فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ,,, وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ (سورة النساء 4:84)


: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84) } النساء

الآيات لا زالت تسير فى إطار واحد ، و هو أمر من الله إلى نبيه – صلى الله عليه و سلم - بالقتال فى سبيله بناءً على ما تقدم من أن من يقاتل فى سبيله له من الأجر العظيم فلأجل هذا الأجر فقاتل فى سبيل الله .

يقول القرطبى : قوله تعالى:{ فقاتل في سبيل الله} هذه الفاء متعلقة بقوله{ ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما. فقاتل في سبيل الله} أي من أجل هذا فقاتل [5]

قوله تعالى : { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} أى حثهم على الجهاد فى سبيل الله – الذى هو لدفع عدوان أو جعل دين الله هو الظاهر كى لا يُفتن المسلم فى دينه لأن المسلم يحترم دين غيره ، فمن هنا يأمن غير المسلم على دينه –

قوله تعالى : { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} من هنا يتضح جلياً أحد أسباب الجهاد فى سبيل الله و هو لكف عدوان الذين كفروا عن المسلمين ، و ليس إعتداءً من المسلم على غيره و سبق أن قلنا أن أحوال المسلم مستمدة من الشريعة فكان لابد من وجود مثل هذا الأمر فى الشريعة ليعلم المسلم من طريق الدين – لأنه منهجه - أن من حقه الدفاع عن نفسه ضد من إعتدى عليه .

يقول ابن كثير : بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء، ومدافعتهم عن حوزة الإسلام وأهله ، ومقاومتهم ومصابرتهم .[6]

________________

[5]تفسير القرطبى ( 5 / 292 ) .
[6]تفسير ابن كثير ( 2/368 ) .