193 - " من سعادة المرء خفة لحيته " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 346 ) :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 360 ) و الطبراني ( 3 / 282 / 1 ) و ابن
عدي ( 358 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 14 / 297 ) من طريق يوسف بن الغرق عن
سكين بن أبي سراج عن المغيرة بن سويد عن ابن عباس مرفوعا ، ثم روى الخطيب :
عن أبي علي صالح بن محمد : قال بعض الناس : إنما هذا تصحيف إنما هو : " من
سعادة المرء خفة لحييه بذكر الله " ، ثم قال الخطيب : سكين مجهول منكر الحديث ،
و المغيرة بن سويد أيضا مجهول ، و لا يصح هذا الحديث ، و يوسف بن الغرق منكر
الحديث ، و لا تصح لحيته ، و لا لحييه ، و قال ابن حبان : سكين يروي الموضوعات
عن الأثبات و الملزقات عن الثقات ، و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 5 /
164 - 165 ) و قال : رواه الطبراني و فيه يوسف بن الغرق قال الأزدي : كذاب ،
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 166 ) من هذا الوجه ، ثم ساقه من
رواية الجوهري من طريق سويد بن سعيد ، حدثنا بقية بن الوليد عن أبي الفضل عن
مكحول عن ابن عباس مرفوعا بمثله ، و من رواية ابن عدي من طريق أبي داود النخعي
عن حطان بن خفاف عن ابن عباس ، و من روايته أيضا ( 97 / 2 ) عن الحسين بن
المبارك حدثنا بقية حدثنا ورقاء بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
مرفوعا ثم قال ابن الجوزي : لا يصح ، المغيرة مجهول ، و سكين يروي الموضوعات عن
الأثبات ، و يوسف كذاب و سويد ضعفه يحيى ، و بقية مدلس ، و شيخه أبو الفضل هو
بحر بن كنيز السقاء ضعيف ، فكفاه تدليسا ، و النخعي يضع ، و ورقاء لا يساوي
شيئا ، و الحسين بن المبارك قال ابن عدي : حدث بأسانيد و متون منكرة .
قلت : و قال ابن عدي ( 153 / 2 ) في ترجمة النخعي : هذا مما وضعه هو .
و تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 121 ) بما ينتج منه أنه وافقه
على وضعه ، فإنه إنما تعقبه فيما ذكره من الجرح في بعض رواة الحديث فقال :
قلت : المغيرة ذكره ابن بان في " الثقات " .
قلت : قد سبق غير مرة أن توثيق ابن حبان وحده لا يعتمد عليه لتساهله فيه و لا
سيما عند المخالفة كما هو الأمر هنا فقد سمعت قول الخطيب في المغيرة هذا أنه
مجهول ، و كذا قال أبو علي النيسابوري فيما نقله الذهبي في " الميزان " ، ثم هب
أنه ثقة فالراوي عنه سكين مجهول أيضا كما تقدم في كلام الخطيب ، و قد قال
الحافظ العسقلاني في ترجمته من " اللسان " : قال ابن حبان : يروي الموضوعات ،
روى عن المغيرة عن ابن عباس رفعه : " من سعادة المرء خفة لحيته " .
قلت : فالحديث إذا موضوع من هذا الوجه حتى عند ابن حبان الذي وثق المغيرة فهو
إنما يتهم به سكين هذا ، فالراوي عنه يوسف الغرق قد تابعه عليه عبد الرحمن بن
قيس عند أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 16 / 1 رقم 18 ) .
ثم قال السيوطي : و ورقاء هو اليشكري ثقة صدوق عالم روى عنه الأئمة الستة .
قلت : صدق السيوطي ، و أخطأ ابن الجوزي في قوله فيه لا يساوي شيئا ، لكن هذا لا
ينجي الحديث من الوضع ما دام في الطريق إليه بقية و هو مدلس مشهور ، و لا يفرح
بتصريحه بالتحديث هنا لأن الراوي عنه الحسين بن المبارك غير ثقة كما يشعر به
كلام ابن عدي المتقدم و هو في " الكامل " ( 97 / 2 ) و قد سلمه السيوطي ، بل
قال الذهبي في ترجمته : قال ابن عدي : متهم ، ثم ساق له حديثين هذا أحدهما
و قال عقبه : و هو كذب ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
و يؤيد ما ذهبت إليه من موافقة السيوطي على وضع هذا الحديث أنه نقل في فتاواه
( 2 / 205 ) عن ابن الجوزي أنه أورده في " الموضوعات " ، و لم يتعقبه بشيء .
و مع هذا أورده في كتابه " الجامع الصغير " ! فأخطأ و تناقض و لذا تعقبه شارحه
المناوي ببعض ما ذكرناه عن ابن الجوزي و الذهبي و العسقلاني ، و الحديث أورده
ابن أبي حاتم ( 2 / 263 ) من طريق بقية عن أبي الفضل ثم ذكر أنه سأل أباه عنه
فقال : هذا حديث موضوع باطل ، و ذكر ابن قتيبة في " مختلف الحديث " ( ص 90 ) عن
أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذا الحديث : لا أصل له .
(1/270)
________________________________________
194 - " عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة من الباسور " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 349 ) :
كذب .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 17 / 247 / 774 ) و عنه أبو نعيم في " الطب "
( 80 / 2 ) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن
أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 100 ) : رواه
الطبراني ، و فيه ابن لهيعة ، و حديثه حسن ، و بقية رجاله رجال الصحيح ، و لكن
ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح ، و نقل عن أبي حاتم أنه كذب .
قلت : قال ابنه في " العلل " ( 2 / 279 ) : سمعت أبي حدثنا عن يحيى بن عثمان عن
أبيه عن ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة مرفوعا بهذا الحديث
قال أبي : هذا حديث كذب .
و أقره الذهبي في " الميزان " ، و أشار إلى علته فقال : قال أبو زرعة : لم يكن
عثمان يعني ابن صالح ممن يكذب ، و لكن كان يكتب مع خالد بن نجيح ، فبلوا به ،
كان يملي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ .
و قال ابن أبي حاتم في ترجمة خالد بن نجيح من " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 /
355 ) عن أبيه : كان يصحب عثمان بن صالح المصري و أبا صالح كاتب الليث و ابن
أبي مريم ، و هو كذاب يفتعل الأحاديث و يضعها في كتب ابن أبي مريم و أبي صالح ،
و هذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله .
قلت : فالظاهر أن خالدا هذا هو الذي افتعل هذا الحديث و استطاع أن يوهم عثمان
ابن صالح أنه كتبه عن الشيخ ، و هو ابن لهيعة ، و أما كيف تمكن من ذلك فالله
أعلم به ، و ابن لهيعة ضعيف الحفظ معروف بذلك ، و مع هذا لم يحملوا في هذا
الحديث عليه كأنهم رأوا أنه مع ضعفه لا يليق به ذلك والله أعلم .
و قد خفيت علة هذا الحديث على السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " ! .
فتعقبه المناوي في " شرحيه " بتكذيب أبي حاتم المتقدم ، و قد ذكره السيوطي من
قبل مختصرا بلفظ : " عليكم بزيت الزيتون فكلوه و ادهنوا به ، فإنه ينفع من
الباسور " ، و قال : رواه ابن السني عن عقبة .
زاد المناوي : و رواه عنه الديلمي أيضا .
قلت : و سكتا عنه و ظني أنه عنده بلفظ حديث الترجمة و إسناده فقد رأيته في
" الفردوس " ( 3 / 27 / 4054 ) بلفظ حديث الترجمة ، و لم أره في " الغرائب
الملتقطة من مسند الفردوس " لابن حجر العسقلاني ، والله أعلم .
(1/271)
________________________________________
195 - " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 351 ) :
موضوع .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 271 ) من رواية ابن عدي ( 44 / 1 ) عن
هشام بن خالد حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، ثم قال
ابن الجوزي : قال ابن حبان : كان بقية يروي عن كذابين و يدلس ، و كان له أصحاب
يسقطون الضعفاء من حديثه و يسوونه ، فيشبه أن يكون هذا من بعض الضعفاء عن ابن
جريج ثم دلس عنه ، و هذا موضوع .
قال السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 170 ) : و كذا نقل ابن أبي حاتم في
" العلل " عن أبيه ، قال الحافظ ابن حجر : لكن ذكر ابن القطان في " كتاب أحكام
النظر " أن بقي بن مخلد رواه عن هشام بن خالد عن بقية قال : حدثنا ابن جريج ،
فما بقي فيه إلا التسوية ، قال : و قد خالف ابن الجوزي ابن الصلاح فقال : إنه
جيد الإسناد ، انتهى .
و الحديث أخرجه البيهقي في " سننه " من الطريقين التي عنعن فيها بقية و التي
صرح فيها بالتحديث ، والله أعلم .
قلت : و كذلك رواه ابن عساكر ( 13 / 295 / 2 ) و كذا ابن أبي حاتم ( 2 / 295 )
عن أبيه عن هشام عن بقية حدثنا ابن جريج به ، ساقه ابن أبي حاتم بعد أن روى
بهذا الإسناد حديثين آخرين لعلنا نذكرهما فيما بعد ، و أشار إلى أن تصريح بقية
بالتحديث خطأ من الراوي عنه هشام فقال : و قال أبي : هذه الثلاثة الأحاديث
موضوعة لا أصل لها ، و كان بقية يدلس ، فظن هؤلاء أنه يقول في كل حديث حدثنا ،
و لم يفتقدوا الخبر منه ، و أقره الذهبي في " الميزان " و جعله أصل قوله في
ترجمة هشام : يروي عن ثقات الدماشقة ، لكن يروج عليه ، و كأنه لهذا تبع ابن
الجوزي في الحكم على الحديث بالوضع ابن دقيق العيد صاحب " الإمام " كما في
" خلاصة البدر المنير " ( 118 / 2 ) ، و قال عبد الحق في " أحكامه " ( 143 /
1 ) لا يعرف من حديث ابن جريج ، و قد رواه ابن عساكر في مكان آخر ( 18 / 188 /
1 ) من طريق هشام بن عمار عن بقية عن ابن جريج به ، فلا أدري هذه متابعة من
هشام بن عمار لهشام بن خالد ، أم أن قوله : عمار محرف عن خالد كما أرجح ، و منه
تعلم أن قول ابن الصلاح : إنه جيد الإسناد غير صواب و إنه اغتر بظاهر التحديث
و لم ينتبه لهذه العلة الدقيقة التي نبهنا عليها الإمام أبو حاتم جزاه الله
خيرا ، و من الغرائب أن ابن الصلاح مع كونه أخطأ في تقوية هذا الحديث فإنه فيها
مخالف لقاعدة له وضعها هو لم يسبق إليها ، و هي أنه انقطع التصحيح في هذه
الأعصار فليس لأحد أن يصحح ! كما ذكر ذلك في " مقدمة علوم الحديث " ( ص 18 بشرح
الحافظ العراقي ) بل الواجب عنده الاتباع لأئمة الحديث الذين سبقوا ! فما باله
خالف هذا الأصل هنا ، فصحح حديثا يقول فيه الحافظان الجليلان أبو حاتم الرازي
و ابن حبان : إنه موضوع ؟ ! و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " .
و النظر الصحيح يدل على بطلان هذا الحديث ، فإن تحريم النظر بالنسبة للجماع من
باب تحريم الوسائل فإذا أباح الله تعالى للزوج أن يجامع زوجته فهل يعقل أن
يمنعه من النظر إلى فرجها ؟ ! اللهم لا ، و يؤيد هذا من النقل حديث عائشة
قالت : كنت أغتسل أنا و رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني و بينه واحد
فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، أخرجه الشيخان و غيرهما ، فإن الظاهر من هذا
الحديث جواز النظر ، و يؤيده رواية ابن حبان من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن
الرجل ينظر إلى فرج امرأته ؟ فقال : سألت عطاء فقال سألت عائشة فذكرت هذا
الحديث بمعناه ، قال الحافظ في " الفتح " ( 1 / 290 ) : و هو نص في جواز نظر
الرجل إلى عورة امرأته و عكسه ، و إذا تبين هذا فلا فرق حينئذ بين النظر عند
الاغتسال أو الجماع فثبت بطلان الحديث .
(1/272)
________________________________________
196 - " إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى ، و لا يكثر الكلام فإنه
يورث الخرس " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 354 ) :
موضوع .
أورده ابن الجوزي ( 2 / 271 ) من رواية الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف
الفريابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري عن مسعر بن كدام عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة مرفوعا ، ثم قال الأزدي : إبراهيم ساقط ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 170 ) بقوله : قلت : روى له ابن ماجه ، و قال في " الميزان "
قال أبو حاتم و غيره : صدوق ، و قال الأزدي وحده : ساقط ، قال : و لا يلتفت إلى
قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهقا ، انتهى .
قال الخليل في " مشيخته " : هذا الحديث تفرد به محمد بن عبد الرحمن القشيري
و هو شامى يأتي بمناكير .
قلت : فهذا هو علة الحديث قال فيه الذهبي : متهم ليس بثقة ، و قد قال فيه
أبو الفتح الأزدي : كذاب متروك الحديث ، و نقل في " اللسان " عن الدارقطني أنه
قال : متروك الحديث ، و عن العقيلي قال : في أحاديثه عن مسعر عن المقبري حديث
منكر ليس له أصل و لا يتابع عليه و هو مجهول .
قلت : و نحوه في " كامل ابن عدي " ( 6 / 2261 ) ، و الحديث في " الجامع " أيضا
ثم ساق له السيوطي شاهدا و هو :
(1/273)
________________________________________
197 - " لا تكثروا الكلام عند مجامعة النساء فإن منه يكون الخرس و الفأفأة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 355 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن عساكر ( 5 / 700 ) بسنده إلى أبي الدرداء هاشم بن محمد بن صالح
الأنصاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو الأويسي الأصل عامر و هو خطأ
حدثنا خيران بن العلاء الكيساني ثم الدمشقي عن زهير بن محمد عن ابن شهاب عن
قبيصة بن ذؤيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
قلت : و أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 170 - 171 ) شاهدا للحديث المتقدم
من رواية ابن عساكر و سكت عنه و له علل أربع :
الأولى : الإرسال فإن قبيصة هذا تابعي قيل : له رؤية .
الثانية : زهير بن محمد هو التميمي مختلف فيه قال الحافظ في " التقريب " :
رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن
زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر ، قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر
غلطه و في " الميزان " ، قال الترمذي في " العلل " : سألت البخاري عن حديث زهير
هذا فقال : أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع و ليس هذا عندي زهير بن محمد .
قلت : و هذا الحديث من رواية أهل الشام عنه فدل على ضعفه .
الثالثة : خيران بن العلاء ، ليس بالمشهور و لم يوثقه غير ابن حبان و قد أشار
لهذا الذهبي حين قال في ترجمته : وثق ، له خبر منكر ، لعل ذلك من شيخه يعني
زهير بن محمد و لعله عنى هذا الحديث ، ثم بدا لي بأن تعصيب علة هذا الحديث بمن
فوق خيران أو من دونه أولى ، لأنه قد روى عنه ثمانية ، و أثنى عليه الأوزاعي ،
و هو من شيوخه ، كما حققته في ترجمته من " تيسير الانتفاع " .
الرابعة : أبو الدرداء هاشم بن محمد بن صالح الأنصاري لم أجد له ترجمة .
و يبعد جدا أن يكون هو الذي في " ثقات ابن حبان " ( 9 / 244 ) ، لأنه أعلى طبقة
من هذا بدرجتين ، ثم إن ابن حبان لم ينسبه إلى جده الأنصاري ، والله أعلم .
و بالجملة فالإسناد ضعيف جدا لا تقوم به حجة و الخبر منكر والله أعلم .
(1/274)
________________________________________
198 - " من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده و كتمها و لم يشكها إلى الناس كان حقا
على الله أن يغفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 356 ) :
موضوع .
رواه الطبراني ( 3 / 122 / 1 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 202 ) عن
هشام بن خالد ، أنبأنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، قال
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 331 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه بقية
مدلس .
و قال في مكان آخر ( 10 / 256 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رجاله وثقوا
و أظن أن قوله " الأوسط " خطأ من الناسخ و يؤيده أن المنذري قال : ( 4 / 148 )
رواه الطبراني و لا بأس بإسناده ، كذا قال و المقصود أنه أطلق العزو للطبراني
و المراد به في هذه الحالة " معجمه الكبير " ، والله أعلم .
قلت : و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " و ذكر عن أبيه أنه قال : حديث
موضوع لا أصل له ، و أقره الذهبي و قد نقلت كلام أبي حاتم بتمامه في الحديث
( 195 ) فراجعه ، و ذكره في ترجمة بقية من " الميزان " من طريق ابن حبان و قال
أعني ابن حبان : و هذا من نسخة كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة يشبه أن يكون
بقية سمعه من إنسان واه عن ابن جريج فدلس عنه و التزق به .
قلت : و كأن السيوطي عفا الله عنا و عنه لم يقف على حكم هذين الإمامين بوضع هذا
الحديث ، و إلا لما سود به " الجامع الصغير " ! ، أو لعله قلد الهيثمي و
المنذري ، و قد تعقبهم المناوي بقول أبي حاتم و الذهبي ، ثم تراجع عن ذلك في
شرحه الآخر " التيسير " ، فنقل كلام المنذري فقط ، و أقره .
(1/275)
________________________________________
199 - " حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه و يحسن أدبه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 357 ) :
موضوع .
رواه أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين السراج القاري " في الفوائد " ( 5 / 32 /
1 من مجموع 98 ) و محمد بن عبد الواحد المقدسي و هو الضياء في " المنتقى من
مسموعاته " ( ج 4 ورقة 26 / 1 مجموع 101 ) من طريق محمد بن عيسى قال حدثنا محمد
ابن الفضل عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال القاري : غريب لا
أعلم رواه إلا محمد بن الفضل و هو ضعيف جدا ، و أما أبوه فكان ثقة .
قلت : محمد بن الفضل رماه ابن أبي شيبة بالكذب ، و قال الفلاس : كذاب ، و قال
أحمد : حديثه حديث أهل الكذب .
و محمد بن عيسى هو المدائني و هو متروك كما قال الدارقطني و الحاكم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " فتعقبه
المناوي بقوله : و قضية تصرف المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه ساكتا عليه و الأمر
بخلافه ، بل قال : محمد بن الفضل بن عطية ضعيف بمرة انتهى .
و فيه أيضا محمد بن عيسى المدائني قال في " الضعفاء " : قال الدارقطني : ضعيف
متروك .
قلت : و لم يتفرد به فقد رواه أبو بكر الجصاص في " أحكام القرآن " ( 3 / 574 )
من طريق جبارة قال : حدثنا محمد بن الفضل به ، لكن جبارة هذا هو ابن المغلس قال
ابن معين : كذاب ، و قال ابن نمير : يوضع له الحديث فيرويه و لا يدري ! .
(1/276)
________________________________________
200 - " الحج جهاد ، و العمرة تطوع " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 358 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 232 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 286 ) من طريق
الحسن بن يحيى الخشني حدثنا عمر بن قيس ، أخبرني طلحة بن يحيى عن عمه إسحاق بن
طلحة عن طلحة بن عبيد الله مرفوعا .
قال البوصيري في " الزوائد " ( 2 / 138 ) : هذا إسناد ضعيف عمر بن قيس هو
المعروف بمندل ضعفه أحمد و ابن معين و الفلاس و أبو زرعة و البخاري و أبو حاتم
و أبو داود و النسائي و غيرهم ، و الحسن أيضا ضعيف .
قلت : بل هما متروكان ، فالأول قال فيه أحمد : أحاديثه بواطيل ، و الحسن قال
فيه النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : منكر
الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا أصل له ، ثم ساق له حديثا قال فيه : إنه موضوع
و سأذكره عقب هذا إن شاء الله تعالى .
و هذا الحديث قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ؟ فقال : هذا حديث باطل .
قلت : لكن له طرق أخرى ، فرواه البيهقي في " سننه " ( 4 / 348 ) من طريق سعيد
ابن سالم أن سفيان الثوري أخبره عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي مرفوعا
به .
قلت : و هذا سند ضعيف لإرساله ، و سعيد بن سالم فيه ضعف ، و قد روى البيهقي عن
الشافعي أنه قال : هو منقطع يعني مرسل ، ثم قال البيهقي : و قد روي من حديث
شعبة عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة موصولا ، و الطريق فيه إلى
شعبة طريق ضعيف ، و رواه محمد بن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن ابن جبير عن
ابن عباس مرفوعا ، و محمد هذا متروك .
قلت : بل هو كذاب ، كذبه ابن معين و الفلاس و غيرهما كما سبق برقم ( 26 ) ،
و قد رواه من طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 154 / 1 ) .
(1/277)
________________________________________
يتبع ..v]: hgsgsgm hgqudtm
المفضلات