منشأ الشبه و الفرى عند النصارى من هذه الأسباب :

1 ــــ يتبنون طرحا إسلاميا من كتاب إسلامي قد تم الجواب عن شبهة فلم يفهموا الجواب فاكتفوا بأخذ الشبهة و مثاله و الأمثلة كثيرة جدا :

قال ابن عبد البر النمري القرطبي رحمه الله في الإنصاف :

..... كما لو قال قائل : كان يفتتح الصلاة بـ براءة من الله ورسوله ولم يقل : بسورة التوبة ، أو قال : كان يفتتح الصلاة بـ سورة أنزلناها ولم يقل : بسورة النور ، أو قال : كان يفتتح الصلاة بـ الم أحسب الناس أن يتركوا ، ولم يقل : بالعنكبوت ، أو بـ ق ، أو بـ يس ، أو ص ، أو بـ ن والقلم ومثل هذا كثير ، فكذلك قول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بـ الحمد لله رب العالمين ولم تقل بأم القرآن ، ولا بفاتحة الكتاب ؛ لأنها قصدت إلى إعلام السامع بالسورة التي يفتتح بها قراءة الصلاة فسمتها بذلك ، وليس فيه ما يسقط بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا ما يثبتها كما لو قالت : كان يفتتح بـ ص والقرآن ذي الذكر ، أو ق والقرآن المجيد ، أو الحاقة ما الحاقة ، أو ن والقلم ، وما كان مثل ذلك ، وهذا كله لا يرفع احتماله ، فبطل أن يكون في حديث عائشة رضي الله عنها هذا حجة لمن نزع به في سقوط بسم الله الرحمن الرحيم ... إلخ.

فالنصارى يتشبثون بالقول و الحديث فيقولون إن عائشة رضي الله عنها قالت كذا و كذا.

2 ــــ النقل عن المخالفين كالروافض و الأشاعرة و الماتريدية و الخوارج و القاديانيين و غيرهم و ينسبون ذلك إليهم . و من تتبع شبهات النصارى وجد أكثرها من إرث المجوس الروافض بل و يتبجحون بذلك فيقولون قالت الشيعة كذا و نقلت كذا و خاصة في القول بتحريف القرآن و الطعن في الصحابة و رواية الأساطير و الخرافات.

3 ـــ الفهم السقيم من جانب النصارى و الأمثلة أوفر من أن تستقصى و أكثر من أن تحصى . وثاله قولهم إن الصحابية الجليلة الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها تناول النبي صلى الله عليه و سلم الخمر في المسجد و مستندهم ما رواه مسلم و غيره لما قال الرسول صلى الله عليه و سلم لعائشة رضي الله عنها :

نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ.

و الله المستعان .