اسمحي لي غاليتي رانيا بهذه الإضافة على الموضوع
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

خيانة الأمانة

كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله -سبحانه- لا يحب الخائنين، : {إن الله لايحب من كان خوانًا أثيمًا [النساء: 107].
وقد أمرنا الله -عز وجل- بعدم الخيانة، ف: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون [الأنفال: 27].



وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك)[أبو داود والترمذي وأحمد].




يا من يخون الأمانة ، إياك والخيانة فهي من علامات النفاق العملي التي وصف النبي صلى الله عليه وسلم صاحبها بقوله : " وإذا ائتُمن خان " . واعلم أن خيانة الأمانة غير محصورة في الودائع المالية ونحوها فقط ، ولكنها شاملةٌ لكل خيانةٍ قوليةٍ أو فعليةٍ ، أو إفشاءٌ للأسرار ونحو ذلك مما يؤتمن عليه الإنسان في تعامله مع من حوله. وقد حذّر منها الإسلام ونهى عنها لقوله تعالى :{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ( سورة البقرة : من الآية 283) .




وارع الأمانة، والخيانة فأجتنبواعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
• يا من يُخلف الوعد ولا يفي بالعهد ، تذكّر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل تلك الصفة الذميمة خصلةً من خصال النفاق لما يترتب عليها من المفاسد الفردية والمضار الاجتماعية ، حيث قال صلى الله عليه وسلم في وصف المنافق : " وإذا وعد أخلف " .



وما ذلك إلا لأن هذه الصفة تتنافى مع سمات المؤمنين الصادقين ؛ فاحذر أن تَعِدَ أحداً من الناس موعداً ثم تُخلف وعدك له أو أن تتأخر عن الوفاء بما التزمت به وأنت قادرٌ على ذلك ؛ فإن ذلك دليلٌ على عدم احترام الآخرين ، واللامُبالاة بمشاعرهم وأحاسيسهم ؛ إضافةً إلى ما يترتب عليها من انعدام الثقة بين أبناء المجتمع .
وتذكّر قول الشاعر :
يا واعداً أخلَف فـي وعـدهما الخُلف من سيرة أهل الوفا
• يا من إذا خاصم فجر ، وحاد عن الحق إلى الباطل ؛ تذكّر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وان الفجور يهدي إلى النار " متفق عليه .



• يا من إذا عاهد غدر ونقض ، كيف تغفل عن قوله تعالى : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (سورة النحل :91) .



ثم كيف تنسى ما يرويه أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يُعرَفُ به " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 4536 ، ص 770 ) .

وليس هذا فحسب فقد نهت تعاليم الإسلام عن الغدر ولو مع غير المسلمين لما يترتب عليه من ضياع للثقة وفقدانها ، ولما يسببه ذلك السلوك الشائن ـ والعياذ بالله ـ من ضياعٍ للحقوق واضطرابٍ للحياة في المجتمع. وتذكّر ( هدانا الله وإياك )
أن الغدر صفةٌ خبيثةٌ ، وخصلةٌ ذميمةٌ من خصال النفاق التي تنبئ عن خُبث النية وفسادِ السريرة ـ قال الناظم :




أسأل الله لنا ولك التوفيق إلى صادق القول وصالح العمل وخالص النية ، وكفانا وإياك شر النفاق وسوء الأخلاق وجعلنا ممن يراقب الله في السر والعلن وفي القول والعمل إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير