وهذه اضافة اخرى للفرق بين الانسان السلبي والايجابي, وأسأل الله أن ينفعنا.

الانسان السلبي:

وهو انسان متشائم , متكاسل ومتواكل .


متألم من الماضي , متذمر من الواقع متشائم من المستقبل.

يعيش في منطقة مشكلاته , لا يذكر الا السيء من ماضيه وواقعه ومستقبله لذلك تتعبه الحياة.

يضخم المشكلة قبل حدوثها , ولا يرى غيرها ويكبرها.

فهو يتشائم قبل حدوثها ويضخمها بعد حدوثها, وكأن الدنيا قامت ولن تقعد.

لو سألته عن رأيه في كأس الماء النصف ممتلئ , لنظر الى نصفه الفارغ وقال لك , ان نصف هذا الكوب فارغ ,مما يدل على درجة التشائم والاحباط التي وصل اليها هذا المحبط.

لو أعطيته وردة , لنظر الى شوكها وتشائم منها.

لو سألته عن البستان لأجابك, ان البستان مليئ بالشوك والبعوض.

لا يفشل أبدا , لأنه لا يعمل أبدا , فهو يرى الفشل قبل البدءفي التجربة.


الانسان الايجابي :

سعيد , نشيط , متوكل , مستبشر بالنتائج خيرا.


مستفيد من ماضيه , متحمس لحاضره , متفائل لمستقبله.

يقلب المحنة نعمة, والسيئة حسنة , والسقطة او الفشل تجربة والمرارة حلاوة.

من عباراته: من جد وجد , ومن زرع حصد , ومن سار على الدرب وصل, مرة لك ومرة عليك , اليوم احسن من الامس.
لو سألته عن رأيه في كأس الماء النصف ممتلئ , لنظر الى نصفه الممتلئ وقال لك , ان نصف هذا الكوب ممتلئ , مما يدل على درجة التفاؤل التي يتمتع بها هذا الانسان.


لو أعطيته وردة ,لأخذها وشم رائحتها , وتمتع بمنظرها الجميل , ولو غزته أشواكها.

لو سألته عن البستان لأجابك, ان البستان مليئ بالشوك والبعوض لكن معظمه اخضر.
ليس عنده فشل , بل تجارب .
والايجابية علمنا اياها سيدنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: تفائلوا بالخير تجدوه.


سمعت قصة مرة عن سجينين نظر عقب الثورة الفرنسية , نظر أحدهما من نافذة السجن فبكى عندما رأى مشاهد الدمار والدم التي حلت بالعشب الفرنسي .

أما الاخر فابتسم , لأنه رأى أن بعد هذا الدمار سوف تنتعش الحياة , وأن هذا الدمار جاء بعد انتهاء مرحلة مظلمة من التاريخ, وانه سوف تزدهر الحياة.

ولو نظرنا الى سيرة رسولنا الكريم , لوجدنا قمة التفاؤل , فعندما جاءه أصحابه وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقالوا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟! فقال لهم: (كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)

فيا اخواني , يا من ملئ الاحباط قلبه , وسدت جميع الطرق في وجهه , تذكر أن هناك باب واحد لا يسد , وهو
باب الرحمن سبحانه وتعالى.
يا اخواني بعد كل عسرة يسرة , وبعد كل كربة فرجة , والليل مهما طال سواده , فلابد من صبح تتلأ فيه خيوط الشمس , لتحمل لنا الاشراقات التي سوف تزيل ظلام هذا الليل.


وشيخ الاسلام ابن تيمية هو سيد الايجابية في عصره, فقد قال عندما ارادوا نفيه:
ماذا يفعل اعدائي بي, ان سجنوني فسجني خلوة , وان قتلوني فقتلي شهادة , وان نفوني فنفيي سياحة.
فأي ايجابية بعد هذه الايجابية. توقع اسوأ الاحتمالات ثم هيئ نفسه لقبولها.

والسلام ختام.