يقول الكاتب "لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه ."

وهذا نتفق فيه .. فذلك خصوص أخصه الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم فقد أعطي رسولنا خمس لم يعطين لأحد من قبله.. ففي الحديث الذي أخرجه البخاري (335) ومسلم (521) وغيره عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة"، وفي لفظ عند البزار: "وبعثت إلى الإنس والجن" قال ابن عبد البر -رحمه الله-: لا يختلفون ـ أي أهل العلم ـ أنه – صلى الله عليه وسلم- بعث إلى الإنس والجن، وهذا مما فضل به على الأنبياء

فقد بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم للمكلفين إنسهم وجنهم عامة

ويقول الكاتب مستشهداًً يالآية 30 من سورة الأحقاف (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) " ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن؟ .. كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ "

وضحنا فيما سبق أن الجن مكلفون بالعبادة ...وكان النبي يُبعث إِلَى قومه من الإنس، فيدعو قومه من الإنس، ويدعو معهم طائفة من الجن أو قوماً من الجن أو كان منذرون الجن يستمعون إلى الأنبياء فيذهبوا إلى قومهم يتذرونهم فلهذا منهم من هو مؤمن بالتوراة ومنهم من هو مؤمن بالإنجيل ومنهم من آمن بالقرآن .. وقد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعامة الإنس وعامة الجن دون تخصيص ...

ولهذا قالت الجن حين سمعت القرآن " إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى "
ونجيب على سؤال الكاتب " هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ "

ألم يأتي في كتابكم أن عيسى عليه السلام قال أنه جاء ليتمم الناموس ؟!!..

(انجيل متى)(Mt-5-17)(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.)

إذا قد جاء عيسى عليه السلام ليكمل والذي أحب أن أوضحه للقارئ أن شريعة الأنبياء من بعد موسى هي التوراة أمل الإنجيل والزبور مواعظ وحكم وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم، وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة،فنقول أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها .

يقول الله تعالى (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) سورة آل عمران الآية 50

وهكذا قال ورقة بن نوفل حين أخبره النبي – صلى الله عليه وسلم- بقصة نزول جبريل – عليه السلام- فقال " بخ بخ هذا الناموس الذي نزل الله على موسى" رواه البخاري (4) ومسلم (160) من حديث عائشة – رضي الله عنها

يتبع إن شاء الله