بسم الله الرحمن الرحيم

كما قررنا مسبقاً يا أخي فإن التعارض المزعوم يجب أن يتعلق بصحيح النقل
هذه الحديث صحيح عند الكثير من المحدثين وهذا ما بينته سابقا


أما دعوى معارضة هذا الحديث لحفظ القرآن فهي مجرد دعوى بلا دليل فهل المعتمد في نقل القرآن و تلقيه حفظ الصدور أم ما يتم تناقله بالصحف ؟؟؟


أين هذه الآيات إذن ؟؟ هل وصلتنا ؟؟ ... لا تقل لي: هذا مما نسخ حرفه وبقي حكمه ... لأن هذه الآية ليست قرآنا ولم تكتب في الصحف عند نزولها أصلا.

أخرج الحاكم رضي الله عنه من طريق كثير بن الصلت قال : كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان في المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد : " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة ، فقال عمر : لما نزلت أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت أكتبها ؟ فكأنه كره ذلك

كما جاء في السنن الكبرى للبيهقي رضي الله عنه:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ أَخِي كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مَرْوَانَ وَفِينَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، قَالَ زَيْدٌ : " كُنَّا نَقْرَأُ : الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ ، قَالَ : فَقَالَ مَرْوَانُ : أَفَلا نَجْعَلُهُ فِي الْمُصْحَفِ ؟ قَالَ : لا ، أَلا تَرَى الشَّابَّيْنِ الثَّيِّبَيْنِ يُرْجَمَانِ ؟ قَالَ : وَقَالَ : ذَكَرُوا ذَلِكَ وَفِينَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَنَا أَشْفِيكُمْ مِنْ ذَاكَ ، قَالَ : قُلْنَا : كَيْفَ ؟ قَالَ : آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا ، فَإِذَا ذَكَرَ الرَّجْمَ أَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكْتِبْنِي آيَةَ الرَّجْمِ ، قَالَ : فَأتَيْتُهُ فَذَكَّرْتُهُ ، قَالَ : فَذَكَرَ آيَةَ الرَّجْمِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكْتِبْنِي آيَةَ الرَّجْمِ ، قَالَ : لا أَسْتَطِيعُ ذَاكَ"


إن كان لا يعقل بعقلك يا أخي فهو يعقل بعقل غيرك فقد بين الإمام ابن قتيبة الدينوري أن هذا لا يتعارض مع العقل فقال

((وإن كان العجب من وضعه تحت السرير فإن القوم لم يكونوا ملوكاً فتكون لهم الخزائن والأقفال والصناديق، وكانوا إذا أرادوا إحراز شيء أو صونه وضعوه تحت السرير ليأمنوا عليه من الوطء وعبث الصبي والبهيمة، وكيف يحرز من لم يكن في منزله حرز ولا قفل ولا خزانة، إلا بما يمكنه ويبلغه وجده، ومع النبوة التقلل والبذاذة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويصلح خفه، ويقول: "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد))
ركز جيدا فيما قلته سابقا: القرآن يعلو ولا يعلى عليه

أضف إلى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه سرير وهو سيد خلق الله الذي إن شاء جعل له خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل له قصورا.

أخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت علي امرأة فرأت فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عباءة مثنية فبعثت إلي بفراش حشوه صوف فدخل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فرآه فقال : رديه يا عائشة والله لو شئت أجرى الله معي جبال الذهب والفضة.


ومنه ما جاء في البخاري أنه صلى الله تعالى عليه وسلم رقد على حصير قد أثر في جنبه ، وتحت رأسه مرقعة من أدم حشوها ليف.

ومنه ما ورد عند أحمد وأبي داود الطيالسي من حديث ابن مسعود اضطجع النبي - صلى الله عليه وسلم - على حصير فأثر في جنبه فقيل له ألا نأتيك بشيء يقيك منه فقال : ما لي والدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.


وجاء في البخاري عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جئت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مشربة أي : غرفة وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا أي ما يدبغ وعند رأسه أهب معلقة أي : جلود فبكيت فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة.



وقد ذكر البغوي هذا الحديث الأخير في تفسير قوله سبحانه لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد إلى قوله سبحانه وما عند الله خير للأبرار وفي رواية صحيحة أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : أولئك عجلت لهم طيباتهم ، وهي وسيلة الانقطاع ، وإنا قوم أخرت لنا طيباتنا في آخرتنا ، وفي رواية بزيادة أنه لم يكن عليه إزار ، وأنه كان مضطجعا على خصفة ، وأن بعضه لعلى التراب ولم يكن بها غير [ ص: 158 ] خصفة ، ووسادة من ليف ، ونحو صاع من شعير .



روى الطبراني عن ابن مسعود أنه دخل عليه - صلى الله عليه وسلم - في غرفة كأنها بيت حمام ، وهو نائم على حصير أثر في جنبه فبكى ، فقال : ما يبكيك يا عبد الله قال : يا رسول الله كسرى ، وقيصر ينامون على الديباج والحرير ، وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك ، فقال : لا تبك ، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة.