-ص 457 -
القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قبض فيه فإنه عرض عليه مرتين فحضره عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل " ( 1) .
وقال ابن حجر العسقلاني :" ومن طريق مجاهد عن ابن عباس قال : أي القراءتين ترون كان آخر القراءة ؟ قال : قراءة زيد بن ثابت . فقال : لا ! إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين ، وكانت قراءة بن مسعود آخرهما . وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه ".
وقال :" وعند مسدد في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباس سمع رجلا يقول : الحرف الأول . فقال : ما الحرف الأول ؟ قال : إن عمر بعث ابن مسعود إلى الكوفة معلما ، فأخذوا بقراءته ، فغير عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول . فقال ابن عباس : إنه لآخر حرف عرض به النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم على جبريل . وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال : قال لي بن عباس : أي القراءتين تقرأ ؟ قلت : للقراءة الأولى قراءة ابن أم عبد ، يعني عبد الله بن مسعود قال : بل هي الأخيرة ! إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يعرض على جبريل ، الحديث ، وفي آخره فحضر ذلك ابن مسعود فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل ، وإسناده صحيح " ( 2 ) .
( 1 )الإحكام لابن حزم ج6ص266.
( 2 ) فتح الباري ج9ص46 ، بـهذا تعلم قيمة ما ذكره ابن تيمية في مجموع فتاواه ج13ص395 : ( فإنه ثبت في الصحاح عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن جبريل عليه السلام كان يعارض الني صلى الله عليه (وآله) وسلم بالقرآن في كل عام مرة ، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين والعرضة الأخيرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره ) !! ، وابن تيمية وجد في كلمة (وغيره) مندوحة ، أو قل مهربا من المؤاخذة لأن ابن مسعود والصحابة وأنا وأنت ندخل في قوله (وغيره) !!
وأضف إلى ذلك أن عثمان كان يأمر كتبة المصحف حال اختلافهم مع زيد أن يذروا قراءة زيد ويكتبوه بلسان قريش ، فكيف يكون زيد هذا آخر الناس عهدا بعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، قال ابن حجر فيالفتح ج9ص20 : ( قال ابن شهاب : فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه . فقال القرشيون التابوت وقال زيد التابوه فرفعوا اختلافهم إلى عثمان فقال : اكتبوه التابوت فانه نزل بلسان قريش ) ، فالظاهر أن ابن تيمية يرى مخيلته كافية للحكم والبت بأي شيء يعترضه !
المفضلات