التساهل في التاريخ والقصص الذي ذكره بعض أهل العلم قديماً لا يعني تصديق هذه الأخبار ولا يعني تمريرها مهما كانت وإنما هو تساهل في جواز نقلها والإستئناس بها دون تصديق أو تكذيب فإن وافقت شواهد صحيحة فهي صحيحة وإن خالفت شواهد صحيحة فهي ضعيفة لا يُعتد بها وهي كنقل أخبار بني إسرائيل وأيام العرب في الجاهلية وأشعارهم للاستئناس فهذا معنى التساهل في نقلها ويدل على ذلك أنه لا توجد رواية في كتب التاريخ اسلامي المعتمدة بغير إسناد والحمد لله ..
فكان العلماء يكتبون الأسانيد وكانوا يميزون الصحيح من السقيم دون الحاجة إلى التصريح بذلك لأنه كان معروفاً ولو أن معنى التساهل في الأخبار والقصص مطلق لما وجدنا أسانيد في كتب التاريخ ولقال من شاء ما شاء دون أن يُسند كلامه فرحم الله علمائنا ..

ولهذا تعرف سبب نقل المغازي مثلاً عن الواقدي وأخبار مصر عن ابن لهيعة المصري لأنهم كانوا من أهل التاريخ ومع ضعفهم في رواية الحديث كان لهم باع وسيط في باب التاريخ ويُستأنس بأخبارهم ولا يُحتج بها إلا إن وافقت شواهد صحيحة وتُطرح نهائياً إن تعارضت مع الشواهد الصحيحة وغير ذلك لا تُكذب ولا تُصدق .

ولكن في زمان الجهل الذي نعيش فيه يجب التنبيه على صحة الأخبار أو ضعفها وذكر مصادرها لأنها تُستخدم الأن للهجوم على الإسلام أو التشويش عليه فيجب أن نحرر الصحيح ومنها ونُبين الضعيف والمكذوب ونسأل الله أن يُهيئ لهذه الأمة كتيبة من الرجال تقوم على إعادة تحقيق كتب التاريخ الإسلامية وبيانها للناس .