اختصار كتاب اليسوعية والفاتيكان

اليسوعية والفاتيكان

الكاتب فيصل الكاملي أتى في هذا الكتاب بالكثير من النتائج الجديدة في الأوساط العلمية ولم يكتفي بمصدر أو مصدرين كما فعل الكثير ممن ألف قبله ممن كون كتابات سطحية بل وبعضهم أضحك الناس من كتاباته ولا تزال بعضها ماثلة أمامي فقد قال بعضهم (الماسونية نشأة سنة 75م) ….!
لكن الكاتب فيصل الكاملي قد أضاف إلى المكتبة الإسلامية كتابا علميا وبحثا حافلا بالاستشهادات الغربية واستفاد من المراجع الغربية أيما استفادة بل ووظفها توظيفا يشكر عليه في الحقيقة فقد أكثر النقول بل واستشهد في كلامه وما يقرره بمقولاتهم ولم تخلو حقيقة يقررها من استشهاد يسوقه على لسانهم..
وبض النظر عما خرج به الكاتب من آراء جديدة قد تبدو لأول وهلة غريبة بعض الشئ!
لكن الكاتب يعد من أوائل من خرج بهذه الاستنتاجات وفق الله الكاتب لكل خير وهداه إلى الحق.
وللاستفادة أولا من هذا الكتاب وأيضا لنشر أفكاره بسبب أهميتها أحببت أن أختصر هذا الكتاب ومنهجي هو التالي:

  • سأقتصر على الأفكار الرئيسية
  • أيضا سأنقل استنتاجات المؤلف دون ذكر الشواهد التي يذكرها المؤلف للاستشهاد
  • أخيرا سأنقل نفس تبويبات المؤلف ليبقى الأمر واضحا للقارئ إن أراد الرجوع لأي جزء شاء.


نبدأ باسم الله
الفصل الأول:الباطنية وعبادة الشمس
كانت عبادة الشمس سائدة في القرون التي كانت قبل عيسى عليه السلام وكما قال الله تعالى عن قوم إبراهيم (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ..الآية)
,ويذكرون أيضا الأساطير التي تقول إن إله القمر أنجب من زوجته آلهة:و هم الشمس والزهرة(عشتار) وإله العواصف والمطر(هدَد) وأصبحت هذه الثلاثة –الشمس والقمر والزهرة – ثالوثا يعبد من دون الله .
ولما كانت الشمس أشد الأجرام إضاءة كانت عبادتها هي الغالبة على تلك الشعوب وأصبحت الإلهة الأخرى تجسدات للشمس.
وكان الشعوب تعبد الإله الشمس وتطلق عليها أسماء مثل “لارسا” و “نرجال” كذلك عشتار (الزهرة ) كانت تعبد ويطلق عليها إطلاقات مثل عشتورت عند اليهود وإيزيس عند المصريين.

تطور عن هاتين الالهتين (عشتار والشمس ) ثنائية عرفت باسم (إنانا ودموزي) أو (عشتار وتموز) وهي أسطورة تصور لنا أن الشمس” تموز” رسولا لعشتار “ملكة السماء”إلى العالم السفلي ليستجيب لصرخات المزارعين فينزل عند حلول الربيع أو أثناء الانقلاب الصيفي ليعود ساحبا وراءه الخضار أثناء الانقلاب الشتوي.
أثرت هذه الأساطير على الكنعانيين فيما بعد وأيضا على المصريين والإغريق ثم انتقلت إلى الروم بعد ذلك ,وعرفت بأسماء أخرى عندهم وهي حورس وأدونيس وبعل وآتيس..حتى رحلت إلى الكنيسة الكاثوليكية باسم مريم العذراء وابنها ورغم تعقد الأمور فيما بعد إلا أن هذا النزول الإلهي لم يتغير كثيرا…
وإليك أهمها :
إنانا ودموزي (عشتار وتموز)
إنانا تعني سيدة السماء وأما دموزي أي الابن الوفي .
ولعل أول نص خطه الإنسان عن الأم الكبرى وابنها (أو حبيبها) القتيل هو نص الأسطورة السومرية المعروفة باسم”هبوط إنانا إلى العالم السفلي” –وقد نقل المؤلف نص الأسطورة-
وخلاصتها أن تموز هبطت إلى الأرض وكان ينزع منها حللها وحليها وعند الباب السابع نزع منها حلة السيادة فنزلت إلى الأرض فماتت…….عادت للحياة ثم أرادت الصعود فلم تستطع فكان لا بد من تقديم قربان … فذهبت تبحث عن قربان برفقة العفاريت فوجدوا تموزي فجاء الجن فضربوا تموزي حتى مات….


عشتار وتموز عند الكنعانيين:
انتقلت الأسطورة إلى الإغريق عن طريق جزيرة قبرص وأصبحت عستارت أو عشتارت وفيها ما مختصره :أن عشتارت أو عستارت وهي ولدت الإله الجميل أدونيس ولما كان بارع الجمال وضعته في صندوق فأحكمت قبضه , فعثرت عليه برسفوني فقررت الاحتفاظ به فاختصمتا, فقضى كبير الالة الكبير أن تبقى عند الأولى نصف السنة وعند الأخيرة النصف الآخر من السنة.

إذن أدونيس هو تموز بثوبه الكنعاني

عشتار عند المصريين
عشتار وتموز صارت عند المصريين باسم إيزيس وحورس , وتروي الأساطير قصة مشابهة لقصة الإله عند الكنعانيين مع بعض الاختلافات لكن الجوهر واحد.
وحورس هذا هو العين الموجودة أعلى الدولار الأمريكي انظر الصورة ص29



الفصل الثاني:اليهودية وعبادة الشمس
نزعة اليهود للوثنية معلومة وقد قالوا لموسى (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة …الآية) فبعد وفاة نبي الله موسى عليه السلام قام اليهود كما في سفر القضاة –وقد نقل المؤلف كلامهم في أسفارهم-”أن اليهود اقترفوا شرا ونبذوا الرب وعبدوا آلهة أخرى” ,
وفي عهد يوشع فُتح القدس ودخل اليهود القدس واختلطوا بالكنعانيين الذين يعبدون بعلا.

السبي البابلي:
بعد عهد داوود و سليمان عليهما السلام انقسم اليهود إلى قسمين تبعا لولدا سليمان اللذان انفصلا إلى مملكتين جنوبية وشمالية.
وفي ظل هذه المملكة المنقسمة تقدم إيليا (إلياس عليه السلام) يدعو إلى الله أمام الملك آخاب فكذبوه : الله تعالى (وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه إلا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ..الآيات)
الملك آخاب انتصر لبعل وعشتار وتروي لنا الأسفار كيف أشرك وأقام مذابح البعل ونصب تماثيل وأقام المذابح لكل الكواكب وأوغل في ارتكاب الشر ..حتى غضب الرب عليه فتوعدهم بتخريب أورشيليم (سفر الملوك)
زحف فرعون مصر إلى فلسطين واحتلها مما اغضب نبوخذصر وقد كانت الذي كان ببابل فزحف إلى فلسطين وهزم فرعون مصر وسبى أكثر اليهود.
مدرسة فارس
سقطت بابل بأيدي الفرس على يد الملك كورش الذي سمح لليهود بالعودة إلى فلسطين ودفع بالذهب والفضة ليبنوا هيكل سليمان عليه السلام.
أرسل هذا الملك ملكا مجوسيا على اليهود في فلسطين لعلمه أن اليهود وبال عليه في دولته ويحدثنا حزقيال إذ يقول في سفر حزقيال يصف الهيكل (فدخلت فنظرت فإذا فيها كل تصاوير الحيوانات النجسة وجميع أصنام شعب إسرائيل مرسومة على الجدران …..حتى قال فإذا بالرب بين الرواق والمذبح وإذا بنحو خمسة وعشرين رجلا أداروا ظهورهم للرب ساجدين للشمس )
نار فارس ونار اليهود
إذن عرفنا أن الهيكل يهوديا برعاية مجوسية فكان هيكلا للشمس سواء سميناها بعل أو مولك أو يهوه, لكن ما دخل النار المجوسية في الهيكل؟أوليست النار فارسية.
أن العجب يزول عندما نعلم أن جامع التوراة الضائعة ومزورها هو عزرا الذي ارتبط بالبلاط الفارسي للملكة (أرتحششتا) فلما جمع التوراة جمعها مع معتقداته المجوسية فكان مؤسسا لما يسمى اليهودية الحاخامية وقد أحسن ماكس ديمونت عندما وصفه بأنه بولس اليهودية الجديدة.

مدرسة فارس والفلاسفة:
تعرضت اليونان لموجات من هجرات الكنعانيين إليها بل والحضارة اليوانانية جاءت من المشرق وليس من الغرب كما يظن البعض وقد نقل الفينيقيون أو الكنعانيون مما نقلوه “بعل وعشتار”
تتناقل الأساطير اليونانية قصة تحكي اختطاف الآلهة الشمس من قبل إله العالم السفلي بموافقة أبيها زيوس ,وبعد بحث طويل تثور أمها ديميتر لتلقى جفافا على الأرض مما دفع زيوس إلى التراجع وإعادتها إلى أمها .
وهي كما ترى تدور حول (هبوط أنانا إلى العالم السفلي) وكما ترى تصور دوران الشمس بين الفصول كما كان تموز أو بعل
أما النسخة الأخيرة من الأسطورة فهو أن ديميتر تخفى ابنتها برسفوني في أحد الكهوف فيتسلل إليها الإله زيوس بصورة ثعبان فيضاجعها فتحمل فتقوم الإله الأم ديميتر فتقتل انته غيرة فيتحول إلى ثور ثم إلى شجر رمان من أثر التقطيع ولكن عاد بفعل الإله .
ولأنه تحول إلى ثور فهو يسمى ابن البقرة وذو القرنين .
وهذه الأسطورة تحول حولها الأسرار الديونيسية وقد تأثر بهذه العقائد كبار الفلاسفة اليونانيين أو الاغريقين
وأما أفلاطون وفيثاغورس فقد تأثرا بتلك الأساطير وقد كان لذهابهم إلى بابل التي كانت تحت حكم الفرس في ذلك الوقت أشد الأثر أيضا
وما يقال أنهم أخذا كثيرا من علومهم من توراة موسى فالمقصود توراة عزرا
كما أن إفدوكسوس الكنيدوسي كان تلميذا بارزا لأفلاطون فقد تعلم الكهانة من بابل ومصر علما بأن كلمة السحر معناهها بالاتيني magikos ثم أصبحت بالانجليزي magice ومعناها مجوس…!
كما أن أفلاطون دعا إلى دعاء الكواكب وكان يسب الشمس والقمر الإلهين
ولا عجب أن يجتمعا اليهود والفلاسفة والمجوس على عبادة الكواكب والنور فمصدرهم واحد

القبالاة
وتعني القبول بعبادة الشمس والعالم النوراني تقول الأسطورة:أن الشمس قبل أن تشرق يتبدى الأمير الموكل بها (الشيطان ) وقد كتبت على رأسه الأحرف القدسية للاسم الأعظم.
هكذا أصبحت عبادة الشمس وبعل مطابقةً لعبادة الشيطان وما الجهود المعاصرة لعبادة الشيطان إلا لصرف الناس عن عبادة الله جل وعلا

الفصل الثالث:النصرانية وعبادة الشمس:
قام شاؤل الذي ينحدر من سلالة الفريسين الذين كانوا عباد الهيكل الثاني .وبولس هذا أو شاؤل لم يعتنق النصرانية بل تظاهر بهذا ليفسد النصرانية قال عن إنجيليه:عجبا كيف تتحولون بمثل هذه السرعة عن الذي دعاكم بنعمة المسيح وتنصرفون إلى إنجيل غريب…….. لا أعنى أن هناك إنجيلا غير إنجيلي إنما هنالك من من يثيرون البلبلة بينكم ….إلى آخر ما قال انظر ص 69 لقراءة النص كاملا.

قسطنطين والنصرانية :
في مستهل القرن الرابع الميلادي كانت هناك نقلة نوعية في عقائد النصارى إذ تظاهر الملك قسطنطين باعتاقه النصرانية وزعم أنه رأى في منامه صورة صليب مكتوب عليه بالرومية
بهذه العلامة تغلب فلما أصبح أمر الجنود بوضع الصليب على التروس.
اختار قسطنطين يوم الأحد ليكون عيدا للنصارى بدل يوم السبت وعرف بيوم الشمس Sunday.
كما عقد مجمع نيقية عام325م واختار من الأسفار ما كان موافقا للوثنية وهذه هي بداية الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ,فالرومانية فلأنها في روما, ومعنى كاثوليك أي شامل والمقصود أي سلطانها شامل لكل نصارى المعمورة.
تبنت الكنيسة الوثنية الفرعونية المتمثلة في عبادة زيوس وحورس وهما الشكل الفرعوني لبعل وعشتار وصورت المسيح وأمه على الهيئة التي صور بها إله الشمس الفرعوني وأمه إيزيس
ولم يكن هذا الاقتباس من الوثنية من قبيل المصادفة ففي (مريم)Mary أكد ستة باحثين أن انتشار الإمبراطورية الرومانية يبدوا جليا أنها أخذت من تصاوير العالم النصراني الذي عاشت فيه .
وقد منحت الكنيسة اسم ملكة السماء إلى مريم وهو اللقب الذي منح لشتى أشكال عشتار وهكذا لم يبق لمريم إلا أن كون زوجة عشتار كما في الأساطير ألا لعنة الله على اليهود والنصارى
ولما لم تستطع الكنيسة البوح بهذه الصفات نسبت هذه الصفات لمريم المجدلية وهذه الأخيرة يصورها العهد الجديد بغيا ثم تابت بعد أن خرج منها المسيح
ومن هذه الأسفار من يلمح إلى هذه العلاقة بين الزوجين كما يقولن لعنهم الله .
ثم جاء دان بروان في روايتة المشهورة شيفرة ديفنشي ليؤكد زواج مريم المجدلية من المسيح عليه السلام ,وأن ملوك أوربات من سلالته في محاولة بائسة لنسبة ملوك أوربا إلى الآلهة كما فعل الوثنيون من قبل .
وتلفيقا للجانب الذي لم تستطع الكنيسة البوح به من أن المسبح ومريم عليهما السلام في نظرها أم وابن وزوج وزوجة في آن واحد ..وإن شئت فقل هما مجرد رمز لعبادة إيزيس وحورس أو بعل وعشتار ,
فالثالثوث المصري الذي كان الابن حورس والأب سب والأم إيزيس تحول إلى الأب (الأب ) والابن يسوع إلا مريم
وقد أشار القران إلى تأليه النصارى لمريم وابنها كثيرا..
أما المسيح فقد أطلقت عليه الكنيسة كما في دائرة المعرف الكاثوليكية بشمس العدل فهل كانت مصادفة أيضا؟
وتجد ما يرمز للشمس في الكنيسة مثل الشمعدان وغير ذلك مما ذمر المؤلف انظر ص 78 تجد صورا مفيدة.