أولاً : شرح ما خفي على صاحب الشبهة وهو واضح !
هو يدعي أنه درساً تعلمه النبي صلى الله عليه وسلم من يهودي ...
وهل النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهل ذلك حتىٍ يكون الأمر بين معلم ومتعلم ؟؟ ولكن ..
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنهم يفعلون ذلك وكان يكرهها ولكن كان يمنعه حياء ..
فعَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا
" أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْيَهُودُ قَالَ إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ عُزَيْرًا ابْنُ اللَّهِ فَقَالَتْ الْيَهُودُ وَأَنْتُمْ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنْ النَّصَارَى فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ النَّصَارَى فَقَالَ إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ قَالُوا وَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَدًا قَالَ عَفَّانُ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا صَلَّوْا خَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنُعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا قَالَ لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ "
وفي رواية عند أحمد وغيره " قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ فَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ"
وهذه الروايات ليس فيها ذكر اليهودي إذٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعها من بعضهم وكان يكرهها لكن يمنعه الحياء ..
الحياء من ماذا؟؟
كان صلى الله عليه وسلم أعظم الدعاة إلى الله عالماً بفقه الواقع وعالماً بواقع النفوس .
فهؤلاء كانوا حديثي عهد بجاهلية وما كان الصحابة يشركون حقيقة ولكنهم كانوا يقولونها من باب أن لا يتقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بمشيئتهم وإرادتهم فكانو يقولون ما شاء الله ورسوله ..
ولما كانت اللفظة موهمة كرهها النبي عليه السلام ولكن لما وقع الوهم في النفوس مثل هذا اليهودي أو مثل الصحابي الذي رأى في المنام انكار ذلك ..
لما وقع ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها ..
قال السندي: قوله: "كان يمنعني الحياء.. إلخ ": فيه أن ما يوهم المنكر يمكن السكوت عنه حياءً، ثم إنه إنما نهى عنه لما علم إيهام هذه الكلمة المساواة، لا بمجرد الرؤيا . أ.هـ
هذا هو الشرح أما ما يعتري المعترض من حساسية ذكر اليهودي فسأرد عليه في النقطة التالية ..
يتبع ..
المفضلات