محدودية العقل وفهم الثالوث.
نأتي الان للاجابة على آخر جزء من مشاركتك المتعلق بمحدودية العقل في فهم الثالوث التي نقول بها...
وهذا الامر مهم جداً جداً...وستتوضح اهميته في معرض كلامنا حول هذه النقطة...
لما وجد النصارى أن عقيدتهم متضمنة للجمع بين المتناقضات والممتنعات المخالفة لكل صريح معقول ذهبوا إلى تبرير ذلك بالقول أن سر الثالوث فوق العقل و يعجز المرء عن إدراكه و الحقيقة أنه مناقض للعقل كما بينّا و إليك بعضاً من نقولاتهم .


كلام عبثي للأسف..لا وجه له من الصحة!
فليس فيما نقول متناقضات! انما مخلص القول...
هو ان ادراك الذات الالهية بشكل كامل من المحال ومن يدركها عادلها وذلك كفر لا يجوز! فكل ما ندركه عن الذات الاللهية هو ما صرح عنه الوحي المقدس واخبرنا به الله بنفسه عنه....اما غير ذلك فلا مجال لسبره بعقولنا القاصرة المحدودة الفهم....وقصور العلم والعقل سنبين ادلته لاحقاً في هذه المداخلة..
(( وإن قالوا هذا أمر لا يعقل بل هو فوق العقول كان الجواب من وجهين
أحدهما أنه يجب الفرق بين ما يعلم العقل بطلانه وامتناعه وبين ما يعجز العقل عن تصوره ومعرفته
فالأول من محالات العقول والثاني من محارات العقول والرسل يخبرون بالثاني
وأما الأول فلا يقوله إلا كاذب ولو جاز أن يقول هذا لجاز أن يقال إن الجسم الواحد يكون أبيض أسود في حال واحدة وإنه بعينه يكون في مكانين وإن الشيء الواحد يكون موجودا معدوما في حال واحدة وأمثال ذلك مما يعلم العقل امتناعه
وقول النصارى مما يعلم بصريح العقل أنه باطل ليس هو مما يعجز عن تصوره

هذا الكلام هو لغط مركّب حقيقة..
فإن كان العقل يعجز عن وصف شيء! فكيف سيعلم امتناعه؟
ثم كيف يقارن الله غير المحدود بامثلة مادية محدودة يقيسها العلم؟ وهل يخضع الله اساساً لمنطق اي بشر؟؟
الجواب هو ان قصور العقل عن ادراك شيء يمنعه التصريح بنفي وجوده او اثباته! ولهذا ترى ان أشهر ملحدي العالم (مثلا ريتشارد دوكنز البريطاني) في كتابه "وهم الاله" يصنف مراحل البشر سبعة...يكون الاول هو المؤمن بيقين والسبعة هو المنكر وجود الاله بيقين...ولم يجرؤ ان يصنف نفسه على انه هو 7 مع انه ابرز وجوه الالحاد في عصرنا...معللاً ذلك بعدم القدرة على التيقّن مع انكار الشيء غير المادي! قائلاً ان تصنيف 7 لن يكون محاذياً للفلسفة والعلم..
فهل يكون الابيض اسودا في ان واحد؟؟ ليس بقوانين الفيزياء والكيمياء التي عندنا ربما! ولكن هل نُخظِع الله(تعالى عنه) لقوانين الفيزياء والكيمياء الكونية المُحدِّدة؟ كلا والف كلا, فالله هو خالق القوانين ورب المنطق وليس لنا ان نضع الله تحت قوانين البشر كما يريد ابن تيمية مثل امثلته!
يوضح هذا أنه لو قال قائل في مريم أم المسيح امرأة الله وزوجته وأنه نكحها نكاحا عقليا كما يقولون إن المسيح ولده ولادة عقلية لم يكن هذا القول أفسد في العقل من قولهم في المسيح كما قد بسطناه في موضعه وهم يكفرون من يقول ذلك ويحتجون بالعقل على فساده

معذرة ولكن ما هذا الهراء؟؟ زوجة الله؟ ولادة عقلية؟ كما يقولون هذه عائدة على من لو سمحت؟؟؟ فنحن من هذا الهراء براء !!
نحن نحتج بالعقل على قصوره امام عظمة الله غير المحدود...
فالعقل محدود والله غير محدود ولا يمكن للقعل المحدود ان يفهم غير المحدود كلياً فذلك كالقول بأن النملة تفهم البشر وتتكلم مثلهم...وهي علقها قاصر عن عقلنا! هذا ونحن محدودين ايضا مثلها...فما بالنا بالله غير المحدود ؟؟؟ هل تؤمن انت يا ابو جاسم ان العقل يمكن ان يدرك الله كلياً؟؟
وإذا قال هذا فوق العقل لم يقبلوه وكذلك كل طائفة من طوائفهم احتجت على الأخرى بالعقل وإذا قالوا قولنا فوق العقل لم يقبلوا هذا الجواب


نحن لا نرفض العقل...ولا الاحتجاج به..بل بالعكس..ولكننا نقول ان ادراك العقل المحدود لله غير المحدود محال مستعصي وهذا منطقي !!
فإن كان هذا جوابا صحيحا فيجب أن لا يبحث في شيء من الإلهيات بالعقل بل يقول كل مبطل ما شاء من الباطل ويقول كلامي فوق العقل

كلام باطل! فنحن نقول باستعمال العقل...ونحن نحاول قدر استطاعة عقولنا ان نفهم الذات الالهية لها كل المجد...
فنقول...فالنستعمل العقل...في الالهيات...ولكن للعقل حدود ! لهذا نحن بشر ولسنا الهة! لاننا محدودين! اعتقد ليس فهم ذلك صعباً!
وهذه الأقوال لم يقل الأنبياء شيئا منها بل نفس فرق النصارى قالوها بآرائهم وزعموا أنهم استنبطوها من بعض ألفاظ الكتب
فيقال لمن قالها منهم أنت تتصور ما تقول أم لا تتصوره وتفهمه وتعقله فإن قال لا أتصور ما أقول ولا أفقهه ولا أعقله قيل له فقد قلت على الله ما لا تعلم وقفوت ما ليس لك به علم

نحن نثبت لله ما اثبته لنفسه في كتابه المقدس وننزهه عن ما لم يثبته الوحي المقدس له! فنحن نفقه ونعقل الثالوث...ولكن ليس كاملاً!!
وأقول: إن لم تفهم أخي القارئ الثالوث كاملاً..فلا تضع ذلك حاجزاً امام ايمانك وخلاصك ..فأن إدراك الذات الالهية مستعصي ولا نعرف عنها الا قليل....
نحن كالطفل الذي عمره سنة...يعرف شكل اباه ويناديه "بابا" ولكنه لا يعرف كامل تفاصيل شخصيته وخواصه ....ولما لما يكبر الطفل...يتعرف اباه افضل وافضل...هكذا ايضاً فان المسيحي سيعرف مجد الله الحقيقي في الملكوت...
صدقني حبيبي القارئ ان من يقول لك انه يعرف الله كاملاً فقد كذب عليك بل ذلك القول هو الكفر بعينه!
وإن قال قائلهم إني أفقه ما أقول وأتصوره وأعقله قيل له بينه لغيرك حتى يفقهه ويعقله ويتصوره ولا تقل هو فوق العقل بل هو قول قد عقلته وفقهته وهذا تقسيم لا محيد لهم عنه


نحن نفقه لحد معيّن...وهو ما نناظر به الان يا ابو جاسم...ولكن كلنا متفقون ان الله يفوق العقل وفهمه كلياً غير ممكن على العقل القاصر...
تعال ندرس ادلة ذلك اضافة للادلة المنطقية والعقلية التي سبق وطرحناها وتتخلص في
* العقل محدود لا يمكنه ادراك غير المحدود ..وما نعرفه عنه ليس الا التصريح الكتابي الذي اعلن فيه الله عن ذاته لنا..
* القول بان ادراك الله كليا ممكن هو ادعاء الالوهية!! فلا يدرك غير المحدود الا غير محدود مثله! ومن يدرك الاله فهو اله! وتعالى الله ان يدركه اي شيء!
* قصور فهمنا لله ليس عيب ولا هو مأخذ, بل هو عين المنطق والعقل..ولو كان ادراك الله كاملاً ممكن لكان الكل مؤمنين ليس بينهم خلاف في الالهة
* من الادلة العقلية الاخرى هي لو قسنا العقل بغيره! لنثبت محدودية الانسان في كل شيء
فلو قارنا العقل بالعين (والكلام هذا مشهور)...وقلنا كما ان العين لا تبصر في الظلمة فكذلك لا يبصر العقل دون الوحي! ولا تبصر البعيد جداً والدقيق جداً وكذا العقل لا يدرك الا حيزاً محدداً لا يرى فوقه ولا تحته! ولو قسناه بالاذن فالامر سواء! فهناك اصوات لا نسمعها لخفوت صوتها واخرى لا نسمعها لعلو صوتها! كذلك العقل..لا يقعل ما يفوقه ولا ما يدنيه!...الى اخر الكلام هذا والقصد واضح كما اظن!
*والان تعالوا نزور بعض الادلة النقلية على الكلام...فهو ليس حجة اثارها النصارى لتغطية التناقضات كما يزعم الاستاذ ابو جاسم!! وانما هي حقيقة مثبتة في الوحي المقدس....بل هي موجودة حتى عند المسلمين...
1كور21:1 لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ
فالله لم يدرك بالعقل!!! لم يدرك بالحكمة!
كورنثوس 1 الأصحاح 13 تشرح الامر جيداً تابع:
8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ.
9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ.
10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ.
11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ.
12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.
13 أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
فليس لنا إلّا بعض العلم...محدود هو علمنا!! والبعض لا يستوعب الكامل!!
يقول مار اغسطينوس:
مع أن كل واحد يطلب المزيد من المعرفة على الدوام, فإنها تبقى المعرفة ناقصة في كل الأمور بالنسبة لكمالها الحقيقي حتى يحل الزمن ليأتي ما هو كامل ويزول ما هو جزئي.
ويقول مار اكلمندس السكندري:
نحن في هذه الحياة أطفال إن قورنا بما سنكون عليه في الحياة العتيدة. فإن كل شيء في هذه الحياة هو ناقص بما فيه المعرفة.
وسأكتفي بهذا القدر منعاً للإطالة...
...
والآن....دعني انقل لكم بعض الادلة على ان المسلمين يوافقوننا في ان علم البشر محدود وانهم لا يدركون الذات الالهية !
نبدأ:
*الاسراء 85
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
وهذا تصريح واضح بمحدودية علم البشر!
قال القرطبي(وهذا جزء):
وَقَالَتْ فِرْقَة : الْمُرَاد الْعَالَم كُلّه . وَهُوَ الصَّحِيح , وَعَلَيْهِ قِرَاءَة الْجُمْهُور " وَمَا أُوتِيتُمْ " . وَقَدْ قَالَتْ الْيَهُود لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ لَمْ نُؤْتَ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاة وَهِيَ الْحِكْمَة , وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ؟ فَعَارَضَهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِلْمِ اللَّه فَغُلِبُوا . وَقَدْ نَصَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ فِي بَعْض الْأَحَادِيث : ( كُلًّا ) يَعْنِي أَنَّ الْمُرَاد " بِمَا أُوتِيتُمْ " جَمِيع الْعَالَم .
فنرى اذن تأييداً قرانياً واضحاً على قصور العقل البشري! نُكمل
*الاسراء 36
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
وهنا أمر قرآني بان لا تقفوا او تتبعواما ليس لكم به علم...وهي مما يستعمله السلفيون في نقض الخوض في صفات الله !! فهل ستُنكِرون الان القرآن لتقولوا ان الخوض في الذات الالهية وادراكها ممكن وانتم الصفات رفضتم الخوض لانكم منهيون عن اعمال العقل فيما لا تعلمون!!
وهو ذات ما أقول بالمناسبة ما عدا جزئية النهي!
فلماذا يا أبو جاسم تنكر علينا قول ان العقل لا يمكنع ادراك الله وانت نفسك مؤمن بذات الشيء؟ اوليس هذا تعارضاً من وجه؟ وهو من الوجه الآخر جواباً على كل شبهاتك حول التثليث فالمفروض لا تعمل عقلك فيها كونها خاصة بشيء يفوق العقل ليس علمه لنا ممكن بالكُلية؟
نستمر بمزيد من الادلة
*الاعراف 33
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
حرم ربكم ان تقولوا عنه ما لا تعلمون! إذن بالتالي
- هناك ما لا تعلموه عن الله!
- الخوض فيه والتقوّل فيه حرام عليكم!!!
فكيف تنكر علينا القول بالاولى فقط؟ وقرآنك الذي تؤمن به ينهيك عن الخوض في الذات الالهية وما لا تعلمه عنها اساساً!
بل إن ابن تيمية ذاته الذي استشهدت بكلامه في اكثر من موضع يقول:
إذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع؛ لأن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به والشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به ولا العلم بصدقه موقوف على كل ما يخبر به العقل (درء تعارض العقل والنقل الجزء الاول صفحة 138)
فهو نفسه يقدم الشرع على العقل...ويقول "لو تعارض"!!
فيا صديقي أبو جاسم....لو كنت تظن ان في العقيدة ما يعارض العقل! (وهو ما تظنه في الثالوث كما رأينا) فيجب تقديم النصوص على ظنك !!
فشبهتك في الثالوث كلها تبطُل لو احتكمنا لابن تيمية الذي تعشقه كما هو واضح من منقولاتك عنه!
بل يزيد ابن تيمية في نقد العقل قائلاً :
تقديم المعقول على الأدلة الشرعية ممتنع متناقض وأما تقديم الأدلة الشرعية فهو ممكن مؤتلف فوجب الثاني دون الأول، وذلك لأن كون الشيء معلوما بالعقل أو غير معلوم بالعقل ليس هو صفة لازمه لشيء من الأشياء بل هو من الأمور النسبية الإضافية فإن زيدا قد يعلم بعقله ما لا يعلمه بكر بعقله وقد يعلم الإنسان في حال بعقله ما يجهله في وقت آخر، والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا بل كل من العقلاء، يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه، بل قد آل الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر إنه غير معلوم بالضرورة العقلية، كما يقول أكثر العقلاء: نحن نعلم بالضرورة العقلية امتناع رؤية مرئى من غير معاينة ومقابلة، ويقول طائفة من العقلاء: إن ذلك ممكن، ويقول أكثر العقلاء: إنا نعلم أن حدوث حادث بلا سبب حادث ممتنع ويقول طائفة من العقلاء: إن ذلك ممكن، فلو قيل بتقديم العقل على الشرع -وليست العقول شيئا واحدا بيِّناً بنفسه ولا عليه دليل معلوم للناس بل فيها هذا الإختلاف والإضطراب- لوجب أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه. (نفس المرجع ص144)
ويقول ايضاً :
نقول: والضحك معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة, هذا يقال في جميع الصفات, هذا القول للإمام مالك تلقاه العلماء بالقبول. نعم(شرح الاعتقاد)
ولو اردت الاستمرار ما انتهيت!!
فهو يجهل الكيف! وذلك إقرار بعجز العقل عن ادراكه ويقر انه يؤمن بما يجهل وان السؤال عن ذلك عنده بدعة!!!!
فلما المعايير المزدوجة هذه في التعامل مع امر كالتثليث عند أبن تيمية؟؟
يقرها لنفسه وينكرها على غيره!
ما رأيكم لو قلنا ان التثليث معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب؟؟
بل ....وهذا سأختم به أدلتي...وهو من الاهمية بمكان...
تفكروا في آلاء الله ، و لا تفكروا في الله
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2975
خلاصة حكم المحدث: حسن
وقد روي الحديث بعدة الفاظ...! منها "ذات الله" وبه اضافة في بعض الروايات
وحسنه الذهبي واخرون وذكره ابن تيمية في رده على الجهمية في "تلبيس الجهمية"...وهذا الحديث نهي صريح حتى عن الخوض في الذات الالهية التي تخوض فيها الان يا سيد ابو جاسم...
فأنتم ترفضون الثالوث...وانتم لا تخوضون حتى في الذات الالهية وهذا تعارض! فإن كان مبدأ حضرتك هو عدم الخوض في الذات الالهية فعندها وجب عليك الكف عن التكلم في الثالوث اساساً! لانه كلام في ذات وجوهر الاله! وليس من الاءه!
واخيراً...اسأل لماذا ينهاكم رسولكم عن الخوض في الذات الالهية؟؟؟
سأكتفي حتى هنا..
(( وأعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم بأنفسها ، وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر ، فلهذا المعنى : { وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا } فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يثبتون صفات ثلاثة ، فهذا لا يمكن إنكاره ، وكيف لا نقول ذلك وإنا نقول : هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام العالم الحي القادر المريد ، ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر ، ولا معنى لتعدد الصفات إلا ذلك ، فلو كان القول بتعدد الصفات كفراً لزم رد جميع القرآن ولزم رد العقل من حيث إنا نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً غير المفهوم من كونه تعالى قادراً أو حياً ))

لما اعترف الرجل بجهله مذهبنا....فلماذا تنقل كلامه؟؟
لا ليست صفات!!! هي اقانيم ثلاثة وجوهر (ذات) واحد وقد سبق الرد في المشاركات السابقة والتفصيل في هذا الكلام
...
كانت هذه المشاركة من اهم المشاركات...والسبب هو انها تناقش اصل سبب وشرعية مناقشتنا! وتحلل مدلولاتها...ومن منزلة العقل...وموقفنا من الذات الالهية....وقد شرحت فيها سبب ايماننا بان الثالوث هو سر لا يمكن ادراكه بالكلية مُسهِباً..واقمت ادلة عقلية ونقلية على ذلك! ولو لم تفهم اخي المسلم شرحنا للثالوث الذي مضى ..فإن ذلك يُعزى لكون الذات الالهية غير محدودة ومهما حاولنا فهمها بعقلنا المحدود فإننا لن نفهم الا البسيط البسيط وليس بعقلنا بل فقط خلال ما اعلنه الله لنا عن ذاته في وحيه المقدس...
وايضاً اثبتنا في المشاركة هذه وجود حقيقة الثالوث ليس ممنوعاً عقلاً فالعقل اصلاً لا سلطة له على الله! بل الله هو خالق العقل! وتسيير الله بمنطق العقل هو أمر غير ممكن الحدوث! ونكون بالمشاركة هذه وحدها ردينا الشبهات حول الثالوث بصفة عامة!
ولك يا ابا جاسم مني كل التقدير والاحترام على ترتيب كلامك وحسب تعاملك وصبرك الذي طال ...وهنا احب ان اعتذر مرة اخرى عن تأخري ولكم منا الود والتحية
سلام الرب وبركته ورحمته على الجميع....ونطلب من الله ان يهدينا واياكم لطريقه المنير بالحق