حكاية الحمار و الجزرة؟

كان هناك ولد يضحك على حمار بجزرة.
كان الحمار حماره، وكانت الجزرة جزرته.
كان مع الولد عصا طويلة وضعها على عنق الحمار بالطول، ثم ربطها بعنقه
فامتدت أمام رأسه متراً، ثم ربط في طرف العصا أمام الحمار جزرة.
وعندما رأى الحمار الجزرة تتأرجح أمام عينيه أسرع الخطى لينالها
ولكنها استمرت في مكانها لا تقترب، وكلما أسرع الحمار أسرعت
وكلما أبطأ أبطأت، وظلت المسافة بين فم الحمار وبين الجزرة ثابتة
و لكنه ظل يدأب ..

ما أعجب ما وضعت الحياة من نظم تصدق على الإنسان كما تصدق على الحمار

فلا بد من هدف يتراءى و يخبو حتى نظل عبيدا له و للحياة

تشقينا و تكد منا الجسد والعقل و الفهم ثم لا تشبع و لا نشبع

من منا قال و هو في رحلة الحياة : " إلى هنا يجب أن أستريح؟

"من منا سعى إلى الثروة فنالها فقال: لم أصبح في حاجة إلى مزيد؟
من لم يتزوج طلب الزواج و من تزوج طلب المزيد !!
من رزق بالذكور يطلب البنات!!
و من رزق بالبنات يطلب الذكور!!
و من رزق الاثنين يقول هل من مزيد!!
من منا تخلف عن السعي لأنه بلغ نهاية الشوط؟
و لكن هل في الحياة شوط له نهاية؟؟
إننا كلما بلغنا ما نعده نهاية بدأ شوط جديد فنظل عبيدا أبدا لشهواتنا
و مطامعنا و آمالنا كاذبة كانت أم صادقة, أمينة أم خادعة , سعيدة أم شقية

إن بلغنا السعادة بحثنا عن الشقاء .. إن استراح كل منا عند نهاية الشوط
و لم يبدأ شوطا جديدا كانت نهاية الشوط نهايته و ليس منا من يحب أن يموت !!!!!

فهل نظر كلا منا لما في يده و قال الحمد لله

و بدلا من السعي وراء المجهول و الذي نعتقد سعادتنا فيه و نلهث وراءه
و هو مرة يطمعنا فيه و مرة يبعدنا عنه في رحلة شقاء سرمدية !!!!!!!!
أليس من الأفضل أن ننظر لما في أيدينا و نقول بلسان الحال و المقال
اللهم لك الحمد اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و ارزقنا الرضى به
وقنا شر أنفسنا و شر شياطين الإنس و الجن يا رب العالمين

"وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"( سورة النحل: 18)

-إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك
فأنت أغنى من 75% من سكان العالم

-إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيء منه لوقت الشدة
فأنت واحد ممن يشكلون 8% من أغنياء العالم

-إذا كنت قد أصبحت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة
فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم ....

منقول