احذري من القول بمقالة المعتزلة !

الله خلق العباد لعبادته فمن أطاعه فله الجنة و منعصاه أدخله النار إن شاء و لا يغفر أن يشرك به.

قال يحيى بن أبي عمر العمراني :

وقالت المعتزلة : خلق الله للعباد وبعثه الرسل وتكليفه لهم أمر واجب لما فيه من المصلحة ، ويجب عليه أن يثيبهم على الطاعة .

وقول من قال هذا يشهد على قائله بالشناعة ، لأن الواجب إنما يكون واجبا بالأمر والنهى من الأعلى لمن هو دونه وليس فوق الله آمر ولا ناه . إذا تقرر هذا وأن الله سبحانه متفضل على العباد بالخلق وبعثة الرسل والتكليف فقد تفضل عليهم ولم يكلفهم من الأعمال إلا وسعهم وما لا يثقل عليهم لقوله تعالى : ! ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ! ، وقوله تعالى : ! ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ) ! ، وقوله تعالى : ! ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ! ، وقوله تعالى : ! ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ! ،
وللمتفضل أن يترك التفضل بما تفضل به ، فلو كلف الله العباد بما يثقل عليهم من العبادات وما لا طاقة لهم به كان ذلك جائزا منه ولا يكون ظالما لهم ، وكذلك لو لم يثبهم على عمل الطاعة لم يكن ظالما لهم ، ولو أثاب من عصاه وأدخله الجنة لم يخرج بذلك عن الحكمة ، ولكنه سبحانه قد أخبر أنه يثيب المطيعين بفضل منه ويعذب الجاحدين بعدل منه ، فاستحقاقه للحكمة ، لذاته لالفعله الحكمة إذ هو موصوف بالحكمة قبل أن يفعل الحكمة ، وقبل أن يخلق الواصفين له بها ، وثبت له أن يتصرف بالعباد كيف شاء لأنهم ملكه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . وقالت المعتزلة والقدرية : لا يجوز من الله في الحكمة إلا ما يجوز من الحكيم منا ، ولا يجوز أن يوصف الله بتكليف العبد ما لا يطيقه ، وقد خلق الله المكلفين تعريضا للمنافع لهم ليصيروا إلى أسنى المنازل ، ولا يفعل بهم إلا ما فيه لهم المصلحة ، وإن فعل بهم غير ذلك فقد ظلمهم .
في العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي رحمه الله:
وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه و سلم في النارلا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون وإن لم يكونوا تائبين بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين
وهم في مشيئته وحكمه : إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز و جل في كتابه : ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
وإن شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ثم يبعثهم إلى جنته وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من ولايته اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به
.