السلام عليكم



151 " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش , ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 232 :

رواه أبو داود ( 4727 ) و الطبراني في " الأوسط " كما في " المنتقى منه "

للذهبي ( 6 / 2 ) و في " حديثه عن النسائي " ( 317 / 2 ) و ابن شاهين في

" الفوائد " ( 113 / 2 ) و ابن عساكر في المجلس ( 139 ) من " الأمالي "

( 50 / 1 ) و في " التاريخ " ( 12 / 232 / 1 ) عن إبراهيم ابن طهمان عن موسى

ابن عقبة عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا .

و هو في " مشيخة ابن طهمان " ( 238 / 2 ) .

و قال الطبراني :

" لم يروه عن موسى بن عقبة إلا إبراهيم بن طهمان " .

قلت : و هو ثقة كما في " التقريب " و لهذا قال الذهبي في " العلو " ( ص 58 طبعة

الأنصار ) :

" إسناده صحيح " . ثم ساق له شاهدا من حديث محمد بن إسحاق عن الفضل بن عيسى عن

يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا . و قال :

" إسناده واه " .

و قال الهيثمي في الطريق الأولى ( 1 / 80 ) :

" رواه الطبراني في الأوسط و رجاله رجال الصحيح " .

و قد تابعه صدقة بن عبد الله القرشي بلفظ :

" إن لله ملائكة و هم الأكروبيون , من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسيرة سبعمائة

عام للطائر السريع في انحطاطه " .

و قد سقت إسناده و تكلمت عليه في " الأحاديث الضعيفة " ( 927 ) .

و له شاهد من حديث جابر و ابن عباس مرفوعا به نحوه .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 158 ) , و فيه من لم أعرفه .

*******

152 " لا يرث الصبي حتى يستهل صارخا , و استهلاله أن يصيح أو يعطس أو يبكي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 233 :

رواه ابن ماجه ( 2751 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 153 / 2 ) عن العباس

بن الوليد الخلال الدمشقي حدثنا مروان بن محمد الطاطري حدثنا سليمان بن بلال

عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن # جابر بن عبد الله و المسور بن مخرمة

# مرفوعا .

و قال الطبراني :

" لم يروه عن يحيى إلا سليمان تفرد به مروان " .

قلت : و هو ثقة و كذلك سائر الرواة فالحديث صحيح .

و أما قول الهيثمي ( 4 / 225 ) :

" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه العباس بن الوليد الخلال

وثقه أبو مسهر و مروان بن محمد و قال أبو داود , لا أحدث عنه, و بقية رجاله

رجال الصحيح " .

ففيه نظر من وجهين :

الأول : أن مروان ليس من رجال الصحيح .

الثاني : أن قول أبي داود فيه لم يذكره عنه الحافظ في " التهذيب " و إنما نقل

عنه من رواية الآجري أنه قال : " كتبت عنه و كان عالما بالرجال و الأخبار "

و لذلك قال فيه في " تقريب التهذيب " " صدوق " , فلا أدري أذلك وهم من الهيثمي

أم قصور من الحافظ حيث لم يذكره .

ثم إن إيراد الهيثمي لهذا الحديث في كتابه هو على خلاف شرطه , لإخراج ابن ماجه

إياه , فلعله لم يستحضر ذلك عندما أورده .

و للحديث شاهد بلفظ : " إذا استهل المولود ورث " .

***************

153 " إذا استهل المولود ورث " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 234 :

رواه أبو داود ( 2920 ) عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن

# أبي هريرة # مرفوعا .

و عن أبي داود رواه البيهقي ( 6 / 257 ) و ذكر أن ابن خزيمة أخرجه من هذا

الوجه .

قلت : و رجاله ثقات , إلا أن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه .

و لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا .

رواه ابن ماجه ( 2750 ) عن الربيع بن بدر حدثنا أبو الزبير عنه .

قلت : و الربيع بن بدر متروك , لكن تابعه المغيرة بن مسلم و سفيان عن

أبي الزبير به .

أخرجه الحاكم ( 4 / 348 , 349 ) و قال :

" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .

قلت : بل على شرط مسلم فقط , على أن أبا الزبير مدلس و قد عنعن .

و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا .

أخرجه ابن عدي ( ق 193 / 1 ) من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عنه .

قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد , فإن شريكا هو ابن عبد الله القاضي ثقة

إلا أنه سيء الحفظ , و مثله أبو إسحاق و هو السبيعي فإنه كان اختلط .

( فائدة ) في حديث جابر و المسور المتقدم تفسير استهلال الصبي بقوله :

" أن يصيح أو يعطس أو يبكي " . و هو حديث صحيح كما تقدم , فلا يغتر بقول

الصنعاني في " سبل السلام " ( 3 / 133 ) :

" و الاستهلال روي في تفسيره حديث مرفوع ضعيف : " الاستهلال العطاس " . أخرجه

البزار " .

فإن الذي أخرجه البزار . إنما هو من حديث ابن عمر باللفظ الذي ذكره الصنعاني ,

و فيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلمان و هو ضعيف .

كما في " المجمع " , فهذا غير حديث جابر و المسور فتنبه .

****************

154 " لا يرد القضاء إلا الدعاء , و لا يزيد في العمر إلا البر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 236 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 20 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 169 ) و ابن حيويه في

" حديثه " ( 3 / 4 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء " ( 142 - 143 ) كلهم

من طريق أبي مودود عن سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن # سلمان # به .

و قال الترمذي :

" حديث حسن غريب من حديث سلمان , و أبو مودود اثنان : أحدهما يقال له : فضة ,

و هو الذي روى هذا الحديث , بصري , و الآخر عبد العزيز بن أبي سليمان بصري أيضا

و كانا في مصر واحد " .

قلت : و هو ضعيف كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه ( 3 / 2 / 93 ) , فلعل تحسين

الترمذي لحديثه باعتبار أن له شاهدا من حديث ثوبان مرفوعا بزيادة :

" و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .

رواه ابن ماجه ( 4022 ) و أحمد ( 5 / 277 , 280 , 282 ) و ابن أبي شيبة في

" المصنف " ( 12 / 157 / 2 ) و محمد بن يوسف الفريابي في " ما أسند سفيان "

( 1 / 43 / 2 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 169 ) و الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 1 / 147 / 2 ) و أبو محمد العدل المخلدي في " الفوائد " ( 2 / 223 /

2 , 246 / 2 , 268 / 2 ) و الروياني في " مسنده " ( 25 / 133 / 1 ) و الحاكم

( 1 / 493 ) و أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 2 / 60 ) و البغوي في " شرح السنة

" ( 4 / 81 / 2 ) و القضاعي ( 71 / 1 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء "

( 142 - 143 ) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى عن ابن أبي الجعد عن

ثوبان مرفوعا به .

كذا قال بعض المخرجين : " ابن أبي الجعد " لم يسمه , و سماه بعضهم سالم بن أبي

الجعد , و بعضهم : عبد الله بن أبي الجعد . فإن كان الأول فهو منقطع لأن سالما

لم يسمع من ثوبان , و إن كان الآخر , فهو مجهول كما قال ابن القطان و إن وثقه

ابن حبان , و قد أشار إلى ذلك الذهبي في " الميزان " فقال :

" و عبد الله هذا و إن كان قد وثق , ففيه جهالة " .

ثم أخرجه الروياني ( 162 / 1 ) من طريق عمر بن شبيب حدثنا عبد الله بن عيسى

عن حفص و عبيد الله بن أخي سالم عن سالم عن ثوبان به . و زاد :

" إن في التوراة لمكتوب : يا ابن آدم اتق ربك , و بر والديك , و صل رحمك أمدد

لك في عمرك , و أيسر لك يسرك , و أصرف عنك عسرك " .

قلت : فهذا قد يرجح أن الحديث من رواية سالم بن أبي الجعد لكن عمر بن شبيب ضعيف

كما قال الحافظ في " التقريب " .

و أما حفص و عبيد الله بن أخي سالم فلم أعرفهما .

فإن ثبت هذا الترجيح فهو منقطع , و إلا فمتصل , لكن فيه جهالة كما سبق , فقول

الحاكم عقبه :

" صحيح الإسناد " . مردود و إن وافقه الذهبي , لجهالة المذكور , و قد صرح بها

الذهبي كما تقدم , و هذا من تناقضه الكثير !

و للحديث طريق أخرى عن ثوبان . يرويه أبو علي الدارسي : حدثنا طلحة بن زيد عن

ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان .

أخرجه ابن عدي ( ق 34 / 1 ) و قال :

" أبو علي الدارسي بشر بن عبيد منكر الحديث , بين الضعف جدا " .

قلت : و كذبه الأزدي , و ساق له في " الميزان " أحاديث و قال :

" و هذه أحاديث غير صحيحه , فالله المستعان " .

ثم ساق له آخر و قال فيه : " و هذا موضوع " .

و الخلاصة : أن الحديث حسن كما قال الترمذي بالشاهد من حديث ثوبان , دون

الزيادة فيه , فإني لم أجد لها شاهدا , بل روي ما يعارضها بلفظ :

" إن الرزق لا تنقصه المعصية , و لا تزيده الحسنة .. "

قلت : و لكنه موضوع كما حققته في " الأحاديث الضعيفة " ( رقم 179 ) فلا يصلح

لمعارضة الزيادة المشار إليها .

قوله ( القضاء ) , أراد به هنا الأمر المقدر لولا دعاؤه .

و قوله ( و لا يزيد في العمر ) , يعني العمر الذي كان يقصر لولا بره .

*****************

155 " أسلم الناس و آمن عمرو بن العاص " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 238 :

رواه الروياني في " مسنده " ( 9 / 50 / 1 - 2 ) من طريق ابن أبي مريم

و عبد الله بن وهب أنبأنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن # عقبة # مرفوعا .

و رواه أحمد ( 4 / 155 ) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة حدثني مشرح

بن هاعان قال , سمعت عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول : فذكره .

و رواه الترمذي ( 2 / 316 ) حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة به . و قال :

" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان , و ليس إسناده

بالقوي " .

قلت : مشرح بن هاعان وثقه ابن معين و غيره , و ضعفه بعضهم , و هو حسن الحديث

عندي , و ابن لهيعة و إن كان ضعيفا لسوء حفظه فإن رواية العبادلة عنه يصحح

حديثه كما جاء في ترجمته , و هذا من رواية اثنين منهم , و هما : أبو عبد الرحمن

و اسمه عبد الله بن يزيد المقري , و عبد الله بن وهب .

و في الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه , إذ شهد له النبي

صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن , فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة , لقوله

صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : " لا يدخل الجنة إلا نفس

مؤمنة " متفق عليه . و ( وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات

جنات تجري من تحتها الأنهار ) .

و على هذا فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه - كما يفعل بعض الكتاب

المعاصرين , و غيرهم من المخالفين - بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال

مع علي رضي الله عنه . لأن ذلك لا ينافي الإيمان , فإنه لا يستلزم العصمة

كما لا يخفى , لاسيما إذا قيل : إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد , و ليس

اتباعا للهوى .

و في الحديث أيضا إشارة إلى أن مسمى الإسلام غير الإيمان , و قد اختلف العلماء

في ذلك اختلافا كثيرا , و الحق ما ذهب إليه جمهور السلف من التفريق بينهما

لدلالة الكتاب و السنة على ذلك ف : ( قالت الأعراب آمنا , قل : لم

تؤمنوا , و لكن قولوا أسلمنا , و لما يدخل الإيمان في قلوبكم ) و حديث جبريل

في التفريق بين الإسلام و الإيمان معروف مشهور , قال شيخ الإسلام ابن تيمية

رحمه الله تعالى في كتاب " الإيمان " ( ص 305 طبع المكتب الإسلامي ) .

" و الرد إلى الله و رسوله في مسألة الإسلام و الإيمان يوجب أن كلا من الاسمين

و إن كان مسماه واجبا , و لا يستحق أحد الجنة إلا بأن يكون مؤمنا مسلما , فالحق

في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل , فجعل الدين

و أهله ثلاث طبقات : أولها الإسلام , و أوسطها الإيمان , و أعلاها الإحسان ,

و من وصل إلى العليا , فقد وصل إلى التي تليها , فالمحسن مؤمن , و المؤمن مسلم

و أما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنا " .

و من شاء بسط الكلام على هذه المسألة مع التحقيق الدقيق فليرجع إلى الكتاب

المذكور , فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع .

و يشهد للحديث ما يأتي :

" ابنا العاص مؤمنان : هشام و عمرو " .