قول الأفاك المتخرص :

وان لم تكن محدودة فكيف سيراها المسلمين .. وكيف سيميزون " ساقه " التي سيكشفها لهم وعليها اثار الحروق بسبب وضعها في جهنم


كيف سيرى المسلمون ربهم ؟
الرؤية يوم القيامة كائنة لكن الإدراك غير متحقق .قال الإمام محمد بن علي الشوكاني في فتح القدير:
{ لا تدركه الأبصار } الأبصار : جمع بصر وهو الحاسة وإدراك الشيء عبارة عن الإحاطة به قال الزجاج : أي لا تبلغ كنه حقيقته فالمنفي هو هذا الإدراك لا مجرد الرؤية فقد ثبتت بالأحاديث المتواترة تواترا لا شك فيه ولا شبهة ولا يجهله إلا من يجهل السنة المطهرة جهلا عظيما.انتهى كلامه بنصه رحمة الله عليه.
إن من القواعد المعروفة المعلومة أن القول في الذات كالقول في الصفات و القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر و كما أننا لا نعلم الذات لا يمكن أن نعلم الصفة أيضا .و سؤال النصراني لا يسأله إلا الزنادقة و الملاحدة و هذا مقطع طريف من مناظرة عبد العزيز الكناني رحمه الله يقول فيه :
فاشتد تبسم أمير المؤمنين من كلامي فقال: يا عبد العزيز أمركَ بشْرٌ بما نهاك الله عنه وحرم عليك القول به ، وأمرك بما أمرك به الشيطان؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ومن أين لك ذلك؟ قلت: من كتاب الله وكلامه بنص التنزيل. قال: هاته. قلت: قال الله عز وجل: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الأعراف الآية33. فحرم الله على الخلق جميعاً بهذا الخبر أن يقولوا على الله مالا يعلمون. وأمرهم الشيطان بضد ذلك، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة الآيتان 168و169) وهذا أمر الشيطان لنا أن نقول مالا نعلم، وقد اتبع يا أمير المؤمنين بِشْرُ سبيلَ الشيطانِ ووافقه على قوله، وأمرني بما نهيت عنه.انتهى بالحرف من الحيدة و الاعتذار.
فالمودع في البلابل أراد البلبلة و التشويش لكن هيهات هيهات أن يحقق مبتغاه. إنه لا يوجد أضل ممن ذهب يرد ما لم يقدر على فهمه ، ولا أجهل ممن كذب بالشيء لأن الله لم يشأ أن يفهمه إياه ،كما قال عبد الله النجدي القصيمي.
خلاصة القول هنا أنه يريدنا أن نقول على الله ما لا نعلم .و نحن نبرأ إلى الله من قول ما لا نعلم .و نبرأ إليه من طاعة الشيطان و عبدة الشيطان .فإن كان النصارى سريعو القول على الله بما لايعلمون فكتاب ربنا يحرم علينا ذلك و لله الحمد و المنة.
و كما سلف و قلت غير ما مرة فالنصراني الآشوري الوثني لا يمارس إلا لعبة سمجة أساسها الإسقاط .و قوله إن على ساق الله تعالى حروقا ،تعالى الله عن قوله علوا كبيرا ،ما هو إلا ثمرة معتقده الفاسد .الذي شب فيه على اعتقاد تأثير المخلوقين و هزمهم لربه .و من قرأ كتاب النصارى الذي يقدسونه رأى من ذلك ما يضحكه و يسليه.و إليكم الدليل :
الدليل الأول:
هذا تلميذ الرب توما الشكاك كما يلقبونه . كتابهم يحكي عنه هذا المشهد :
Jn / إنجيل يوحنا إ 20 ع 25
فقال له التلاميذ الآخرون: «قد رأينا الرب». فقال لهم: «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن».. ترجمة : الفانديك
و ما يهمنا فيه أن العباد قد تركوا أثرا بحسب معتقد كثير من النصارى في يدي ربهم و رجليه بل و في جنبه حين طعنه أحدهم برمح :
Jn / إنجيل يوحنا إ 19 ع 34
لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء.. ترجمة : الفانديك
الله أكبر يطعن رب الأقباط النصارى المتجسد فيخرج من جسده دم و ماء.
الدليل الثاني :
في كتابهم الذي يقدسون :
Rv / رؤيا يوحنا إ 19 ع 16
وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: «ملك الملوك ورب الأرباب».. ترجمة : الفانديك
فعلى فخذ الخروف الفارس و الفارس الخروف و اختر ما شئت بعد أن تختل. قلت على فخذه مكتوب و الكتابة أثر و محال أن يكون الخروف هو الكاتب .و ندع المجال للنصارى يخبروننا بالكاتب .
الدليل الثالث:
في كتابهم الذي يقدسون :
Rv / رؤيا يوحنا إ 5 ع 6
ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ حمل قائم كأنه مذبوح، له سبعة قرون وسبع أعين، هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض.. ترجمة : الفانديك
الخروف كأنه مذبوح و في مكان آخر هو مذبوح بالفعل :
Rv / رؤيا يوحنا إ 5 ع 12
قائلين بصوت عظيم: «مستحق هو الحمل المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة».. ترجمة : الفانديك
و الذبح لا يمكن أن يوصف به المرئي إلا لعلامة و أثر و من ذلك الدم :
Rv / رؤيا يوحنا إ 7 ع 14
فقلت له: «يا سيد أنت تعلم». فقال لي: «هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الحمل.. ترجمة : الفانديك
إن مما يقضي على فرية الكذاب أنه ما من دليل على كلامه لا من القرآن و لا من السنة صحيحة .
ففي الحديث النبوي :
روى الإمام البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك لاضي الله عنه أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تزال جهنم تقول هل من مزيد. حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك". ويزوى بعضها إلى بعض..
فقولها قط قط و قسمها بعزة الله يظهر قهر الله لها و انزواؤها بعد أن كانت تطلب المزيد لما وضع فيها الجبار سبحانه و تعالى قدمه يدل على عظمة الخالق..
و مما يرد على فرية المتخرص النصراني أيضا أن بعضا من الملائكة في النار و لا تضرهم و هم مخلوقون لله فكيف القول في رب العباد سبحانه و تعالى؟
:
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ .
سورة الملك الآية:(8)
و :
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)
الآيات من سورة المدثر.
في حديث طويل في صحيح البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه:[ والذي يوقد النار مالك خازن النار.]
و فيه ايضا :
فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راءٍ رجلاً مرآةً فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها و فسره له جبريل :
وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم.
و في النار من المخلوقات التي لا تتأذى بها ففي المستدرك عن دراج أبي السمح أنه سمع عبد بن الحارث بن جزء الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم يقول : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في النار لحيات مثل أعناق البخت يلسعن أحدهم اللسعة فيجد حموها أربعين خريفا .
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي في التلخيص : صحيح
و هذه شجرة الزقوم تخرج من أصل الجحيم :
في سورة الصافات:
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)
و من البراهين الساطعة التي ترد افتراء النصراني و تخرصه أن النار مخلوق لله تعالى ،يأتمر بأمره .فهذه النار لم تضر خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام بأمر من بارئها عندما قال لها :
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ .
الآية (69) من سورة الأنبياء.
إن السنن لا تجري على خالقها يا مفتري.و إذا جرت على ربكم فإن ربنا سبحانه و تعالى منزه عن ذلك .إنه الإسقاط مرة أخرى و انظروا إلى أثر السنن على رب النصراني :
1 - الحديد يؤثر في رب النصراني :
Ø لقد خرق العباد يدي رب النصارى و رجليه بالمسامير .
Ø 2 – لقد أثر الرمح في جنب يسوع و اخترق جلده حتى سال منه الماءو الدم
Ø 3الوثاق يؤثر على حركة رب النصارى في الوقت الذي لم يحس به عبده شمشونوهذه هي المفارقة في حين غفلة من النصارى ترك اليهود بصمات تبجيل لهم في كتاب عبدة الإنسان فأزروا برب النصارى و رفعوا من قيمة بعض اليهود .
Ø 4الجوع يؤثر على رب النصارى حتى يخلخل قدراته العقلية .و ينسيه متى يثمر التين.
Ø 5يعقوب يكبل الرب في مصارعة ساخرة حتى إن الرب خاف الفضيحة . و أمره أن يخلي سبيله قبل طلوع الفجر لكي لا يراه الناس.و العجب العجاب أن يعقوب لم يعرف ربه و سأله عن اسمه بعد طول صراع.
إن المشاهد من الكثرة بمكان و هذا كله ما يريد النصراني الآشوري أن نتقاسمه معه حتى يحس بارتياح شديد لما رأى ما نحن عليه من السلامة و الارتياح من هذا الجانب و أقصد العقيدة التي لا تؤرقنا و لا تفضحنا كما تفضحهم عقيدتهم و تؤرقهم و شابهوا إبليس الذي يريد أن يبحث له عن شركاء في النار يشاطرونه مصيره.
و لك أن تقرأ في تفسير تادرس يعقوب ملطي ما يؤكد حيرتكم :
جاءت كلمة "الموت" هنا في نسخة بيزا والسريانية والقبطية والفولجاتا "الجحيم"، وهو المكان الذي كانت تذهب إليه النفوس بعد الموت. فقد مات حقًا ودخلت نفسه إلى الجحيم، لا ليُقبض عليه أبديًا، وإنما لكي يحطم متاريسه، ويحمل الغنائم إلى الفردوس. لقد بشر الراقدين، لا بكلمات بشرية ينطق بها، بل بقوة سلطانه على فك قيودهم وحملهم إلى الراحة.
فقد مات حقًا ودخلت نفسه إلى الجحيم
فقد مات حقًا ودخلت نفسه إلى الجحيم
فقد مات حقًا ودخلت نفسه إلى الجحيم
و لا أدري ما الغنائم التي سيأخذها من جهنم إلى الفردوس؟؟؟؟!!!!
أختم بهذا النص من ذيل طبقات الحنابلة للحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي قال رحمه الله :
وذكر الرّهاويّ: أن الحسين بن محمد الكتبي ذكر في تاريخه: أن مسعود بن محمود بن سبكتكين قدم هراة سنة ثلاثين وأربعمائة، فاستحضر شيخ الإسلام،[ أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي] وقال له: أتقول: إن الله عزَّ وجل يضع قَدَمَه في النار؟ فقال - أطال اللهُ بقاء السلطان المعظم - إن الله عز جل لا يتضرر بالنار والنار لا تضره والرسول لا يكذب عليه وعلماء هذه الأمة لا يتزيدون فيما يَرْوُون عنه ويسندون إليه. فاستحسن جوابه، وردَّه مُكرَّماً.
للرد بقية