صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 41 إلى 44 من 44

الموضوع: وأخر متشابهات

 
  1. #41
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    المرحلة الرابعة هي التقوى
    :(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ يونس) فمن هم؟

    :(الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾ يونس) الإيمان غير التقوى
    :(وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا ﴿103﴾ البقرة)،
    لاحظ الاثنين انتقل من مسلم قولي إلى إيمان عام إلى إيمان خاص إلى تقوى (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا) :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿278﴾ البقرة).

    قلنا أن الإيمان الخاص هو المتبع للسنة يعني هذا الذي دخل الإسلام في قلبه ويحاول أن يطبقه تطبيقاً كاملاً في النوافل وكل شيء، يترقى يصبح متقياً، : (الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ البقرة) من حيث أن هذا الكتاب كما قال الله تعالى في كتابه :(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴿28﴾ فاطر) فهناك فرق بين أن يقرأ شيئاً وبين أن يتعلم فيه فالذي يبحث في علومه هذا من المتقين وبالتالي فهذا يقود من أجل ذلك دائماً في القرآن الكريم، لنرى ماذا يقول؟

    مثلاً
    (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
    (وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿57﴾ يوسف)
    (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿18﴾ فصلت)
    وهكذا كل القرآن المتقي جاء بعد الإيمان الخاص لانه بدأ يأخذ من منهل عظيم من كتاب الله عز وجل أي صار من أهل العلم والفهم في هذا الكتاب وأنتم تعرفون أن العلم والفهم في هذا الدين أفضل من أي عبادة أخرى :(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴿18﴾ آل عمران): (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) .

    حينئذٍ بعد هذا، بعد المتقين الذين هم شريحة من المؤمنين إيمان خاص يأتي الإسلام الأخير الإسلام الذي هو الإسلام المطلق العملي صفة الخلق المجتبون الأخيار هؤلاء طبعاً تفاصيلهم موجودة.

    لكن باختصار ما رأيك لو أن رجلاً يحب امرأة دخل فيها في عشق كقيس وليلى بالله عليكم لو أن ليلى طلبت من قيس أن يقتل نفسه هل يتردد؟ أن يلقي بنفسه من علو شاهق يتردد؟ هل يمكن لقيس أن يعتب على ليلى؟ هل يمكن لقيس أن يرى عيباً في ليلى؟ فالإسلام النهائي يكون فيه العبد هكذا فعندما يقول عروة رضي الله عنه وعروة طبعاً ابتلي ابتلاءً قال له (وعزتك وجلالك لو قطعتني إرباً إرباً إرباً ما شكوت منك) من شدة إسلامه وتسليمه لله، الآخر قال (وعزتك وجلالك لو وضعتني في النار ما شكوت منك) هذا التسليم المطلق، هذا الرضا العالي وفعلاً هذا فقط يتوفر في مجموعة ومنهم الأنبياء كلهم طبعاً ولهذا كل الأنبياء استسلموا لهذا ، وهنا عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) فكيف سيكون هو؟ طبعاً إبراهيم قال أنا من المسلمين وداود قال وسليمان قال وسيدنا موسى وكلهم عليهم السلام مسلمون وهذا لا يعني أنهم أصبحوا على دين محمد لا بل يعني أنه وصل إلى هذه المرحلة التي لا يعتب على الله جل وعلا ... ليس فقط لا يعترض بل يتلذذ بكل بلاء الله له وفعلاً كانوا يتلذذون بالبلاء أكثر مما يتلذذون بالنعمة لشدة عشقهم لله
    :(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴿100﴾ التوبة)

    وهناك الصحابة أيضاً وليس فقط الأنبياء، سيدنا أبو بكر الصديق قال( رضيت عن ربي فهل ربي راضٍ عني؟) هذا الرضا المطلق، هذا هو الإسلام النهائي الذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) هذه اللام لام التعليل يعني أنا (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ)


    ثم انظر ماذا قال؟
    (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿11﴾ الزمر) الان مخلص، أما موضوع الإخلاص فهذا موضوع كبير (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ الزمر) طبعاً كما قلنا كل هذا الكلام يحتمل خمسين رأياً والمفسرون لم يتركوا شيء إلا وذكروه لكن ما هو الفرق؟

    من أسلوبهم كأنهم يخرجون عن الرأي الآخر ويطردون الرأي الآخر وهذا خطأ فكلهم صحيح لكن الإمام الرازي أعجبني في هذا الباب سنذكر لاحقا ما قال في الاية (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ) وهنا لابد من التذكير طبعاً هذا الخطاب كله لمحمد صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)

    أما الإخلاص يا أخوان فماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم عنه ؟
    عندما ذهب معاذ رضي الله عنه إلى اليمن قال يا رسول الله أوصني فقال له:( أخلص لله يكفك العمل القليل).
    الإخلاص هذا أعجوبة ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وهذا للرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء)، و

    عن أبي أمامة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله؟) شخص ذهب للغزو صحيح لله ولكن يحب الناس يمدحوه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له) معنى ذلك هذا هو الإخلاص الذي هو العملة النادرة. . حينئذٍ الله قال له (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) فالله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً.

    عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتُغيَ به وجه الله) عن عبادة بن الصامت قال (يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار)

    يتبع...







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  2. #42
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) لماذا أمرت بذلك أيها النبي ؟ هذا تفسير الرازي والرازي كما تعرفون فيلسوف الأمة، فهذا كلام الرازي أنت لماذا أمرت بذلك؟ قال (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الإسلام النهائي هو هذا الإخلاص الاستسلام (لو قطعتني إرباً إرباً ما شكوت منك) كلما زاد الله ببلائك ازددت قرباً منه وازددت رضىً عليه والنبي قال كذا عملوا بي و كذا وفي النهاية قال (إن لم يكن بك علي غضباً فلا أبالي) حب، عشق. هذا العشق هو الإسلام النهائي الذي إذا وصلته فأنت مع (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴿69﴾ النساء)
    ولكن هذا لا يكون بالكلام، هذا بتربية دقيقة ومجاهدة النفس على عدم حب الشهرة وعدم حب المال وهيهات هيهات ...بهؤلاء ينصر الناس وبهؤلاء يدفع الله البلاء عن الناس وبهؤلاء تتم النعم وبهؤلاء يتم العدل في الأرض لكنهم قلة حينئذٍ

    فكلمة أسلم في البداية هي مجرد أن تقول لا إله إلا الله أما في النهايةفهي استسلام وتسليم كامل واقرأ سيرة الصالحين من الأنبياء،فأنت عندما تقرأ قصة سيدنا أيوب عليه السلام العذاب يجري عليه بشكل خيالي ولفترة طويلة وهو سعيد بهذا والناس نبذوه في الصحراء ولا أحد يتقرب منه وزوجته رحمة رضي الله تعالى عنهما تخدمه ليس معه أحد غيرها وفي مرة من المرات قالت له: يا أيوب أما آن ربك أن يشفيك؟ قال: أتعرضين على حبيبي والله لأن شفاني الله لأضربنك مائة سوط وفعلاً شفاه الله وقال له (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿44﴾ ص) كم واحد يقول له الله نعم العبد!!!

    إذاً الفرق بين (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وهي البداية (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) ماذا يعني أول المسلمين؟ فهمنا الآن أول المسلمين هو أول الأوائل .

    فالنبي صلى الله عليه وسلم فعلاً أول المسلمين ما من مسلمٍ راضٍ عن ربه بهذا الذي وصل إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولهذا كان خاتم الأنبياء ولذلك قال (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴿48﴾ الطور) (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ القلم).

    إذاً (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لأنه عام
    (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بداية التجحفل
    (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) على هذا الذي ذكرناه.

    من هنا إذن هذه الحروف وهذه الاختلافات في هذه الآية ليست زيادات وليست متساوية وإنما هي في الحقيقة إضافة معاني جديدة وهذا القرآن الكريم يرسم بالحروف من أجل هذا كان الحرف جملة (اتلوا القرآن فإن لكم بتلاوته كل حرفٍ عشر درجات لا أقول آلم حرف لكن أقول ألفُ حرف ولامُ حرف وميمٌ حرف) هكذا هو الأمر. من أجل هذا وصلنا إلى أن كلمة (أنا من المؤمنين) (أنا من المسلمين) (أول المسلمين) (لأن أكون من المسلمين) هذه ليست زيادات وليست بلا معنى .







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  3. #43
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا


    الفعل ضر بالراء المشددة في كتاب الله عز وجل هذا الفعل إمبراطورية منظومة كاملة وفيه من التصريفات ما يجعل هذا الفعل أساسياً في كتاب الله عز وجل عندنا ضر يضر المصدر ضر يضر ضرراً
    ضراً بفتح الضاد (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (49) يونس)
    عندنا ضرراً (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (95) النساء)
    عندنا ضر بضم الضاد (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء)
    وعندنا ضرار (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا (107) التوبة) (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا (231) البقرة)
    عندنا مضار (دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) النساء) الخ.

    هذا الفعل ضرّ تصريفاته ضرراً وضَرا وضُرا وضِرار تعجب كيف أن هذا الفعل من الحيوية بحيث يتناغم مع كل عبارة. مرة رب العالمين يقول على لسان النبي صلى الله عليه وسلم لما تخلف في تبوك (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة) وفي هود يقول (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) هود)

    لماذا هناك يقول تضروه وهنا تضرونه؟

    أيضا (اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا)
    (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا)
    (غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ).
    (لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا) ضراً بفتح الضاد
    (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس) الضُر بضم الضاد وهكذا وكل حركة تأتي على هذا الفعل تغير المعنى تماماً بحيث ينبني عليه مشهدٌ جديد.

    قبل كل شيءما هو الفرق بين الضرر والأذى؟

    الضرر مادي مثلا شخص ضربك وأصبحت تنزف دماً فقأ عينك أخذ فلوسك أي قام بعمل مادي آذاك وآلمك كثيراً سواء كان بمالك أو بنفسك أو ما شاكل ذلك هذا ضرر لأنه مادي.
    الاعتداء المعنوي الذي يجعلك تتألم نفسياً من حزن أو ما يسمى آذى(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى (111)آل عمران) أذى يعني يشتموكم ويسبوكم في الإعلان وغير الإعلان وتتألمون هذا آذى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى (222) البقرة) المرأة لما يأتيها المحيض يتغير مزاجها وتصبح كئيبة ومتنرفزة هذا أذى.

    فرب العالمين يقول على إيذاء هذه الأمة يقول (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى) يشتمونكم ويشنعون عليكم وأنتم تتألمون هذا الألم ليس بضرر لماذا؟ لأنه معنوي نفسي هذا يسمى أذى ولو كان مادياً احتلال قتل استيلاء سرقة استحواذ هذا يسمى حينئذٍ ضرر.

    نأتي عليها واحدة واحدة ونرى كيف رب العالمين عملها ونبدأ بهذه الآيتين على لسان سيدنا هود وعلى لسان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. فسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لما تخلفت مجموعة كبيرة من المنافقين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة) هنا قال يستبدل وقال لا تضروه بدون نون بينما هود قال (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا)يستخلف ولم يقل يستبدل وقال تضرونه بالنون،

    آيتين بنفس المعنى بنفس النهي بنفس السياق واحدة لا تضروه وواحدة لا تضرونه فلا يوجد متشابه في القرآن الكريم لابد أن يكون هناك حكمة عظيمة. عندما يكون هناك مثلا 100 من المنافقين كل واحد قام بعمل إجرامي يختلف عن الآخر نقول أنتم لا تضرونه شيئاً كل هذه الأعمال من كل واحد منكم شكل أنتم لا تضرونه شيئاً لأن كل عمل شكل فكل واحد قام بعمل ...شخص كفر أخر ترك الصلاةغيره شن على المؤمنينغيره سرق أمواله فكل واحد قام بعمل فيقول لهم (وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا) كل هذه الأعمال معناها أن أعمالهم مختلفة في الشر. لكن عندما جماعة من المنافقين كلهم قاموا بعمل واحد قال (وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا) هؤلاء منافقين كل عملهم أنهم تخلفوا عن تبوك النبي صلى الله عليه وسلم قال لنذهب وهم قعدوا وتخلفوا وتثاقلوا تشاغلوا لأن الكلمة (اثَّاقَلْتُمْ) مصطنعة فالتثاقل لم يكن طبيعياً كان مصطنعاً (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
    هنا رب العالمين يقول لهؤلاء الناس جماعة محمد صلى الله عليه وسلم (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) أنتم لن يفنيكم ولكنه سيجعل هذا المجد والنصر بآخرين بدل أن تكونوا أنتم أهل النصر سيأتي أناس غيركم وينتصرون ، في هود (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ) أي سيهلككم وفعلاً أهلكهم وتعرفون كيف أهلك قوم هود (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا) لأن كل واحد عمل معصية خاصة به بينما هؤلاء الذين مع النبي كلهم عملوا معصية واحدة وهي التخلف وأنتم تعرفون أن التخلف عن الزحف من الكبائر. من أجل ذلك الفرق بين لا تضروه ولا تضرونه هائل معنى هذا أن هؤلاء ارتكبوا جريمة واحدة جريمة خيانية اشتركوا فيها وتمالؤا عليها هذا تضروه بينما جماعة هود كل واحد ارتكب معصية مختلفة فالمعاصي متعددة قال لا تضرونه.
    إذاً هذا الفرق بينهما والمسألة صغيرة وأردنا أن ننهيها قبل أن نبدأ في عمق هذا الفعل العجيب.







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  4. #44
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    ندخل الأن الى مسألتنا الرئيسية كلمة ضَرَّ يعني الفعل ضر يضر ضَراً وضر يضر ضُراً وضر يضر ضِراراً ما الفرق؟

    ضرا يضر ضَراً إن ضَراً مصدر ضر أنا ضررتك ضراً أي عملت فيك شيء مادي ضربتك سرقتك شتمتك هذا الفعل ضراً أي ضررتك بها ضَراً. فرب العالمين عندما يصيب واحد بالمرض أو بالفقر أو بالعمى هذا ضَراً بفتح الضاد (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ (13) الحج) الذي يترك ألماً مادياً فيك وهذا يذهب كأن تكون حمى فهي ستذهب عنك فقر ممكن يذهب عنك .

    هذا الشيء الذي يصيبك من الضرر إذا صار بلاء وصار عاهة يسمى ضُراً (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) .


    الضِرار محاولة الإضرار بالآخر، كيف؟
    كأن تتقمص قضية عبادية ... صلاة صوم تسبيح ذكر تتخذها وسيلة لكي تمزق الأمة تفرقها وتتآمر عليها مثال ذلك مسجد ضرار ...قال يا رسول الله نحن سنبني مسجداً قال ابن مسجد فبنوا مسجد ورب العالمين قال هؤلاء لم يبنونه لوجه الله هؤلاء بل حتى يفرقوا بين المسلمين صلاتهم مختلفة حركاتهم مختلفة عملوا فتنة ثم يتمالؤون مع العدو كلما يأتي محتل هم معه أو جاسوس يأتي من الخارج يستقبلونه هذا كان مسجد على الحدود (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة).

    حينئذٍ في كل جيل وفي كل الأديان هناك من يشق عن الدين الأساسي ويتخذ له عبادة معترف بها تفريقاً بين المؤمنين هذا ضِرار. فكل عبادة معترف بها في الأصل لكنها تتخذ ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين هذا من النفاق ويصبح إتباعها حرام . مثلا أحدهم طلق زوجته وعندها عدة هي كل ما تنتهي العدة باقي يوم يرجعها والإرجاع جائز فهو حكم من أحكام الشرع لكنه هو يتخذ هذا الإرجاع متعمد لكي يضر بها قصداً (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا). إذاً هذا الفرق بين الضَر بفتح الضاد والضُر بضم الضاد والضِرار كما هو الصيغة. حينئذٍ حيثما وجدت كلمة ضَر يضر ضُراً أو ضَراً أو ضِراراً إعلم أن المعنى مختلف تماماً والله سبحانه وتعالى بهذا الفعل يرسم صوراً بيانية عظيمة في كتابه البليغ.

    نرجع عليها واحدة واحدة. طبعاً كما قلنا قبل قليل الفرق بين الضَر والضرر أن الضرر في بدايته يعني مثلاً واحد مثلاً أصابته حمى هذا ضرر يوم ويومين تعافى أخذ الأدوية أو حقنة وتعافى فإذا هذا الضرر تطور وصار أنفلونزا وأنفلونزا الخنازير وصارت به عاهة انقلب الضرر إلى الضُر فلما تشدد تدغم الراء معنى أن الضرر استحكم هذا الفرق بين وطبعاً قال عن (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (95) النساء) كانوا تعبانين صحياً ولا يستطيع المشي فقال له خلاص ممكن أنت أن تعفى من الذهاب إلى المعركة. حينئذٍ الفرق بين الضر والضرر أن الضَر أقوى تأثيراً وتأثراً وعمقاً من الضرر لأن الضرر أخف. لكن إذا انقلب الضَر إلى الضُر بالضاد المضمومة صار عاهة. ويقول أصحاب اللغة الضُر سوء الحال كانت حالتك المادية جيدة ثم أصبحت فقيراً جداً هذا ضر كانت حالتك الصحية جيدة ثم صار بك عاهة هذا ضُر كان مثلاً كنت معروف لك جاه واسم راح هذا الجاه لأمرٍ ما صار هذا ضُر. إذاً كل شيء يصبح عاهة يتفاقم يستحكم فيك يسمى ضُراً. وإذا كان لا ماشي شوي ويروح يسمى ضَراً وإذا كان خفيفاً يسمى ضرراً هذا الفرق في كل ما تقرأ في كتاب الله عز وجل فرق بين يضروه ويضرونه فرقٌ بين الضُر والضَر (لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) ضَراً، (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) ضُر بالضم. الضَر الذي يصيبنا كل يوم كل يوم يصيبنا شوية صداع شوية حمى تعبان ضاعت فلوسك خلص الراتب هذا ضَر أي شيء هذا من قوانين الحياة اليومية. لكن الضُر ليس من القوانين (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) سبعين سنة وهو مصاب ببلاء أن جسمه يأكله الدود أو من أصبح أعمى (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أو من أصابه السرطان (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) هذا استحكم هذا ضُر ولهذا عندما تقرأ الآية (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) يصرخ صار به جذام أو برص أو فقد بصره أو أصيب بأنفلونزا الخنازير خسر الأموال جميعاً لم يبقى لديه ولا شيء سرقت أو ضاعت هذا ضُر (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) ليل نهار يستغيث (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. وظيفة رائعة وأجر أروع
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2010-07-12, 05:51 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML