بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، و بعد :
يسرني أن أنقل إليكم بحث حول الانتقادات الموجهة إلى متن حديث التربة و الذي قام باعداده الأخ الفاضل خالد بن عبد الرحمن جزاه الله خيراً .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وبعد:
فهذا بحث في حديث "التربة" -وسيأتي نصه- وهو يختص بالانتقادات التي وجهت إلى متنه.
وقد قمت بحصر هذه الانتقادات، واخترت ثمانية منها؛ أرجعتها إلى ثلاث نقاط رئيسة:
الأولى: أن متن هذا الحديث يخالف القرآن، وهذه هي أهم النقاط في نظري.
والثانية: أن الخلق وقع يوم الأحد، والحديث يخالف في ذلك، ويقول: إن الخلق وقع يوم السبت.
والثالثة: أن الحديث يوافق الإسرائيليات.
وهذه الانتقادات هي أهم ما يوجه إلى الحديث، كما أنها تمثل أهم المسالك في نقد متون الأحاديث عموماً.
وقد قدمت لذلك بذكر نص الحديث من طريقين له عند مسلم وغيره، وعند النسائي في "السنن الكبرى" كما قدمت بحديث مختصر عن إسناده، وبعض الانتقادات التي وجهت لهذا الإسناد.
وقد توخيت في هذا البحث الدراسة الموضوعية، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في ذلك. وأسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين.
نص الحديث وبيان مدى صحته باختصار:
نص الحديث:
لقد جاءت روايتان لمتن الحديث؛ إحداهما رواها مسلم في "صحيحه" وغيرُه، عن أبي رافع، والأخرى رواها النسائي في "السنن الكبرى" عن عطاء بن يسار؛ كلاهما عن أبي هريرة، وسوف أذكر الروايتين ومن روى كلاً منهما:
1 - أما الرواية الأولى؛ فقد رواها مسلم وغيره: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم -عليه السلام- بعد العصر من يوم الجمعة -في آخر الخلق- في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل".
"أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:
وقد روى هذه الرواية عن أبي هريرة: أبو رافع عبد الله بن رافع. وقد روى الحديث عنه من طريق أيوب بن خالد الأنصاري عنه به.
وعن أيوب بن خالد رواه المحدثون من أربعة طرق:
ا – من طريق إسماعيل بن أمية ورواه عنه:
مسلم في "صحيحه" برقم (2789)
وأبو يعلى في "مسنده" (6132)
وأحمد في "المسند" (8323)
وابن حبان في "الصحيح" (6161)
والنسائي في "التفسير" من "الكبرى" (1/201)
والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/3) وفي "الصفات" ص42وص486
وابن معين في "التاريخ" (210)
والطبري في "التفسير" (12/3) وفي "التاريخ"(1/23)
والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/175)
جميعا من طريقين: عن حجاج بن محمد، وهشام بن يوسف؛ كلاهما عن ابن جريج: عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ وبهذا السياق بتمامه.
وقد ذكره البخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" (1/413).
ب – من طريق صفوان بن سليم: وقد رواها عنه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص33-34.
ج – من طريق إبراهيم بن أبي يحيى: ورواه عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص487
د – موسى بن عبيدة: وقد ذكر هذه الطريق البيهقي في "الأسماء والصفات" ص487.
2 – أما الرواية الثانية؛ فقد رواها النسائي: عن عطاء عن أبي هريره، وذلك من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عنه به.
قال النسائي -رحمه الله-:
"أنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدثني محمد بن الصباح قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: نا الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج المكي، عن عطاء:
عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال:
"يا أبا هريرة! إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع.
وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والتقن يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة؛ في آخر ساعة من النهار، بعد العصر.
وخلق أديم الأرض؛ أحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها؛ من أجل ذلك جعل الله -عز وجل- من آدم الطيب والخبيث".
hghkjrh]hj hgl,[im gljk p]de hgjvfm
المفضلات