تعدد الزوجات ( الإباحة والقيد )
************************************************** ***********************
.......................................
بيّن الله فى كتابه ما أحله الله لعباده من النساء فى الزواج وما حرمه عليهم ..
فأحل الله لهم أن يتزوجوا : من الأيامى .. ومن الإماء المملوكات بشرط أن يكن مؤمنات صالحات ..
ومن نساء أهل الكتاب ( يهودية كانت أو نصرانية ) بشرط أن يكنّ عفيفات غير زانيات أو مسافحات وممن لايسْتهِنّ بالخُلق
والشرف والفضيلة وليس لهن خِدْن أو صاحب أو صديق .. ( بكراً كانت المرأة أو غير بكر ) .. فقال جل شأنه :
{ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ }
{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ }
............
وأباح الله لمن كان واجداً لأهْبة الزواج ومؤْنته ومستطيعاً لنفقته وليس به علة أو مرض ..
أن يتزوج منهن بواحدة أو إثنتين أو بثلاثة أو أربعة .. طالما أنهن لسْن من المحرمات عليه .. فقال جل ذكره :
{ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }
..
وما أحله الله وأباحه فى التعدد .. هو إباحة مقيدة وليست مطلقة .. قيدها هو : تحقيق العدل والقسط بين زوجاته وعدم الوقوع
فى غبنهن أو ظلمهن أو الجور عليهن .. فإن خشِىَ المرء من عدم تحقيق العدل بينهن أو خشِىَ من الجور والظلم لأىٍ منهن ..
فعليه : أن لا يزيد عن زوجة واحدة .. لقوله تعالى :
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً }
............
ولقد أخبرنا الله فى كتابه بأنه ليس بمقدور أحدٍ من عباده إقامة العدل والقسط بين زوجاته
حتى ولو بذل أقصى طاقته وفعل كل ما فى وسعه وقدرته .. فقال جل ذكره :
{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }
............
ومن إبداع لفظ القرآن وبلاغته وفصاحة أسلوبه ولطائف إشارته التى أدهشت العقول والألباب وأبهرت فصحاء العرب
وأهل اللغة وأمراء البيان .. أنْ قرن الله فيما أباحه فى أداة الشرط وجوابه بين : من يأكل أموال اليتامى جوراً وظلماً ..
وبين من يظلم أو يجور على أىٍ من زوجاته .. فقال سبحانه :
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى . فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }
...
وبين الله لنا فى كتابه جزاء آكلى أموال اليتامى ظلماً .. بأنهم يأكلون فى بطونهم ناراً وسوف يصلون سعيرا .. فقال :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }
وبهذا :
يحذرنا الله بأن من أقدم على ما أحله وأباحه .. وتزوج بأكثر من زوجة واحدة ..
فكما يخشى من عذاب الله وعقابه إن لم يعدل ويقسط فى الولاية على اليتامى بعدم ظلمهم وأكل أموالهم ..
فعليه أيضاً أن يخاف ويخشى من عذاب الله وعقابه إن لم يعدل ويقسط بين أىٍ من زوجاته بعدم ظلمهم أو أكل أموالهم ..
...
يقول ابن عاشور فى " التحرير والتنوير " :
( .... فى الآية إيجاز بديع خَفِىَ وجهه إذ لاتظهر مناسبة أو ملازمة بين الشرط وجوابه ولكنه يؤذن بالإرتباط الوثيق بين عدم
القسط فى اليتامى وبين الأمر بنكاح النساء وعددهن فأطلق سبحانه لفظ اليتامى فى الشرط وقوبل بلفظ النساء فى الجزاء .... )
ويقول الإمام البغوى فى تفسيره :
( .. كما خفتم أن لاتقسطوا فى اليتامى فكذلك خافوا فى النساء أن لا تعدلوا فيهن وأن لا تتزوجوا بأكثر مما يمكنكم القيام بحقهن .. )
............
فإذا ما تزوج المرء بزوجتين أو بثلاثة أو أربعة ..
فعليه بقدر استطاعته وبكل مافى وسعه وأقصى طاقته أن يحسن معاشرتهن وأن يقيم العدل بينهن وألا يُقبل على أياً منهن ويُعرض عن الأخرى
أو يترك أيهن ويذرها كالمعلقة لا هى متزوجة ولا هى مطلقة ..
والمرء فى ذلك حسيب نفسه وسبحانه هو العالم بما تكنه الضمائر وما تخفيه السرائر وهو الحسيب والرقيب وهو على كل شىء شهيد ..
.......................................
************************************************** **************************
سعيد شويل
ju]] hg.,[hj ( hgYfhpm ,hgrd] )
المفضلات