4- فضل الشهيد في الإسـلام ؟
ونأتي لآخر نقطة في موضوعنا لنرى فضل الشهيد في الإسـلام , ومنه المطعون أي الذي قُتل بمرض الطاعون , فنرى هذه الكرامات والمنن على المطعون الذي يدّعي الجهلاء أنه دعاء بالهلاك من الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته .
ولكن في البداية لنعرف لما سمُي شهيداً ؟؟
قال النووي :- [ وأما سبب تسميته شهيدا :- فقال النضر بن شميل : لأنه حي , فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار السلام وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة , وقال ابن الأنباري : إن الله تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة , وقيل : لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة , وقيل : لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه , وقيل : لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله , وقيل : لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا وهو الدم , وقيل : لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم , وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف ]
ويقول الله عز وجل :-
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } البقرة 154
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران 169 -173
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أنها ترجع إلى الدنيا ولا أن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة ]
ويقول صلى الله عليه وسلم [ ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ]
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل قال :- [ لا تستطيعونه قال فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا تستطيعونه وقال في الثالثة مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى ]
قال النووي :- [ وفي هذا الحديث عظيم فضل الجهاد ; لأن الصلاة والصيام والقيام بآيات الله أفضل الأعمال , وقد جعل المجاهد مثل من لا يفتر عن ذلك في لحظة من اللحظات , ومعلوم أن هذا لا يتأتى لأحد , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لا تستطيعونه " والله أعلم . ]
وكل هذا في سبيل الله عز وجل مادام المسلم قد أيقن وسلم بقضاء الله وقدره وأن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليُصيبه .
حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية :- { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
بيد أن القرآن جعل الشهداء في زمرة الأنبياء والصديقين :-
يقول الله عز وجل { وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } الزمر 69
ويقول عز من قال { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } النساء 69
وأيضاً يقول تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } الحديد 19
هذا غيض من فيض عما للشهيد من فضل وكرامة عند الله , فهل نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على أمته أم نقول دعا لهم بكل خير ؟؟؟!
كتبه أخيكم :- صـاعقة الإسـلام .
المفضلات