[glow=6600ff]بسم الله الرحمن الرحيم[/glow]


معرفة الله سبحانه نوعان :

الأول: معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس: البرّ والفاجر والمطيع والعاصي .

والثاني: معرفة تُوجب الحياء منه، والمحبة له، وتعلُّق القلب به، والشوق إلى لقائه، وخشيته، والإنابة إليه، والأنس به، والفرار من الخلق إليه. وهذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم، وتفاوتهم فيه لا يحصيه إلا الذي عرّفهم بنفسه، وكشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم، وكلٌّ أشار إلى هذه المعرفة بحسب مقامه وما كشف له منها.

وقد قال أعرف الخلق به: (لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) رواه مسلم، وأنه أخبر: أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن.

ولهذه المعرفة بابان واسعان :

الباب الأول: التفكّر والتأمل في آيات القرآن كلها، والفهم الخاص عن الله ورسوله .

والباب الثاني: التفكّر في آياته المشهودة، وتأمّل حكمته فيها وقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامه بالقسط على خلقه .

وجماع ذلك: الفقه في معاني أسمائه الحسنى،
جلالها وكمالها، وتفرّده بذلك، وتعّلُّقها بالخلق والأمر،
فيكون:

 فقيهًا في أوامره ونواهيه.
 فقيهًا في قضائه وقدره.
 فقيهًا في أسمائه وصفاته.
 فقيهًا في الحكم الديني الشرعي والحكم الكوني القدري.


و{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

المرجع: فوائد الفوائد
للإمام: ابن القيم -رحمه الله-

Hk,hu luvtm hggi