*هـــــوان الدنيـا

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفتيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله وأخذ بأذنه ثم قال :

أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟

فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به ؟

ثم قال : أتحبون أنه لكم ؟

قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً أنه أسك فكيف وهو ميت ؟!

فقال : فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم . ( رياض الصالحين رواه مسلم / 215 )

كنفتيه : أي عند جانبيه

أسك : الصغير الأذن


الفوائد التربوية :

1- التربية بالموقف من الوسائل الناجحة والعملية والمؤثرة في النفوس لأنه درس تراه النفوس عياناً فيكون التأثير أكبر وأنفع للنفس .

2- التربية بالموقف توصل المفهوم الذي يريده المربي إلى نفوس تلامذته بصورة كاملة وواضحة ومختصرة , يغني عن كثير من المواعظ والدروس والخواطر التي تحتاج إلى جهد وتحضير .

3- بين النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حقيقة الدنيا وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة , وأن هذه الدنيا التي يتكالب عليها الناس هذه حقيقتها مثل الجدي الأسك فعلام يتنافسون على جدي أسك ؟! وعلام تتنافسون على نعيم زائل وتتركون المنافسة الحقيقية للنعيم الباقي الأبدي الخالد .

4- فعندما يعرف الإنسان المسلم الفطن هذه الحقيقة وتستقر في نفسه يجعل حياته ومعاشه وحركته كلها لله , فلا يهم إن أقبلت عليه الدنيا أو أدبرت , فالدنيا تصبح في يده لا في قلبه .

ومازال الحديث يستمر بعون الله ,,,