أولاً : الرد على البيت :

قال زيد بن عمرو بن نفيل يسخر من فرعون:
وقولا له ‏‏:‏‏ أأنت سويت هذه - بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
راجع :

السيرة النبوية لأبن هشام - باب شعر زيد في فراق الوثنية
أولاً : أكبر دليل على أن هؤلاء إنما هم بهائم ناطقة ، أنه أتى بالمصدر ، ثم نسب البيت إلى ( زيد بن عمرو بن نفيل ) ، في حين إن ابن هشام - رحمه الله - نسب الأبيات إلى أمية بن أبي الصلت فقال : (( هي لأمية بن أبي الصلت في قصيدة له ، إلا البيتين الأولين والبيت الخامس وآخرها بيتاً وعجز البيت الأول عن غير بن إسحاق )) .

فالقصيدة إذاً منسوبة لأمية لا لزيد بن عمرو .

ثانياً : أين في معنى البيت ما يسلب الآية القرآنية إعجازها ؟!

إن النظرة السريعة في معنى البيت كفيلة لكي ندرك أن المعنى لا يتوافق مطلقاً مع الآية الكريمة .

فأمية يقول :

وقولا له ‏‏:‏‏ أأنت سويت هذه - بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا

يعني أمية كأي أحد ممن لم يعلموا أن الجبال إنما هي أوتاد في الأرض ، فينظر إليها ويسأل نفسه : كيف سوى الله هذه الجبال بلا وتدٍ وأقامها كما هي مطمئنة لا تزول ؟! فيذكّر فرعون بذلك ويدعوه لأن يتأمل قدرة الله في جعل الجبال دون أوتاد !!!!! أي أنه بكل بساطة يقر بأن الجبال دون أوتاد ، وهذا أمر طبيعي لأنه - شأنه شأن كل من عاشوا في الأزمنة المتقدمة - لم يطلع على هذه الحقيقة العلمية !

وهو ما يتعارض تماماً مع الآية الكريمة التي تقر إقراراً صريحاً : { والجبالَ أوتاداً } .

هل رأيتم جهلاً كهذا الجهل من قبل ؟! يأتي بدليل يرتد في نحره قبل أن يسله من غمد منطقه أصلاً ولا حول ولا قوة إلا بالله !

دي مصيبة إيه دي ؟

اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها .

يتبع الرد على دليله الثاني .