الكتاب : معالم التنزيل
المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ]
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ - 1997 م
عدد الأجزاء : 8

لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا (22) وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23)
{ انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا (21) لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا (22) وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) }
{ انظر } يا محمد { كيف فضلنا بعضهم على بعض } في الرزق والعمل [الصالح] (1) يعني: طالب العاجلة وطالب الآخرة، { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا } { لا تجعل مع الله إلها آخر } الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره.
وقيل: معناه لا تجعل أيها الإنسان [مع الله إلها آخر] (2) { فتقعد مذموما مخذولا } مذموما من غير حمد مخذولا من غير نصر. قوله عز وجل { وقضى ربك } وأمر ربك قاله ابن عباس وقتادة والحسن.
قال الربيع بن أنس: وأوجب ربك.
قال مجاهد: وأوصى ربك.
وحكي عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأ ووصى ربك. وقال: إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا (3) .
{ ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } أي: وأمر بالوالدين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما.
{ إما يبلغن عندك الكبر } قرأ حمزة والكسائي بالألف على التثنية فعلى هذا قوله: { أحدهما أو كلاهما } كلام مستأنف كقوله تعالى: "ثم عموا وصموا كثير منهم" (المائدة-71) وقوله: "وأسروا النجوى الذين ظلموا" (الأنبياء-3) وقوله: "الذين ظلموا" ابتداء وقرأ الباقون " يبلغن " على التوحيد.
الرد :-
وكذلك في الاتقان ج 2 ص 285 . والطبري ج 13 ص 215
يقول شيخ الاسلام احمد بن تيمية رضي الله عنه
مجموع الفتاوي ج 15 ص 352
ومن زعم ان الكتاب غلط فهو الغالط غلطا منكرا فان المصحف منقول بالتواتر وقد كتبت عده مصاحف فكيف يتصور في هذا غلط .
والغريب في الامر ان مثل تلك الروايه موجوده في بعض كتب التفسير . وبعد ان اوردها المفسرون بينوا بطلانها وسقوطها
قال ابي حيان في البحر :
قرأ الجمهور { وقضى } فعلاً ماضياً من القضاء. وقرأ بعض ولد معاذ بن جبل: وقضاء ربك مصدر { قضى } مرفوعاً على الابتداء و { أن لا تعبدوا } الخبر. وفي مصحف ابن مسعود وأصحابه وابن عباس وابن جبير والنخعي وميمون بن مهران من التوصية. وقرأ بعضهم: وأوصى من الإيصاء، وينبغي أن يحمل ذلك التفسير لأنها قراءة مخالفة لسواد المصحف والمتواتر هو { وقضى } وهو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم في أسانيد القراء السبعة.
تفسير ابن عطية :
وقال الضحاك تصحف على قوم وصى بـ " قضى " حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف.قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف وإنما القراءة مروية بسند، وقد ذكر أبو حاتم عن ابن عباس مثل قول الضحاك، وقال عن ميمون بن مهران: إنه قال إن على قول ابن عباس لنوراً، قال الله تعالى
{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك }
[الشورى: 13] ثم ضعف أبو حاتم أن يكون ابن عباس قال ذلك، وقال لو قلنا هذا لطعن الزنادقة في مصحفنا .قال الخازن في تفسيره :
قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير هذا القول بعيد جدا لأنه يفتح باب أن التحريف والتغيير قد تطرق إلى القران ولو جوزنا ذلك لارتفع الأمان على القران وذلك يخرجه عن كونه حجة ولا شك أنه طعن عظيم في الدين .
يتبع ان شاء الله

v]: hgrvNk fdk hgpt/ ,hgjpvdt