1534 " ارفعوا عن بطن محسر , و عليكم بمثل حصى الخذف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 47 :
أخرجه أحمد ( 1 / 219 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 72 ) و البيهقي ( 5
/ 115 ) من طريق سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد عن
# ابن عباس # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه ابن خزيمة في
" صحيحه " ( 1 / 278 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 462 ) و عنه البيهقي من طريق محمد بن
كثير حدثنا سفيان بن عيينة به . إلا أنه قال : " ارفعوا عن بطن عرنة , و ارفعوا
عن بطن محسر " . فلم يذكر الشطر الثاني منه . و قال : صحيح على شرط مسلم " ,
و هو كما قال . ثم ذكر له شاهدا من طريق أخرى عن ابن عباس نحوه . و له شاهد آخر
من حديث جبير بن مطعم صححه ابن حبان , و قد أشرت إليه في " تخريج المشكاة " (
2596 ) . و الحديث أخرجه الطحاوي من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي :
حدثنا ابن عيينة به أتم منه , و لفظه : " عرفة كلها موقف , و ارفعوا عن بطن
عرنة , و المزدلفة كلها موقف و ارفعوا عن بطن محسر , و شعاب منى كلها منحر " .
و إسناده صحيح أيضا . و أما الأمر بحصى الخذف فقد جاء عن جمع من الصحابة , و قد
مضى تخريج الكثير منها برقم ( 1437 ) .
1535 " الزم بيتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 48 :
رواه ابن عدي ( 325 / 1 ) و ابن عساكر ( 16 / 388 / 1 ) عن أبي الربيع الزهراني
أخبرنا الفرات بن أبي الفرات قال : سمعت معاوية بن قرة يحدث عن # ابن عمر # أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على عمل , فقال : يا رسول الله : خر
لي . فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , الفرات بن أبي الفرات , قال أبو حاتم : صدوق . و قال
ابن معين : ليس بشيء . و قال ابن عدي : " الضعف بين على روايته " . لكن الحديث
ثابت لأن له شواهد يتقوى بها منها عن أبي ذر في حديث طويل له , أخرجته في
" الإرواء " ( 2517 ) . و منها عن محمد بن سلمة الأنصاري في حديث له . أخرجه
أحمد ( 4 / 225 ) . و رجاله ثقات لولا أن الحسن البصري لم يصرح بالسماع .
و منها عن أبي موسى الأشعري في حديث له في الفتن جاء في رواية أبي داود عنه في
آخره : " قالوا : فما تأمرنا ? قال : كونوا أحلاس بيوتكم " . و من طريق أبي
داود أخرجه الحاكم ( 4 / 440 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و أقره الذهبي .
و قد خرجته في " الإرواء " أيضا . و منها عن عبد الله بن عمرو بن العاص في حديث
له مضى تخريجه و الكلام على هذه الزيادة منه بصورة خاصة برقم ( 205 ) . و منها
عن أبي ثعلبة الخشني , و إسناده ضعيف كما بينته في " الضعيفة " رقم ( 1025 ) من
المجلد الثالث , و سيطبع قريبا إن شاء الله تعالى .
1536 " ألظوا بـ ( يا ذا الجلال و الإكرام ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 49 :
روي من حديث # ربيعة بن عامر و أبي هريرة و أنس بن مالك # .
1 - أما حديث ربيعة فيرويه عبد الله بن المبارك أخبرني يحيى بن حسان عن ربيعة
ابن عامر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه البخاري في
" التاريخ " ( 2 / 1 / 256 ) و الحاكم ( 1 / 498 - 499 ) و أحمد ( 4 / 177 )
و أبو عبد الله بن منده في " المعرفة " ( ق 13 / 1 ) و في " التوحيد " ( ق 72 /
2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 6 / 107 / 1 ) كلهم عن ابن المبارك به .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال ابن
منده في الكتاب الأول : " حديث غريب , لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . و قال في
الكتاب الآخر : " يحيى بن حسان فلسطيني ثقة مشهور " . و قال الإمام أحمد في
روايته هذه عن ابن المبارك : " يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس و كان شيخا
كبيرا حسن الفهم " . و وثقه النسائي أيضا و ابن حبان .
2 - أما حديث أبي هريرة فيرويه رشدين بن سعد حدثنا موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عنه مرفوعا . أخرجه الحاكم , و رشدين ضعيف .
3 - و أما حديث أنس فيرويه مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن حميد عنه .
أخرجه الترمذي ( 4 / 267 ) و قال : " حديث غريب , و ليس بمحفوظ , و إنما يروى
هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم ,
و هذا أصح , و المؤمل غلط فيه , فقال : عن حميد عن أنس , و لا يتابع فيه " .
قلت : و ذكر نحوه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 170 و 192 ) لكن قوله :
" و لا يتابع عليه " فيه نظر , فقد ذكر ابن أبي حاتم أيضا أن روح بن عبادة رواه
عن حماد عن ثابت و حميد عن أنس به . و أخرجه أبو سعد المظفر بن حسن في " فوائد
منتقاة " ( 136 / 2 ) . ثم قال ابن أبي حاتم : " قال أبي : هذا خطأ حماد يرويه
عن أبان بن أبي عياش عن أنس " .
قلت : و روح بن عبادة ثقة فاضل احتج به الستة , فلا أدري وجه تخطئته , بدون حجة
بينة , مع إمكان القول بصحة ما رواه هو , و ما رواه غيره من الثقات , بمعنى أن
حماد بن سلمة كان له عدة أسانيد عن أنس , فرواه روح عنه عن ثابت و حميد ,
و تابعه المؤمل - و إن كان فيه ضعف - عنه عن حميد . و رواه أبو سلمة قال :
حدثنا حماد عن ثابت و حميد و صالح المعلم عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم
كما في " العلل " , و لا مانع من مثل هذا الجمع , فإن له أمثلة كثيرة في الرواة
, و منهم حماد بن سلمة بالخصوص لسعة حفظه . و الله أعلم . و قد وجدت له طريقا
أخرى عن أنس , فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 17 / 2 ) : حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , غير الرقاشي فإنه ضعيف مع زهده ,
فروايته لا بأس بها إن شاء الله في المتابعات . و جملة القول أن الحديث صحيح من
الطريق الأول من حديث ربيعة , و الطرق الأخرى تزيده قوة على قوة .
المفضلات