قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( ان النصارى الحلولية والجهمية المعطلة اعترضوا على اهل السنة فقالت النصارى : القرآن كلام الله غير مخلوق والمسيح كلمة الله فهو غير مخلوق ، وقال الجهمية : المسيح كلمة الله وهو مخلوق والقرآن كلام الله يكون مخلوقا !!
واجاب احمد وغيره : بأن المسيح نفسه ليس هو كلاما فإن المسيح انسان وبشر مولود من امرأة وكلام الله ليس بإنسان ولا بشر ولا مولود من امرأة ولكن المسيح خلق بالكلام ، واما القرآن فهو نفسه كلام الله ، فأين هذا من هذا ؟! وقد قيل : اكثير اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الاسماء وما من عاقل اذا سمع قوله تعالى في المسيح - عليه السلام - : انه كلمته ألقاها الى مريم الا يعلم انه ليس المراد ان المسيح نفسه كلام الله ولا انه صفة الله ولا خالق ) انتهى كلامه من "الجواب الصحيح" .
قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية: (بالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: (كن) فكان عيسى بـ(كن)، وليس عيسى هو (كن)، ولكن بـ(كن) كان، فـ(كن) من الله تعالى قول، وليس (كن) مخلوقاً، وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى)
يقول محمد علي الصابوني في (صفوة التفاسير) :"جاء التعبير هنا بقوله ( قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) و في قصة يحيى ( قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (٤٠)) و السر في ذلك هو أن خلق عيسى من غير أب إيجاد و اختراع من غير سبب عادي فناسبه ذكر الخلق , و هناك الزوجة و الزوج موجودان و لكن وجود الشيخوخة و العقم مانع في العادة من وجود الولد فناسبه ذكر الفعل " .
المفضلات