حيا الله يا الغالي وشكر الله لك على نقلك الموفق
وإسمحلي بإضافة هدا المقتبس القيم ويصب في نفس الاتجاه لأستادنا الحبيب متعلم يقول .............
فإن المبطلين أشاعوا بين العوام أن العلماء وطلبة العلم لا يملكون إجابات عن الشبهات، إلا زجر السائل وردعه عن السؤال والمناقشة، وقد تأكدت هذه الإشاعة لدى الكثيرين بما لاقوه - من بعض الجهلة أو المخطئين - من زجر وردع عندما سألوا، ولم يحصلوا على إجابة شافية.
والإشاعة باطلة متهافتة، وما تأكدت به في نفس تهافتها أو أشد.
فإن إجابات علماء المسلمين على مر الأزمان ما زالت تترى بفضل الله تعالى، علم ذلك من علمه وجهله من جهله. وهم أرأف الناس بالناس، وأرحم الناس بالناس. وطلبة العلم بفضل الله لا يقصرون في نقل هذا الهدى بكل وسيلة.
ولكن بعض الناس يحسب أن (إمام المسجد) لا بد أن يكون عالمًا بأمور الدين، فيقصده في سؤال عن بعض ما حاك بصدره، فلا يجد إجابة إلا النهي عن السؤال. والحال أن هذا (الإمام) بعينه ليس من أهل العلم، فلم يجد سترًا لجهله إلا نهي السائل وردعه. فالخطأ على السائل لا على علماء الدين، كما أن الخطأ على المريض الذي تطبب عند (الميكانيكي) لا على الأطباء.
وكذلك بعض الناس يكثر من الأسئلة على الإنترنت، لكنه لا يتحرى بسؤاله أهل العلم والاختصاص، فتكثر أسئلته لكنها لا تلاقي إلا غير أهل إجابتها، فيصادف ردعًا من أكثرهم ونهيًا عن السؤال ولا يصادف إجابة، ويكون ذلك سببًا في تفخيمه وتعظيمه لمسألته، يقول: لا أجد لها إجابة. والخطأ عليه لا على أهل العلم، وحاله كمن جال وطاف على غير الأطباء ثم يشكو من خطورة علته التي لم يجد لها (أحد) علاجًا.
وبعض الناس قد يقصد أهل العلم، لكنه لا يحسن السؤال والاستفسار، فتأتي الإجابة غير شافية لجهله، والخطأ منه لا من المجيب.
ومن ذلك الباب، أنه قد انتشر بين عوام المسلمين على الإنترنت التلبس بلباس الإلحاد أو ما شاكله، ثم إثارة الشبهات مع إخوانهم المسلمين، وقد صارحني كثير منهم أن الدافع هو أن المسلمين إذا سألهم مسلم مثلهم لا يسارعون في الإجابة، والغالب نهيه عن السؤال، أما إذا جاءهم الملحد وما شاكله، فينفرون خفافًا وثقالاً.
وهذا وهم باطل لا دليل عليه إذا كنا نتحدث عن أهل العلم، وأما العوام فقد يصدق على بعضهم هذه الحال فعلاً، لكن قصدهم لإزالة الشبهات - في وجود أهل العلم - خطأ من الأصل.
وبعض هذا الصنف يقول: إجابة المسلم على المسلم هينة لينة، وإجابته على غير المسلم قوية شديدة، فأنا أتلبس بلباس غير المسلم لأحصل على أقوى الإجابات وأشدها.
وهذا القول منهم جهل وتخليط، فإن الطبيب يصف الدواء بحسب ما يتبين من حال المريض، فإذا خادعه المريض فالذنب عليه لا على الطبيب. ثم إن الفرق حاصل بين لين الأسلوب وشدته، وبين لين الأدلة وقوتها، فالأدلة القوية يقدمها أهل العلم للمسلم وغيره على السواء، وأما الأسلوب العنيف فبحسب حال السائل من الأدب.
بل من ضلال هذا الصنف الأخير أنهم يتعمدون سؤال المسلمين بقلة أدب وكثير تهجم، يزعمون أنهم بذلك يستفزونهم لأقوى الإجابات، والنتيجة معروفة : لا يحصلون إلا على الإغلاظ في القول مع إجابات مجملة. ثم يشكون مر الشكوى من غياب الإجابات على شبهاتهم، والعيب منهم لا من المجيبين.
ولو ذهبنا نتتبع ضلالات هذا الباب لما انتهى الكلام ، ولعل من الأحبة من قابل ألوانًا أكثر مما قابلت.
لكن المقصود هو التنبيه على المسلمين الذين حاك بصدرهم بعض الشبهات أو لا يعلم لها ردًا:
أحسن الظن بورثة محمد صلى الله عليه وسلم، وأحسن الظن بإخوانك في الله، وأقبل على السؤال بنية صادقة في معرفة الحق، لا بنية مماراة العلماء أو إفحام السفهاء، واصبر في السؤال والبحث ربع صبرك الذي صبرته في قراءة الشبهات وتتبعها، واصبر على ما قد تجده في الإجابة من شدة عشر ما لاقيته من أذى من سماع الشبهة ..
والخلاصة ..
اصدق الله يصدقك .
المفضلات