العظيمة في العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلا وفهما، فكان الجمع بين
هاتين الحالتين المتضادتين جاريا مجرى الجمع بين الضدين وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجار مجرى المعجزات. [1]
فهل يأتي أحد بعد ذلك ليتشكك في أمية الرسول من كلام الرازي ؟؟

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (181) [2]

________________________

1- مفاتيح الغيب ج 8 ص 20 ،
21
2- من سورة الصافات