1438 " تربة الجنة درمكة بيضاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 423 :

أخرجه أحمد ( 3 / 361 ) عن مجالد عن الشعبي عن # جابر بن عبد الله # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود : " إني سائلهم عن تربة الجنة و هي درمكة
بيضاء , فسألهم ? فقالوا : هي خبزة يا أبا القاسم , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الخبزة من الدرمك " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد و هو ابن سعيد و ليس بالقوي و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 399 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير
مجالد , و وثقه غير واحد " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير "
( رقم 2956 ) من رواية أبي الشيخ في " العظمة " عن جابر بلفظ : " أرض الجنة
خبزة بيضاء " . و يشهد له حديث أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة , يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ
أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة , فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن
عليك يا أبا القاسم ! ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ? قال : بلى , قال
: تكون الأرض خبزة واحدة , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , فنظر النبي صلى
الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه , ثم قال : ألا أخبرك بإدامهم ?
قال : إدامهم بالام و نون , قالوا ما هذا ? قال : ثور ونون , يأكل من زائدة
كبدها سبعون ألفا " . أخرجه البخاري ( 11 / 313 - 315 - فتح ) و مسلم ( 8 / 128
) .
1439 " ارموا ( بني إسماعيل ) فإن أباكم كان راميا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 423 :

رواه أحمد بن محمد الزعفراني في " فوائد أبي شعيب " ( 82 / 1 ) عن إسماعيل بن
عياش عن ابن حرملة يعني عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # قال :
" مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يرمون فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن ابن عياش قد ضعف في روايته عن الحجازيين ,
و هذه منها , فإن عبد الرحمن بن حرملة مدني و هو صدوق ربما أخطأ . لكن الحديث
صحيح , فإن له طريقا أخرى يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و أسلم يرمون فقال : ( فذكره ) ارموا و أنا
مع ابن الأدرع , فأمسك القوم قسيهم , قالوا : من كنت معه غلب , قال : ارموا و
أنا معكم كلكم " . أخرجه ابن حبان ( 1646 ) و الحاكم ( 2 / 94 ) و قال : " صحيح
على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و له شاهد من حديث زياد بن الحصين عن أبي
العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر
يرمون , فقال : رميا بني إسماعيل ..." . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 189 ) و أحمد ( 1
/ 364 ) و الحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي و هو كما
قال : و له شاهد آخر عند البخاري في " الجهاد و أحمد في " المسند " ( 4 / 50 )
من طريق يزيد بن أبي عبيد قال : حدثني سلمة بن الأكوع قال : " خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم ... " الحديث . و أخرجه الحاكم من طريق
أخرى عن سلمة به و زاد . " فقال : لقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على
السواء ما نضل بعضهم بعضا .
1440 " أريت ما تلقى أمتي من بعدي و سفك بعضهم دماء بعض و كان ذلك سابقا من الله كما
سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 425 :

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 71 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 26 /
2 ) و الطبراني في " الأوسط و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5 / 116 / 2 )
و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 68 ) كلهم عن أبي اليمان الحكم بن نافع
البهراني حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا أنس بن مالك عن # أم حبيبة #
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد على
شرط الشيخين و لم يخرجاه و العلة عندهما فيه أن أبا اليمان حدث به مرتين فقال
مرة : عن شعيب عن الزهري عن أنس . و قال مرة : عن ابن أبي الحسن عن أنس , و قد
قدمنا القول في مثل من حديثه إنه لا ينكر أن يكون الحديث عند إمام من الأئمة عن
شيخين , فمرة يحدث عن هذا , و مرة عن ذاك " .
قلت : هذا الجواب غير سديد هنا لما يأتي . قال أبو زرعة النصري الدمشقي في
" الثاني من حديثه " ( 49 / 1 ) : " سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث
أبي اليمان هذا فقال : ليس له عن الزهري أصل , و أخبرني أنه من حديث شعيب إذ
كان به ملصق بكتاب الزهري , قال : و بلغني أن أبا اليمان قد اتهم و ليس له أصل
كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصقا , و رأيته كأنه يعذر أبا
اليمان , و لا يحمل , قال أبو زرعة : و قد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق
سنة تسع و عشرة و مائتين فقال لي : مثل قول أحمد أنه لا أصل له عن الزهري ,
و رواه ابن عساكر ( 5 / 116 / 2 ) عن أبي زرعة . ثم روى ابن عساكر من طريق عبد
الله و هذا في " المسند " ( 9 / 427 و 428 ) حدثني أبي أنبأنا أبو اليمان
أنبأنا شعيب بن أبي حمزة فذكر هذا الحديث يتلو أحاديث ابن أبي حسين و قال :
أخبرنا أنس بن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث , قال
عبد الله : هنا قوم يحدثون به عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري ? قال : ليس هذا
من حديث الزهري إنما هو من حديث ابن أبي الحسين . ثم روى عن سعيد بن عمرو
البردعي قال قلت لمحمد بن يحيى في حديث أنس عن أم حبيبة حديث شعيب بن أبي حمزة
حدثكم به أبو اليمان و قال عن ابن أبي حسين ? فقال لي محمد بن يحيى نعم : حدثنا
به من أصله عن ابن أبي حسين فقلت : حدثنا به غير واحد عن أبي اليمان و قالوا :
عن الزهري ? فقال : لقنوه عن الزهري !
قلت : يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك ? - و ذاك أن يحيى روى هذا عن أبي
اليمان فقال عن الزهري - فقال لي محمد بن يحيى : رحل إليه بعدي , قلت : فيقال
إنه لم يسمع من شعيب بن أبي حمزة غير حديث واحد و البقية عرض ? قال : لا أعلمه
. ثم روى عن جعفر بن محمد بن أبان الحراني قال : سألت يحيى بن معين عن حديث أبي
اليمان حديث الزهري عن أنس عن أم حبيبة ? فقال يحيى : أنا سألت أبا اليمان فقال
: الحديث حديث الزهري , فمن كتبه عني من حديث الزهري فقد أصاب و من كتبه عني من
حديث ابن أبي حسين فهو خطأ , إنما كتبته في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت
به من حديث ابن أبي حسين و هو صحيح من حديث الزهري هكذا قال يحيى . ثم روى من
طريق إبراهيم بن هاني النيسابوري قال : " قال لنا أبو اليمان الحديث حديث
الزهري و الذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها " .
قلت : و رواه الحاكم أيضا من هذه الطريق و قال عقبه : " هذا كالأخذ باليد فإن
إبراهيم بن هاني ثقة مأمون " .
قلت : و قد تابعه الإمام يحيى بن معين كما تقدم , فثبت لدينا يقينا أن الحديث
من رواية أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أنس , فمن ذهب من الأئمة إلى أنه لا
أصل له كما سبق , فإنما مستنده ما كان حدث به أبو اليمان أول الأمر , أما و قد
صح فراجعه عنه و جزمه بأن الحديث حديث الزهري , فلم يبق لمذهبهم وجه يعتد به في
العلم و بذلك يظهر أن الحديث صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم و وافقه
الذهبي . و أما لو كان الحديث من رواية شعيب عن ابن أبي حسين عن أنس فيكون
معلولا بالانقطاع لأن ابن أبي حسين و اسمه عبد الله بن عبد الرحمن لم يذكروا له
رواية عن أحد عن الصحابة غير أبي الطفيل عامر بن واثلة . و الله أعلم .
و للحديث طريق أخرى و لكنه واه يرويه موسى بن عبيدة عن محمد ابن عبد الرحمن بن
أبي عياش الزرقي عن أنس بن مالك عن أم سلمة مرفوعا . أخرجه ابن عدي ( 423 / 2 )
و ابن أبي عاصم أيضا , لكن وقع عنده " سعيد بن عبد الرحمن " مكان " محمد بن عبد
الرحمن بن أبي عياش الزرقي " : و موسى بن عبيدة ضعيف لا يحتج به .