بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الأكارم
الســلام عليكم ورحمـة الله وبركاته
أخي الفاضــل كــرار
لقــد أجــابك أخي أحمــد ( ذوالفقــار ) عــلى ســؤاليــك وأحســن الإجــابة ولكني سـأحـاول ربـط الحــوار بعضـه ببـعـض و أنصـح ما اســتطعت بالرجـوع إلى محــكم التنزيــل دون متشـابهه ، وقد أدرجت لك آيــات محكمــات واضحــات الدلالة على فضـل السـابقين الأولــين من المهــاجـرين والأنصــار والذين اتبعــوهم بإحســان الذين جاءوا من بعـدهم ( اللهم اجـعــلنا منهم ) الذين يقـولون ربنـا اغفــر لنا ولإخــواننـا الذين ســبقونا بالإيمــان ولا تجعــل في قلوبنا غــلا للذين آمنــوا ، فكان تعــليقك أن لا علم لك فلا تعــليق لديك ، ثم جئت بتـأويل آية الرعـد أنهـا في علي عــليه الســلام بل وذهبت لأبعـد بمقـارنتـه بصاحب ســليمان عــليه الســلام الذي أســميته آصف بن برخــيا كمـا ذكرت ذلك بعض الروايــات وأعــلق بعــون الله عــلى آية الرعــد مســتعينا بالله شــارحا الكتــاب بالكتــاب ولا أقــول مفســرا فأنا أقل من ذلك ، فالآيـة تقــول ( ويقـول الذين كفـروا لســت مرســلا قل كفى بالله شـهيدا بيني وبينكم ومن عنــده عــلم الكتــاب ) فأقــول لك أخي الفاضــل كيف يكــون الله شــهيد بين المشـركين ورســوله الأكـرم هل توقعـت أن يتـجــلى ربك لهم فيشــهد ، بالطــبع لا ، فالمـراد كـلام الله الذي هـو الكتــاب - والكتـاب بمعـنى الكتب - كقوله تعـالى ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخـر والكتاب والنــبيين ) فيصـبح معنى من عنـده علم الكتــاب واضـحا وهو من درس الكتب السـابقة وقد أورد أخي أحمـد في رده آية الشــعراء وفيها الدلالة أوضـح وسـاورد لك تمــام الآيات ليتـضح المعـنى بصــورة أدق ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)) فالقرآن نزل بلسـان عربي مبين وليس بينـاً فحسب فهو يبين بعضه بعضا وإنه لفي الكتب السـابقة والدليل أن علماء بني اسـرائيل يعلمونه ، فهل نترك أخي الفاضـل الدلالة الواضحـة للمعــنى من كتاب الله الذي لا يــأتيه الباطـل من بين يديه ولا من خــلفه ونتـبع تأويلا لا يتعــدى كونه ظنــا ؟ ،
ولئن قلنـا بقـولك أن من أوتي علما من الكتـاب واسـتطاع فعل الخـوارق دلــيل على الفضـل فكأننـا نفضل صاحب سـليمان على نبي الله سـليمان نفسـه وهـذا غير جائز فكيف اصطـفى الله سـليمان برســالته ؟
أمـا ســؤالك الآخـر أخي فإن كان معنى عصمة الله لهم من الشرك وغفـرانه لهم فهـذا صـحيح وهـو متحــقق كذلك في عصــبة بدر لذا يفضـل الصحابي الذي شـهد بدرا على غـيره وقال فيهم الرسـول الأكرم ( وما أدراكم أن الله اطـلع على قلوب أهل بدر فقـال افعـلوا ما شــئتم فإني قد غفـرت لكم ) فيكون في ذلك دليل على الفضـل وقد أوردت في مشــاركتي الســابقة ما يوضـح ذلك أرجـو منك أن ترجـع إليها ،
المفضلات