الجزء الأول:

على مدار أكثر من 1400 عام والمسلمون يحاولون أثبات أن محمد نبياً, وعلى مدار القرون وهم يدرسون ويزيفون ويخترعون ويلفقون ويوظفون كل طاقتهم فى البرهان على أن محمد نبياً وأن القرآن كتاب سماوياً, ولكن الكاذب ينسي دائماً, فنسوا أن كتبهم تفضح أدعاءاتهم, والسير النبوية سقط كاتبيها فى فضح النبي المزعوم, والقرآن المسروق.
وأما عن محمد, فأن الإعداد لصنعه كان قبل مولده بأجيال, ولنبدأ المشوار من أوله

السيرة الحلبية
وهو الكتاب المسمى
( إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون)
علي بن برهان الدين الحلبي
من الكتب المشهورة في السيرة النبوية جمعها من كتاب عيون الأثر لابن سيد الناس (وذكر أنه أحسن ما ألف في السيرة) واختصر منه الأسانيد، ومن سيرة الشمس الشامي. وحاول تنقية كتابه من الروايات الموضوعة المكذوبة، وحلى كتابه بتوزيع همزية البوصيري بحسب أحداث السيرة، كما يذكر شيئاً من أبيات تائية السبكي، وأبيات ابن سيد الناس في ديوان بشرى اللبيب بذكرى الحبيب. وكثيراً ما ينسب النقول الى قائليها وكتبهم، والأحاديث الى مخرجيها وأحياناً يحكم عليها. وقد أطال في آخر الكتاب الكلام على سرايا النبي وشمائله وخصائصه وصفاته
جاء فى ص 5 من الجزء الأول النص التالي
كان كعب يجمع قومه يوم العروبة: أي يوم الرحمة الذي هو يوم الجمعة، ويقال إنه أول من سماه يوم الجمعة لاجتماع قريش فيه إليه، لكن في الحديث كان أهل الجاهلية يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، واسمه عند الله تعالى يوم الجمعة. قال ابن دحية: ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الاسلام، وسيأتي في ذلك كلام فكانت قريش تجتمع إلى كعب
ثم يعظهم ويذكرهم بمبعث النبي، ويعلمهم بأنه من ولده، ويأمرهم باتباعه، ويقول: سيأتي لحرمكم نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، وينشد أبياتاً آخرها:

على غفلة يأتي النبي محمد................فيخبر أخباراً صدوق خبيرها
فلنتأمل تلك الفقرة من ذلك الكتاب
يقول الكاتب: ثم يعظهم ويذكرهم بمبعث النبي، ويعلمهم بأنه من ولده.
فهل كعب هذا كان من أنبياء الله؟ كلا بالطبع, بل هو رجل يريد أن يتسلط على قومه فيدعي أن هناك نبياً, وليس هذا فقط بل يقول بكل ثقة: بأنه من ولده
وكعب هذا هو الجد الثامن لمحمد, أي من قبل مولد محمد بثمان أجيال, فكان بهذا يُهئ قريش لتقبل نبيا من صلبه, وليس هذا فقط بل وذكر أسمه, وهذا أمر بغاية الغرابة
أليس هذا تأكيد لدور عشيرة محمد فى صناعة الإسلام ونبيه
أرجو الحوار بموضوعية, وبدون عصبية من الجميع